في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتزايد الضغوط اليومية، يزداد بحث الإنسان عن وسائل طبيعية تعيد له توازنه النفسي وسلامه الداخلي. وفي هذا السياق، تسلط جراند ماستر لبنى أحمد، استشاري العلاج بالطاقة الحيوية والأحجار الكريمة والكريستال، الضوء على مجموعة من التقنيات العلاجية المستوحاة من حضارات قديمة، تؤكد أنها ما زالت قادرة على إحداث فارق حقيقي في حياة الإنسان المعاصر.
وترى لبنى أحمد أن الانسجام النفسي والعاطفي يبدأ دائمًا من الداخل، موضحة أن الحضارات القديمة كانت تدرك بعمق الترابط بين الجسد والعقل والروح، وأن الشفاء الحقيقي لا يتحقق إلا بإعادة هذا التوازن. وتقول:
«كل تقنية من هذه التقنيات تفتح بابًا جديدًا نحو السلام والوعي العميق، فالقدماء فهموا أن الطاقة هي أساس الصحة والاتزان».
وتبدأ لبنى حديثها عن العلاج بالصوت، الذي تعود جذوره إلى التبت والهند، حيث تُستخدم الذبذبات الصوتية كوسيلة لتنقية الهالة وإعادة تناغم الخلايا، مؤكدة أن الأجراس التبتية وترديد المانترا ليست مجرد موسيقى، بل ترددات تساعد على تهدئة الدماغ وفتح مراكز الطاقة.
كما تشير إلى العلاج بالألوان، الذي عُرف في مصر والهند القديمتين، موضحة أن لكل لون ذبذبة خاصة تؤثر في المشاعر وأعضاء الجسد، حيث يهدئ الأزرق الأعصاب، ويعزز الأخضر الشفاء، بينما ينشّط الأصفر الذهن.
وفيما يتعلق بالمعادن، تؤكد لبنى أن النحاس والفضة كانا يُستخدمان للحماية الطاقية، إذ يساعد النحاس على موازنة الكهرباء الحيوية داخل الجسم، بينما تعمل الفضة على تنقية الهالة من الطاقات السلبية، وهو ما تعكسه النقوش الموجودة في المعابد المصرية القديمة.
وتتوقف عند العلاج بالطين والفخار، موضحة أن الطين يحمل طاقة الأرض القادرة على امتصاص السموم والطاقات الثقيلة، وأن استخدام الأواني الفخارية أو الطين على الجلد يساعد على إعادة التأريض والتوازن الجسدي.
أما العلاج بالأعشاب، الذي عُرف في مصر والصين والعالم العربي، فتؤكد أن لكل عشبة طاقتها الخاصة، مثل اللافندر للهدوء، والزنجبيل للطاقة، والمرمرية للتنقية العاطفية، واللوتس لدعم صحة القلب والشرايين.
وتنتقل لبنى إلى العلاج بالحركة والرقص الواعي، الذي استُخدم في الثقافات الإفريقية والشرقية لتحرير المشاعر العالقة، مؤكدة أن الحركة الإيقاعية تنشّط العمود الطاقي وتحول الألم الداخلي إلى طاقة حيوية إيجابية.
كما تشدد على أهمية التنفس الواعي، المعروف لدى المصريين القدماء والهند والتبت، لقدرته على موازنة الجهاز العصبي وتنظيم الهرمونات وتفريغ المشاعر السلبية.
وتلفت إلى العلاج بالماء، الذي اعتبرته الحضارات اليونانية والرومانية عنصرًا مقدسًا للتطهير، سواء عبر الاستحمام الطاقي أو السباحة، لما له من تأثير في تجديد الطاقة والصفاء الذهني.
وتوضح أن الأحجار الكريمة استُخدمت لدى المايا والمصريين القدماء لذبذباتها العلاجية، مثل الأمثيست للصفاء الذهني، والروز كوارتز للحب، والعقيق للحماية.
كما تتحدث عن العلاج بالبخور والروائح العطرية، التي استُخدمت في مصر وسومر، لدورها في تنقية الأماكن ورفع مستوى الوعي، باستخدام مكونات طبيعية مثل اللبان والصندل.
ولا تغفل لبنى العلاج باللمس ونقل الطاقة، مثل تقنيات الريكي والبرانا، مؤكدة أن اليدين قادرتان على نقل طاقة الشفاء، وهو ما يظهر جليًا في الرسومات والنقوش على جدران المعابد المصرية القديمة.
وتختتم حديثها بالإشارة إلى العلاج بالمانترا والرموز والأشكال الهندسية، موضحة أن الكلمات والأشكال تحمل ترددات عالية تؤثر في الوعي والطاقة، وأن الأشكال الهندسية مثل الهرم والمسلة كانت تُستخدم لجذب الطاقة الإيجابية وتفريغ السلبية، كما هو واضح في الأهرامات المصرية.
وتؤكد جراند ماستر لبنى أحمد في ختام حديثها أن دمج هذه التقنيات في الحياة اليومية لم يعد رفاهية، بل ضرورة للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية والروحية، قائلة:
«الطريق إلى السلام النفسي يبدأ دائمًا من الداخل، والحضارات القديمة تركت لنا مفاتيح ما زالت قادرة على إنقاذ إنسان اليوم».
