شجرة العذراء مريم بالمطريه
شجرة العذراء مريم بالمطريه.
بقلم : محمد سامى فوزى.
تحفه أثرية من العصر القبطى و كانت إحدى محطات رحلة العائلة المقدسة بمصر، شجرة العذراء مريم في المطرية.
توجد في أقصى شمال مدينة القاهرة وذلك بالقرب من مسلة سنوسرت.
وتعتبر شجرة مريم من الأثار القبطية المعروفة في القاهرة وتعرف بإسم شجرة العذراء مريم .
ويمكن الوصول إليها من شارع متفرع من شارع المطراوى ، هو شارع مساكن شجرة مريم حيث توجد الشجرة محاطة بسور كبير ويتوسطه حديقة جميلة، أوراق قليلة ذابلة وفروع ثابتة وجذور محفورة فى الأرض، وكأنها حجر الأساس لوطن بل لأمة كاملة،لها ريح طيب تهيم فيه النفس، ويرق له القلب متذكراً طهارة البتول ورحلة أم من بيت لحم إلى مصر، حملت فيها مريم العذراء رضيعها وأستقرت تحت فروعها فكانت “شجرة مريم”.
لقد ذاعت شهرة هذه المنطقة قديماً بجامعاتها التي كانت خاصة بالكهنة المصريين العلماء ، والذين ذاع صيتهم في تدريس جميع علوم العلم والمعرفة ، وقد ذاع صيت وشهرة هذه المنطقة مرة أخرى بسبب مجئ العائلة المقدسة إلى مصر مروراً بتلك المنطقة .
كانت مصر أول من أستضاف العائلة المقدسة عند هروبها من ظلم هيرودس ملك اليهود ( الرومانى ) في ذلك الوقت ، الذى أراد أن يقتل المسيح الطفل حيث قد علم أن هناك مولوداً ولد وسوف يكون ملكاً على اليهود فأضطرب وخاف على مملكته ، فأمر بقتل جميع الأطفال الذين في منطقة بيت لحم بفلسطين التي ولد فيها المسيح، وكذلك جميع حدودها من أبن سنتين فيما دون ، فهربت العائلة المقدسة إلى مصر ، ولما مات هيرودس عادت إلى فلسطين مرة اخرى ولما كان هيرودس ملك اليهود قد أرسل من يبحث عنهم ، وأستطاع أن يتجسس أخبارهم نظراً لما حدث من معجزات كان يأتيها الطفل أثناء رحلته طول الطريق ومن بين ما روى وعرف ان التماثيل والأصنام كانت تتساقط وتتهشم على أثر مرور الطفل عليها ، فذاع صيتهم وتناقلت الألسن قصصهم ، فوصل ذلك إلى مسامع الملك هيرودس فقرر إرسال جنوده وزودهم بتوصياته لدى حكام مصر مشدداً بالبحث عن هذه العائلة المكونة من يوسف النجار ومريم العذراء والمسيح الطفل و لما شعرت العائلة بمطاردة رجال هيرودس لهم وقربهم منهم أختبأوا تحت هذه الشجرة ، فأنحنت عليهم بأغصانها وأخفتهم تماماً عن أعين رسل هيرودس حتى مر الركب ونجوا من شرهم .
شجرة ليست عادية حيث تبلغ من العمر 3000 سنة جاءت إليها السيدة مريم العذراء ومعها أبنها سيدنا عيسى عليه السلام،وقدم يوسف النجار لها “جميز” من طرح الشجرة، وتناولته وجلست تحت ظلها، فتركت فيها نورها وبركتها وطهارتها.
وقد ذكر المؤرخ الإسلامي المقريزى الذي عاش حوالى منتصف القرن الخامس عشر الميلادي ، أن العائلة المقدسة حطت بالقرب من عين شمس ناحية المطرية وهناك أستراحت بجوار عين ماء ، وغسلت مريم فيها ثياب المسيح وصبت غسلة الماء بتلك الأراضي ، فأنبت الله نبات البلسان ولا يعرف بمكان من الأراضى إلا هناك ، وكان يسقى من ماء بئر تعظمها النصارى وتغتسل بمائها وتستشفي به ، وقد ذكر أيضا أنه كان يستخرج من البلسان المذكور عطر البلسم ، وكان يعتبر من الهدايا الثمينة التي ترسل إلى الملوك وقد ظلت حديقة المطرية لعدة قرون مشهورة كأحد الأماكن المقدسة في الشرق ، وكانت مزاراً مرموقاً لكثير من السياح والحجاج من جهات العالم المختلفة ، ولا تزال الكنيسة القبطية المصرية تحتفل بتلك الذكري المباركة أول شهر يونية من كل عام وهى تذكار دخول المسيح أرض مصر .
شجرة مريم اثناء الحملة الفرنسية :
توجد أسماء كثيرة وغريبة محفورة على هذه الشجرة فلا تتعجب من ذلك، فهى ليست بأسامى عشاق أو مراهقين، بل إنها أسماء لجنود الحملة الفرنسية الذين أصيبوا بالطاعون، ومروا على الشجرة فوجدوا زلالاً أبيضاً يخرج منها فمسحوا به على أجسامهم، وشفاهم الله فى نفس اللحظة، بعدها قرروا كتابة أسمائهم على هذه الشجرة، وكتب الكثير منهم أسماءهم على فروعها بأسنة سيوفهم ، ونستطيع أن نرى ذلك واضحاً على الشجرة العتيقة .
يذكر ان شجرة العذراء مريم الأصلية التي أستراحت عندها العائلة القدسة قد أدركها الوهن والضعف وسقطت عام 1656 م ، فقام جماعة من الكهنة بأخذ فرع من فروع هذه الشجرة وقاموا بزرعها بالكنيسة المجاورة لمنطقة الشجرة والمسماة بكنيسة الشجرة مريم ونمت الشجرة وتفرعت ، ومنذ فترة قريبة تم أخذ فرع من هذه الشجرة ، وتم زرعها ملاصقة للشجرة الأصلية العتيقة وهى عامرة بالأوراق وثمار الجميز الآن ويذكر أن الناس يذهبون إلى هذه الشجرة ليستبركون بها ، وهناك أعتقاد من بعض المسيحين أن هذه الشجرة تجعل النساء حوامل ممن هم لا يستطيعون الحمل .
لم تحل طهارةالعذراء على شجرةمريم فحسب، بل على البئر الذى يرقد بجوار الشجرة، وأرتوت منه العذراء مريم وأبنها المسيح عيسى عيلهما السلام، وتعتبر شجرة مريم من أهم محطات السيدة مريم العذراء فى رحلتها منذ هروبها من فلسطين وقدومها إلى سيناء ومنها إلى الفرما ببورسعيد، وبعدها إلى بلبيس بالشرقية، ثم إلى مسطرد والزيتون، وصولاً إلى شجرة الجميز التى أستظلت بظلها وأكلت من ثمارها وشربت من البئر الموجود بجوارها.
بدأت محافظة القاهرة ووزارة السياحة والآثار بأعمال لتطوير شجرة مريم، وهى ترميم الشجرة، وعمل أسوار حديثة حول المنطقة، وأستكمال كل أعمال تشغيل شلالات المياه الموجودة عند فوهة البئر المجاور للشجرة، كمنظر جمالي للمنطقة، وأعمال خدمات رفع المياه، بالإضافة إلى تجهيز منطقة بالكافيتريات، وتطوير نظم الإضاءة والتأمين بالمنطقة الأثرية، ورفع كفاءة الحديقة العامة، وتجهيز مركز للزوار وإقامة قاعتي عرض دائم بالمنطقة، لتعريف الزائرين بتاريخ رحلة العائلة المقدسة في مصر، وتاريخ شجرة مريم من خلال عرض أفلام تسجيلية ووثائقية.
كما شمل المشروع طلاء وتجميل العقارات المجاورة لمنطقة شجرة مريم، لتليق بصورة مصر، خاصة أن هذه النقطة من نقاط مسار العائلة المقدسة المهمة بالقاهرة، التي ستشهد إقبال عدداً كبيراً من السياح والزائرين لها.
– قصة حارة عيد التى لا يختمر بها خبز،
هناك قصة غريبة يرددها الأهالي، وهي خاصة بحارة تسمى (حارة عيد)