في عالم يزداد صخبًا وتعقيدًا، حيث تتراكم الضغوط وتتصاعد التحديات، يبحث الكثيرون عن سبل لتحقيق الهدوء النفسي والسكينة الداخلية.
وفي هذا السياق، تبرز مفاهيم العلاج بالطاقة الحيوية كبوصلة توجه الأفراد نحو مسارات جديدة للتعافي والنمو.
التقينا بـ “جراند ماستر لبنى أحمد”، استشاري العلاج بالطاقة الحيوية والأحجار الكريمة، لتسليط الضوء على مفهوم “طاقة الاستسلام الروحي” وكيف يمكن أن يكون لها تأثير عميق وإيجابي على صحتنا النفسية.
تبدأ جراند ماستر لبنى أحمد حديثها بتعريف مبسط لهذا المفهوم الذي قد يبدو غامضًا للبعض: “طاقة الاستسلام الروحي ليست ضعفًا أو استسلامًا للظروف السلبية، بل هي قوة داخلية عميقة.
إنها القدرة على التخلي عن المقاومة والتحكم المفرط في مجريات الحياة، والثقة بأن هناك قوة عليا وهي الله سبحانه وتعالى يدعمنا ويوجهنا نحو الخير حتى لو لم تتضح لنا الصورة كاملة في الوقت الراهن.
وتضيف موضحة: “هي أشبه بالتخلي عن المجاديف في بحر هائج والإيمان بأن التيار سيحملك إلى بر الأمان. هذا لا يعني التكاسل أو عدم السعي، بل يعني أداء ما علينا من جهد، ثم تسليم النتائج بثقة ويقين لله عز وجل.”
تشير جراند ماستر لبنى إلى أن الحاجة إلى هذه الطاقة تتزايد في عصرنا الحالي وتقول: “غالبًا ما نجد أنفسنا عالقين في دوامة من التفكير المفرط، والقلق بشأن المستقبل، والتمسك بالماضي، هذه المقاومة الداخلية تستنزف طاقتنا النفسية والجسدية، عندما نقاوم ما هو كائن، فإننا نخلق صراعًا داخليًا لا ينتهي، مما يؤدي إلى التوتر، الاكتئاب، والقلق المزمن.”
تعدد جراند ماستر لبنى أحمد الفوائد الجمة لتبني هذه الطاقة في حياتنا اليومية:
* خفض مستويات التوتر والقلق: “عندما تستسلم للقوة الأكبر وهي الايمان بالله عز وجل ومشيئته، فإنك تتخلى عن عبء التحكم بكل شيء، هذا التخلي يقلل بشكل كبير من التوتر والقلق، ويسمح للعقل بالهدوء والسكينة.”
* تعزيز السلام الداخلي والهدوء: “يؤدي الاستسلام إلى شعور عميق بالسلام الداخلي، بغض النظر عن الظروف الخارجية، أنت تتعلم كيفية قبول اللحظة الراهنة بما فيها، وتجد الهدوء في خضم الفوضى.”
* تحسين القدرة على التأقلم والمرونة: “بدلاً من الانهيار أمام التحديات، يمكنك أن تصبح أكثر مرونة. طاقة الاستسلام تسمح لك بالتدفق مع تيار الحياة، والتأقلم مع التغيرات بسهولة أكبر.”
* تنمية الثقة بالنفس وبالكون: “عندما تستسلم، فإنك تثق بأن الأمور ستسير على ما يرام بمشيئة الله، وأنك محاط بالدعم، هذه الثقة تنعكس إيجابًا على صحتك النفسية، وتمنحك شعورًا بالأمان.”
* التخلص من الأنماط السلبية: “التمسك بالمقاومة غالبًا ما يكون نتيجة لأنماط فكرية وسلوكية سلبية، الاستسلام يساعد على فك هذه الارتباطات، ويفتح الباب أمام أنماط جديدة أكثر إيجابية.”
* تعزيز الوعي الذاتي: “من خلال التخلي عن السيطرة، تصبح أكثر وعيًا بذاتك وبمشاعرك الحقيقية، هذا الوعي هو الخطوة الأولى نحو الشفاء والنمو.”
تختتم جراند ماستر لبنى أحمد حديثها ببعض النصائح العملية لممارسة هذه الطاقة كالتالي:
* “الأمر يبدأ بالوعي بإن ارادة الله فوق كل شىء”
* ركز على أنفاسك وحاول تقبل اللحظة الراهنة دون حكم.
* عش اللحظة الحالية بكامل وعيك، ولا تدع عقلك ينجرف إلى الماضي أو المستقبل.
* ركز على ما لديك بدلًا من التركيز على ما تفتقده.
* تقبل أنك لا تستطيع التحكم في كل شيء، وأن الأخطاء جزء من الرحلة.
* التسليم بالدعاء أو النية واطلب التوجيه والدعم من الله عز وجل، ثم سلم النتائج.”
إن طاقة الاستسلام الروحي، كما تؤكد جراند ماستر لبنى أحمد، ليست مجرد مفهوم فلسفي، بل هي أداة قوية وفعالة لتحقيق التوازن النفسي والعاطفي في حياتنا. من خلال تبني هذه القوة الداخلية، يمكننا أن نجد السلام والهدوء في خضم تحديات الحياة، ونعيش بتناغم أكبر مع العالم من حولنا.