عالم وأديب
أخر الأخبار

الروائية السورية منتهى العيادة

عدي_السلامي

الروائية السورية منتهى العيادة

من خلال هذا الحوار  لنا فسحة أدبية فنية راقية  نبحر في نهر الأدب ليقودنا إلى سفر شيق ، يهب خصوبته للمُتلقي بكلّ عفوية وحبّ.

بدأت الروائية السورية منتهى العيادة بلمحة سريعة على أوراق تاريخها فكشفت لنا بأنَّ

بدايتها كانت متأخرة عن غيرها من الأدباء، وأنها دخلت عالم الأدب في سن

متأخرة بسبب مشاغلها الأسريّة وظروف أخرى خارجة عن إرادتها ، فكانت

تكتب كلّما وجدت فراغاً أستقطعته من اهتمامها بأسرتها فتجمع لديها  مخزون

كبير من الأوراق والدفاتر ، ولكن لم تقم بنشره ، فضلت قارب الأسرة على قارب

الأدب إلى أن تخرجوا  بناتها من الجامعات وحملوا شهادات عليا فخورة بها كأيّ أمّ .

الروائية السورية منتهى العيادة

ورغم بدايتها المتأخرة عن غيريها منذ حوالي الخمس سنوات إلا أنها حققت

جزء س   أحلامها،  مشيرة ً بأنَّ  الطريق أمامها مفروشاً بالحصى ولكن بفضل دعم بناتها والكثير من

المفكرين والأدباء في الوطن العربي ستحقق ما تطمح له.

يُذكر بأنّ العيادة لها روايتين مطبوعتين الأولى ( عنق تحت السكين ) وهي رواية

اجتماعية والثانية  ( بثينة ) وهي رواية أدب سجون عن معتقلة سياسية تعتقل لمدة عشرين عاماً وتعاني ماتعانيه .

مؤكدة بأنَّ لها رواية قيد الإنجاز والطبع بعنوان ( نساء على أرصفة عارية)

تتحدث عن معاناة الكثير من النساء ، كسرت بها الكثير من التابوات المحرمة في مجتمعنا.

أشارت العيادة بأنَّ الرواية العربية ذات شقين مثلها مثل باقي الفنون قسم يسير

بها نحو الابتذال بحرفه دون أن يكون في خدمة العمل الروائي طلباً للشهرة

فيصل لها، ولكنّه مجد زائل وقسم يكتب بحرفية وموهبة عالية وللنخبة من القراء ولايلقى الدعم.

ووضّحت بأنَّ لو أتيحَ لها إدخال تغيراتٍ في الرواية؛ فستمنح الروائيّ الفسحة

الكافية من الحرية ليعبّر عمَّ بداخله دون خوف من رقيب، وأن يكتب عن معاناة

الشعوب بشفافية وصدق   وأيضاً تمنح  الروائين الدعم الكافي لإيصال مايكتبون لأوسع مدى .

الكتابة الروائية

 

و الكتابة الروائية أو الشعرية ممكن أن تندرج تحت مسمى

الهواية لكن يجب أن ترافقها الموهبة فلاهواية دون موهبة ، فالموهبة تتطور مع

مرور الزمن بالقراءة وإثراء المخزون الفكريّ؛ لذا الهواية وحدها لاتكفي ولكن

البعض يظن أنّها هواية في وقتنا الحالي، فلا ينمّي موهبته ولايصقلها  ويرى أنّه الأفضل .

أكّدت بأنَّ هناك قراصنة الأنتاج الأدبي وهي ظاهرة معروفة منذ القدم ولكن ا

لأديب في السابق كان من الممكن أن يسرق جملة أو كلمة ولكن الآن في  زمن

التكنولوجيا والأنترنت ، وكل من هب ودب واراد لنفسه أن يكون شاعراً أو قاصاً

ينسخ ويلصق ويسرق من غيره من الأدباء وينسبها لنفسه وهي ظاهرة خطيرة

جداً؛ فالكتابة الأدبية إحساس ومشاعر فكيف أنسب لنفسي أحساس غيري ونبضه ومشاعره .

العلم والاادب

لفتت العيادة أنَّ رغم تقدّم العالم ولكن الأدب ليس عاجزاً عن اللحاق به ، إذا

تلقى الدعم الكافي من دور النشر ومن قبل الحكومات، فالكثير من مبدعي الوطن

العربي إن كانوا شعراء أو كتّاب فهم لايملكون ثمن طباعة ديوان أو رواية، وأن

تمَّ لهم ذلك فعلى حساب قوت أسرهم ، نرى في الغرب الكثير من دور النشر

تتبنى الأدباء وتشجعهم وتوصلهم للعالمية. وأيضاً في زمن الأنترنت لم نعد نرى

القارىء الّذي يفكر باقتناء رواية أو ديوان شعر؛ فالقراءة صفة مفقودة في

مجتمعاتنا بعكس الغرب الّذي يهدي الناس بعضهم بالمناسبات كتباً بينما يسخر منكِ إن أهديتَ كتاباً لأحد.

موضحتاً بأنَّ لو أتيحت لها فرصة تشكيل ثنائية لاختارت شاعرين وروائيين

( علي لفتة سعيد) روائي عراقي

( نجاح ابراهيم) روائية سورية.

ومن الشعراء، الشاعر ( عماد الدعمي) وهو عراقي وشاعر آخر. اسمه ( حامد الشمري) يطلق عليه أمير البنفسج في العراق.

في النهاية أضافت العيادة كلمتها الأخيرة متوجهةً  للمثقفين من أدباء بكلّ

النواحي أن نزيل الضغائن والأحقاد من القلوب ، تشجيع  المواهب والبحث عنها ،

التدقيق اللّغوي في جرائدنا ومجلاتنا ، وأن لايكون النشر بحسب العلاقات

الشخصية والمحاباة بل للغث من الناتج الأدبي؛ وأنّها لا ترى الكثير من النصوص

الشعرية التي يتباهى بها أصحابها تنشر في مجلات وصحف، سلال النفايات تشمئز من رائحتها.

كما تمنّت من الأدباء أن يكونوا سيفاً بقلمهم لأحقاق الحقّ وليس أبواق للبعض من حكومات وأحزاب .

المحرر  : باسمي وباسم إدارة مجلة زهوة  ، وجميع كادرها نشكر الأديبة منتهى

العيادة على قبولها الدعوة بالحوار وشفافيتها ، ورحابة الصدر ، ومزيداً من العطاء والتوفيق إن شاء الله.

مقطع شعري بقلم العيادة

:https://daralarab2.blogspot.com/2020/07/blog-post_650.html?m=1

#مجلة زهوة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى