الفنان القدير حسن عابدين

الفنان القدير حسن عابدين.
بقلم : محمد سامى فوزى.
الفنان القدير حسن عابدين شخصيه جديرة بالإحترام، أشترك فى حرب فلسطين عام 1948 وتم أسره وحكم عليه بالإعدام.
حسن عابدين وكان مشهور بإسم محمود عبد الوهاب، ولد في 21 يوليو عام 1931م في قرية تزمنت بمحافظة بني سويف، لأسرة متدينة، وكان الرابع من تسعه أشقاء ، تركت أسرته القرية إلى مدينة بني سويف، التحق بمدرسة بني سويف الإبتدائية ، وشجعه أساتذته على أداء شخصيات الدروس، إنضم للفرقة المسرحية بالمدرسة، وقدم دور الأب في سن العاشرة، تخرج في المدرسة الثانوية و شارك أول تجربة مسرحية له بدور البطولة في مسرحية “موسي الهادي”، وعُرضت على مسرح مدرسة النيل الثانوية، ومسرح سينما الأهلي، ولاقت نجاحاً كبيراً، والده كان رافض تماماً عمله بالتمثيل ولم يعلم إلا فيما بعد أنه يمارس التمثيل إنما التى كانت تعلم عمله بالتمثيل هى والدته، منعه والده من إستكمال دراسته الجامعية خوفاً من التحاقه بمعهد التمثيل.
إنضم لمجموعة الفدائيين المصريين في بيت لحم في فلسطين لمحاربة اليهود عام 1948م بعمر الـ17 عام ، تحت قيادة البطل أحمد عبد العزيز، وتم أسره وحكم عليه بالإعدام هو والممثل إبراهيم الشامي، لكن زملائهم نجحوا في تحريرهم،و لم يتم تنفيذ الحكم وعاد إلى القاهرة ومنها إلى بني سويف.
عُين موظفًا بقسم التحصيل بمحكمة بني سويف عام 1953م، ثم عمل بسكرتارية المحكمة، بدأ في عام 1954م بالمسرح العسكري عندما كان متطوعاً في الجيش، وكانت كل مسرحياته فى فترة الخمسينيات كانت للمسرح العسكرى، وبعد معرفته أن العاملين فيه موظفون منتدبون من الوزارات، فأستقال من وظيفته وسافر للقاهرة.
التقي بعبد الرحيم الزرقاني، وتألق في أول دور مسرحي في مسرحية “سيأتي الوقت”، إنتقل إلي مسرح الحكيم، وقدم عدة مسرحيات منها “سلطان زمان، ونادي العباقرة”، ضمه الفنان يوسف وهبي إلى مسرح رمسيس وأسند إليه أدوار الفنان الراحل حسين رياض، ولكن للأسف لم يكن موجود غالباً عند تصوير هذه المسرحيات
ثم عاد لمسرح الحكيم .
إنضم لمسرح الدولة “المسرح الحديث” في أوائل السبعينيات، وظل به 15 عاماً حتى أستقال عام 1986م بعد أن وصل لدرجة فنان قدير، وعمل أكثر من عشر مسرحيات ناجحة جداً ما بين التراجدى والكوميدي وتاريخى مثل مسرحية جان دارك، نادى العباره، الطفل المعجزة، يا سلام سلم، ولدى، وغيره من الأعمال الناجحة، ثم بعد ذلك جاءت مسرحية نرجس التى أظهرت طاقات حسن عابدين الفنية و التى عرفه الجمهور بها وأذيعت في التليفزيون، ثم إنضم إلى مسرح الفن مع جلال الشرقاوي، وقدم مسرحيات ناجحة منها “مسرحية ع الرصيف، ومسرحية إفرض، والرعب اللذيذ” وغيرها .
بدأ العمل بالتليفزيون في نهاية الستينيات، ونال شهرته مع مسلسل “فرصة العمر” عام 1975م، وبلغ رصيده 73 مسلسلاً من أهمها “ماشي يا دنيا ماشي، عادات وتقاليد، أنا وأنت وبابا في المشمش”، كما عمل نجماً للإعلانات مع طارق نور، قدم في الإذاعة عدة برامج ناجحة منها برنامج “مش معقول” لأربعة سنوات متتالية من 1985 إلى 1988م، وبرنامج “عجبي” حتى عام 1989م.
شارك فيما يقرب من 24 فيلماً بالسينما منها “سترك يارب، فيفا زلاطا، على من نطلق الرصاص، درب الهوى و بسبب هذا الفيلم فكر فى الأعتزال، وأنه كان غير راضي عن دوره في الفيلم مع أنه كان يجسد شخصية واقعية فى المجتمع المصرى، و رفض مشاهده الفيلم حينها.
وآخر فيلم عنبر الموت” الذي نال عنه جائزة الجمعية المصرية لنقاد السينما بعد وفاته .
الإعلانات كانت سبب فى تحقيق الإنتشار و الشهرة ، بعد الشهرة الكبيرة التى حققها حسن عابدين تهافتت عليه شركات الدعاية والإعلان حتى وقع سلسلة إعلانات لإحدى شركات المياه الغازية بواسطه المخرج طارق نور ، والتى حققت نجاح غير مسبوق ورفعت من مبيعات الشركة، لكن فى المقابل واجه هجوم شرس من قبل النقاد، مما أدخله فى حالة من الأكتئاب الشديد ودفعه لرفض تقديم أى إعلانات فيما بعد على الرغم من المغريات المادية التى عرضت عليه .
عندما قرر أداء مناسك العمرة واجه حسن عابدين موقف محرج أثناء أدائه لمناسك العمرة، حيث طلب منه أحد حراس قبر الرسول الإبتعاد عن القبر لأنه ممثل، ومن هنا قرر الأعتزال وكان وقتها يعرض مسرحية عش المجانين، لكن تدخل أحد أصدقائه فى الوقت المناسب وأشار عليه بزيارة الشيخ محمد متولى الشعراوى وقتها، واقنعه بالإستمرار فى العمل بالفن طالما يقدم أعمال ناجحة بعيدة عن الأبتذال .
تزوج أبنة عمه، وله 4 أبناء طارق، خالد، إيمان، هبة.
لعب الفنان القدير أدوار الأب الحنون و الموظف المطحون والإنسان الطيب الذي يحافظ على القيم كما لعب دور الضابط والباشا، ولعب الأدوار الكوميدية كما لعب الأدوار التراجيدية بإقتدار.
و عاني من سرطان الدم، وتوفي في 6 نوفمبر 1989 بمستشفي “رويال فري فيكتوريا” في لندن، وشُيعت جنازته في موكب جماهيري، ودُفن في بني سويف كما أوصى.
في آخر حديث تليفوني للراحل حسن عابدين قال(سأصل الاثنين القادم لأمثل “نور الهدي” صحتي كويسة .. مجرد إرهاق!!)
(كان من المفروض أن يعود الفنان حسن عابدين من لندن بعد إجراء فحص شامل بمستشفي رويال فري.. لكن القدر عاد به .. جثماناً بعد وفاته بالمستشفي .
وفي مكالمة أجراها الفنان الراحل مع زوجته وأولاده طمأنهم على حالته خاصة بعد عمل فحص شامل وتحاليل في المستشفي لم تثبت إلا أنه يعاني من حالة إرهاق، بالإضافة لأنيميا حادة.
وكانت آخر مكالمة للراحل مع المخرج عبد الله الشيخ صديق عمره يؤكد له فيها أنه سيبدأ تصوير المسلسل الديني “نور الهدي”، الذي يخرجه عبد الله الشيخ لشهر رمضان في ثاني جزء من هذا العمل الذي قام ببطولته العام السابق حسن عابدين، وكان من المفروض أيضا أن يشارك سناء جميل في مسلسل “أهلا يا جارى”.
جثمان الراحل وصل يوم 7 نوفمبر عام 1989 على متن طائرة مصر للطيران، ومعه أبنه الكبير طارق، وشقيقة المهندس كمال عابدين اللذان رافقاه في رحلة العلاج.
أما تقرير أطباء مستشفى رويال فري بلندن فقد أكد انه كان مصابا بسرطان الدم.
توفى نجم الكوميديا ” حسن عابدين” فى صمت عام 1989، عن عمر يناهز 58 عام،