اخبار بلدناعام
أخر الأخبار

كيف نفرح ونحتفى  بيوم مولد النبي(صلى الله عليه وسلم) 

 

كيف نفرح ونحتفى  بيوم مولد النبي(صلى الله عليه وسلم)

(الفقه المستفاد من ذلك):

كيف نفرح ونحتفى  بيوم مولد  النبي(صلى الله عليه وسلم) الحمد لله ربّ العالمين، أنار الوجود بميلاد خير مولود، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا ونبينا، وحبيبنا، وشفيعنا محمدًا عبده ورسوله، وبعد:
((مشروعية الاحتفاء والفرح بيوم مولد النبي (صلى الله عليه وسلم)):

 

فمن أجل نعم الحق تبارك وتعالى علينا؛ نعمة الإخراج من العدم إلى الوجود، قال

تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[البقرة:28].

وقد أباحت الشريعة الإسلامية لنا الفرح والاحتفاء بيوم مولده (صلى الله عليه

وسلم)، فقال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}

[يونس:58]، ويوم ميلاد  النبي (صلى الله عليه وسلم) أعظمُ فضلٍ من الله (عزّ وجل)

على البشرية جمعاء، فقد ولد فيه النور الذي أضاء الكون من ظلمات الضلالة

والجهالة بنور العلم والإيمان، قال تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ

كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ}[المائدة:15]، فهو ميلادُ الرحمة، ميلادُ النور، ميلادُ الهداية.

كيفية نفرح ونحتفى بيوم مولد  النبي (صلى الله عليه وسلم) :

لقد علمنا النبي (صلى الله عليه وسلم) كيفية الاحتفاء والفرح بيوم مولده (صلى الله

عليه وسلم)، وجعله احتفاء وفرحًا عامًا لا يقتصر على يوم واحد أو شهر واحد، كما

جعله احتفاء وفرحًا يليق بقدره ومكانته عند ربه، وجعله طاعة وعبادة من باب

شكر الله (عزّ وجلّ) على تلك النعمة، كالتالي:

1. كثره صيامه  (صلى الله عليه وسلم) ليوم مولده، فقد سئل النبي (صلى الله عليه

وسلم) عن السرّ والسبب في كثرة صيامه ليوم الاثنين، فقال: (ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ،

وَيَوْمٌ بُعِثْتُ ـ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ) (رواه مسلم)، فعن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال:

(وُلِدَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَاسْتُنْبِئَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَخَرَجَ مُهَاجِرًا

مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ…وَرَفَعَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ

يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ) (مسند أحمد)، وهذا من أصرح الأدلة على مشروعية الاحتفال والفرح بمولده (صلى الله عليه وسلم).

2. التصدق وذبح العقيقة:

روى أنس (رضي الله عنه): (أَن النَّبِيّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيه

وَسَلَّم) عَقَّ عَنْ نَفْسِهِ بَعْدَ مَا بُعِثَ نَبِيًّا) (الضياء في المختارة)، ومن المقرر فقهيًا أن

العقيقة لا تكرر، وقد عقّ عبد المطلب (جّد النبي) عن النبي (صلى الله عليه وسلم)

سابع ولادته، فتكرار العقيقة من النبي (صلى الله عليه وسلم) دليلٌ على فرحه

واحتفائه (صلى الله عليه وسلم) بيوم مولده، ودليل على مشروعية هذا الفرح والاحتفاء.

((الفقه المستفاد من ذلك))

مشروعية الاحتفاء والفرح بيوم مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) عمومًا وأيام

الميلاد الخاصة بنا، فقد وضع لنا (صلى الله عليه وسلم) الأساس لكيفية الاحتفال

بيوم مولده (صلى الله عليه وسلم)، والذي يتمثل في الطاعة والعبادة لله (عزّ وجلّ)

كالصيام، و التصدق بلحم العقيقة، والحق تبارك وتعالى يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ

فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب:21].

ومن هنا أقول: إن الاحتفاء والفرح بيوم مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) عمومًا أو

بأيام ميلادنا خصوصًا ينبغي أن يكون مشروعا، مناسبًا لشكر الله، فيكون بالتقرب

إليه بألوان العبادة والطاعة، ومن أعظمها اتباع شرعه، وسنته  ونصرة دينه ومنهجه، ومدارسة سيرته العطرة، والذبّ عنه (صلى الله عليه وسلم)، وعن صحابته.

وهذا ما ينبغي أن يعلّمه الآباء لأبنائهم في عصرنا هذا؛ أن يعلموهم الكيفية المثلى

والطريقة السليمة اللائقة للاحتفاء والفرح بيوم مولده (صلى الله عليه وسلم)، والتي

ترسخ في نفوسهم القيم، والأخلاق، والمبادئ، إن ميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم)

حدثٌ جليلٌ له خطره ومكانته، فينبغي أن يكون الاحتفاء والفرح به مناسبًا لعلو منزلته، وجلالة قدره (صلى الله عليه وسلم).

إنني أتعجب في هذا العصر! ممن يحتفل بيوم مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) أو

بأيام الميلاد بطريقة شكلية فارغة عن المضمون والهدف، بل قد تنافي ما جاء به

(صلى الله عليه وسلم) من تعاليم كمن يحتفل بميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم)

بتناول أصنافًا من الطعام وحسب، وبعضهم قد يسرف في تناولها مسببا أزمة غذائية

تموينية، مع أن القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة قد نهيا عن الإسراف في الطعام

والشراب، وكمن يحتفل بإقامة الحفلات الخاصة المشتملة على الاختلاط المحرم بين

الرجال والنساء، وتدار فيها موائد الخمور والمسكرات، أو احتفالات عامة يختلط

فيها الرجال والنساء فيما يعرف ويسمى بــ (الموالد)، التي تدمر الأخلاق، وتنشر الفحشاء، والإسلام من هذا براء.

كما إنني أتعجب! ممن يحرم الاحتفال بميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم)، بينما

يدعو للاحتفال باليوم الوطني لبلده، أو يدعو للاحتفال بشيخه، أليس هذا ظلمٌ

عظيم؟، أليس هذا اجحافٌ بحق من حقوقه (صلى الله عليه وسلم) علينا ألا وهو

التذكير بميلاده، وبمشاهد سيرته (صلى الله عليه وسلم)، إن تجديد الاحتفال بميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يخلو عن فوائد جمة منها:

(1) تعليم النشأ، وتذكير الشباب بسيرته (صلى الله عليه وسلم).
(2) ومنها: البركة التي تحل بالمجتمعات التي تذكر فيه سيرته (صلى الله عليه وسلم).
(3) ومنها: نشر القيم والأخلاق والفضائل وغيرها كثير من الفوائد.

أدعو الله أن يهدينا سواء السبيل، وكل عام وأنتم بخير
والله أعلى وأعلم وهو المستعان وعليه التكلان

كيف نفرح ونحتفى  بيوم مولد النبي(صلى الله عليه وسلم) 

 

#كتبه الشيخ الدكتور
#مسعد أحمد سعد الشايب

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تنبيه: إستمرار إنتخابات مجلس النواب لليوم الثاني علي التوالي" : Zahuaa زهوة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى