كنيسة كهف الزبالين

كنيسة كهف الزبالين
بقلم : محمد سامى فوزى.
كنيسة كهف الزبالين ( القديس سمعان الخراز )قصة بنائها بالقاهرة.
يقع دير و كنيسة القديس سمعان الخراز ، والذي يعرف كذلك بإسم (كنيسة الكهف) في جبل المقطم في الجنوب الشرقي بالقاهرة ، في منطقة تعرف بـمدينة القمامة نسبة إلى العدد الكبير من قاطنيها الذين يعملون في مجال تجميع وبيع النفايات أو القمامة، أو ”الزبالين“ كما يشتهرون به، هي كنيسة قبطية مصرية محفورة داخل جبل المقطم بالقاهرة، تضم ست كنائس أرثوذكسية هم (كنيسة الأنبا شنودة – كنيسة الأنبا برام بن زرع سرياني- كنيسة الملاك وماري وحنا- كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس. – كنيسة مارى مرقص – كاتدرائية العذراء والقديس سمعان وهي أكبر كنيسة في مصر حيث تستوعب 20 ألف شخص، وبها 76 صورة محفورة ، وتدور حول هذا الدير أسطورة متوارثة من قديم الزمن، و هى : أن سمعان الخراز كان يعمل في دباغة الجلود وفي صناعة وتصليح الأحذية وكان رجلاً تقياً صالحاً، جاءت إلى دكانه يوماً أمرأة لتعرض عليه حذاءها ليصلحه لها وبينما كانت تقوم بخلعه وقعت عينا سمعان على ساقها فأشتهاها، فقام بقلع عينه بالمخراز منفذاً بذلك بشكل حرفي إحدى وصاية المسيح التي يقول فيها : إن كانت عينك اليُمنى تعثرك، فإقلعها، وإلقها عنك، لأنه خيرٌ لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يُلقى جسدك كله في جهنم ، وعندما بلغ الأمر للكنيسة قرر الكهنة مسامحته على ما فعل لأنه قام بذلك ببساطة ودون فهم حقيقي لرمزية الوصية.
و من ناحيه اخرى : ان كوكب الشرق السيدة “أم كلثوم” كانت من أهم الأسباب التي مهدت لبناء دير سمعان الخراز بطريقة غير مباشرة، حيث كانت تقطن في حى الزمالك المطل على نهر النيل و فى الجانب الآخر من النهر كان يعيش “الزبالين” أو جامعى القمامه فى حى “إمبابه” وهذا الأمر كان يصيبها بالإنزعاج من شكل القمامه وهى فى فيلاتها بحى الزمالك، وخلال أحد الحفلات في منزلها وبحضور ألمع نجوم الفن والسياسة، أشتكت أم كلثوم لمحافظ القاهرة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وهو سعد زايد، الذي أستجاب لها على الفور، ونقل 5000 أسرة إلى جبل المقطم، في ظروف قاسية بدون بيوت آدمية ولا مياه ولا مدارس ولا دور للعبادة، وأيضا إلي ان أغلبية الأسر هناك كانت مسيحية ، وظلوا على هذا الحال لمدة عامان، وبجانب الظروف القاسية أنتشر بينهم شرب الخمر والمخدرات ولعب القمار، وفي أحد الأيام نزل أحد الزبالين لجمع القمامة من منطقة شبرا، وقابل أحد القساوسة بالصدفة فدعاه لأن يأتي لهداية الآخرين بعد أن أبتعد الجميع عن الله.
فأستجاب القديس الملقب حالياً بالأنبا سمعان إبراهيم للدعوة، وبعد محاولات لمساعدة وهداية أهل المنطقة، ومحاولات عديدة ومتكررة لبناء كنيسة، تم بناء الدير تدريجياً حتى وصل إلى شكله الحالي ، وبات الدير ومنطقة الزبالين حوله مزاراً سياحياً من كل دول العالم.
تمكن جامعي القمامة يدوياً بإزالة 2مليون ونصف حجر لبنائه، وتهيئة القاعة التي تتكون من مدرجات نصف دائرية التي يوجد أسفلها المذبح ، حيث يقع في الجانب الأيمن مقصورة تضم رفات القديس سمعان الخراز،
تتميز هذه الكنيسه أيضاً بوجود بروز واضح بالسقف أمام الهيكل لصوره السيده العذراء، وكل الصور منحوته في الجبل يدوياً،بواسطة شاب اسمه ماريو خواجة من بولندا، جاء مصر علشان يترهبن ويخدم ربنا ,فلما جاء حى الزبالين كانت هوايته عمل صور على الخشب, فكان يعمل صوره للقديس سمعان، فشاهد الصورة الأنبا وقال له يا ماريو طب ما تيجى تنحت فى الجبل مثل المصريين القدماء قال له يا أبونا أنا لا أعرف أنا صغير، قال له الصغير بيكبر بنعمة ربنا تقدر، فرسم علي الجبل ونحت 76 صورة .
وشيدت هذه بالكاتدرائية على مرحلتين:
– المرحله الاولى: كانت عباره عن مغاره صغيره لا يزيد أرتفاع سقفها عن أرضيتها إلا بمتر واحد، وكان يتردد عليها بإستمرار الخدام للقيام بإجتماعات الصلاه .
– المرحله الثانيه: أكمل الله العمل بها وأعدها ، إعداداً مباركاً.
وجهزت بمقاعد ثابته وقويه على هيئه مدرجات ربع دائريه و لتسع ما يقرب من عشرين الف مصلى ، وتعد الآن أكبر كنيسه بالدير.
تنيح الانبا سمعان ابراهيم كاهن دير القديس سمعان الخراز يوم الأربعاء 11 أكتوبر 2023 عن عمر يناهز ( 82 عام) بمستشفى الحياة بمصر الجديدة وسط حزن كبير بين أقباط منطقة منشية الناصر…..
