حكايات وخواطر

الخواجه بايوكي

الخواجه بايوكي

بقلم : محمد سامى فوزي.
الخواجه “بايوكي” أول من أسس محل جواهرجى بمصر منذ 125 عام.
قدم الجد الأكبر وينسيسلاوا بايوكي عام 1864م مع بدايه حكم الخديوي إسماعيل، و قال بيترو بايوكى أنا صانع مصرى و تاريخى وحياتى كلها بمصر و لن أعود إلى إيطاليا، و تعبت كثيراً حتى أحصل على الجنسية المصريه و حصلت عليها بالضغط من الايطاليين، و كان جدى وينسيسلاوا بايوكى يعمل فى الصياغه، كما أشتهر بأعمال التصوير النحتى، حيث عهد اليه نحت وجوه الملوك و الأمراء.
و أضاف ان العائله عملت على مدار عده أجيال فى صناعه المجوهرات بالأضافه إلى تعاملات مع عائلات ملكيه شهيرة من بينها عائله أسرة محمد على من الخديوى إسماعيل حتى الملك فاروق وباقى أفراد الأسرة المالكه و ملك إيطاليا و عائله الرئيس السادات و عائله شاه إيران و ملك ليبيا و عائله الرئيس مبارك.
و أشار إلى جده السابع فرانشيسكو كان وزير التموين فى إيطاليا، و كان الشعار الخاص بالأسرة يداً تمنح أموالا ، و بدأ بولو بايوكى فى القاهرة بتأسيس ورشه لتصنيع المجوهرات و الساعات و النظارات الذهب عام 1874، و عام 1900 أفتتحت العائله التى تضم 3 أفراد أول محل لها فى شارع باب الحديد المعروف الأن بشارع الجمهوريه و كان يربط بين محطة سكك حديد مصر و قصر عابدين، و كان المحل أمتداد لفروعهم الشهيرة في إيطاليا.
عام 1915أفتتحت العائله الفرع الثانى فى شارع عبد الخالق ثروت موجود حتى الآن و تجد محل خشبي باللون الأسود مطعم بماء الذهب ويحمل يافتة كبيرة مدون عليها أسم “بايوكي”، وعام 1922 تم غلق محل شارع الجمهوريه لوفاه أحد الأخوة الثلاثه ورحل الأخ الثانى إلى أيطاليا، و بعد أكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 بدأ بولو بايوكي فى تصنيع مجوهرات مستوحاه من الحضارة المصريه القديمه وصاغها من الذهب والأحجار الكريمه.
و أثناء الحرب العالميه الثانيه قامت قوات الإحتلال البريطانى بمصر بإعتقال كل أفراد الجاليه الإيطاليه بمصر و من ضمنها رؤوال بايوكي لمده 4 سنوات بمعسكر فايد و جنيفه، و تم غلق المحل و وضعه تحت الحراسه، بعدها توارثت الأجيال من أسرة بايوكى الصنعة والمهنة ، من الجد الأكبر باولو إلى الأبن الأخير راؤول بايوكى .
دخل المحل موسوعة جينيس للأرقام القياسية بسبب الأحتفاظ بخزانته الحديدية الخاصة به على نفس طرازها، من حيث حجمها الذى يصل إلى عرض 1 م، و إرتفاع 1 م، عمق 2 م وباب حديدى سمكه أكثر من 30 سم، تمت صناعتها فى إيطاليا ونقلت إلى مصر على إحدى البواخر التجارية،ولا تزال هذه الخزانة تعمل بكفاءة وتحتوي على العديد من المجوهرات والمصوغات المطعمة بالأحجار الكريمة …
تعاقبت الأجيال من الأسرة إلى أن وصلت لـ 5 أجيال كاملة من الجد الأكبر باولو إلى الأبن الأخير راؤول، عاصرت الأسرة جميع الأنظمة السياسية في مصر بداية ببايوكى الجد كان الجواهرجى الخاص بالأسرة المالكة فى مصر منذ عام 1900، ونجح فى كسب ثقة جميع أفراد الأسرة المالكة، ليس فقط فى أقتنائهم لقطع المجوهرات أو تيجان ونياشين ولكن أيضاً لأقتناء قطع فريدة ونادرة لإهدائهالملوك وأمراء عرب وأجانب، من سيوف مرصعة بالألماس ونياشين وأقراط وغيرها.
وكان من أشهر زبائن بايوكي، كوكب الشرق أم كلثوم الذي قال عنها أنها كانت تأتي إلى المحل بشخصها لتختار بعض القطع المميزة و الأستمتاع بالمناخ الخاص بالمحل، بالإضافة إلى الرئيس محمد أنور السادات الذي أختار شبكة زوجته من “بايوكي”، وزوجة شاه إيران وملك إيطاليا السابق، والعديد من الفنانين والسياسيين وكبار رجال الدولة.
فى شارع عبدالخالق ثروت، محل يمتاز بديكوراته الخشبية ذات اللون الأسود المطعم بماء الذهب، كأقدم محال المجوهرات فى مصر والشرق الاوسط، يحتفظ صاحبه فى دولابه الخاص بالعديد من الأوسمة والنياشين وشهادات التقدير، سبق أن منحته السفارة الإيطالية بالقاهرة وسام الأستحقاق ودرجة ضابط ودرجة فارس، ومنحته مصر شرف الحصول على الجنسية المصرية عام 1998م
،ليتم تكريمه مؤخراً كأحد رواد مهنته، و شخص فعال بقوة فى مجتمع خارج بلده.
– ضم المحل أكثر من 1000 كتالوج جمعت منذ عام 1900 من دول أوروبية ومن مصر، والزبون دائمآ يحتار بين الكم الهائل من الموديلات التي تعد من التحف النادرة والذوق الأصيل، ولكن الغالبية من العملاء يتركون لـبيترو بايوكي حرية إختيار قطعة المجوهرات بل لا يجادلون في السعر لثقتهم الكبيرة، ورغم دخول الكمبيوتر عالم المجوهرات فإن بايوكي يرى أن الجواهرجي صاحب الخبرة يستطيع أن يميز بالعين المجردة الأحجار الأصلية من المزيفة أما عن أفضل أنواع الأحجار الكريمة فيرى أن الألماس هو الأفضل ويأتي بعده الزمرد ثم الياقوت ثم الزفير كما يرى أن جودة الحجر تعتمد على ثلاثة أشياء مهمة هي النقاء والحجم وجودة اللون.
– عملت زوجته معه فى مهنه الصياغه و تصميم الحلى و المجوهرات لأكثر من 25 عام..
و فى السنوات الأخيرة مع إرتفاع أسعار الذهب بدأ فى تصنيع مشغولات من الفضه حتى تتناسب مع أحتياجات كثير من العملاء الراغبين فى أقتناء منتجات بايوكى.
– قام بأفتتاح فرع آخر بالزمالك عام 2017 .
– هذه قصه أول أسرة أجنبية أسست أول محل جواهرجى بالقاهرة و كان تعاون أفراد الأسرة أن تحظى بثقه و أعجاب المصريين بالمشغولات الذهبيه و الفضيه.

السابق
 كفتة السمك
التالي
الدجاج المقرمشه

اترك تعليقاً