التعليم
أخر الأخبار

((عشرة أمور لجلب الرزق))

 

((عشرة أمور لجلب الرزق))

الحمد الله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء، وسيد المرسلين سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وبعد:

 

الرزق قسمه الله وقدره بين الخلائق قبل أن يولد الإنسان ويخرج من بطن أمه، قال

(صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ اللهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلَاقَكُمْ، كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ…)

(رواه أحمد)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ

أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا

فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، وَيُقَالُ لَهُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ، وَرِزْقَهُ، وَأَجَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ…) (رواه البخاري)

ومن سنن الله الكونية: أنه ربط الأسباب على مسبباتها، والسبب: هو ما يتوصل به

لغيره، والمسبب: هو النتيجة الحاصلة عن الأخذ بالسبب، كالنكاح (الزواج) سبب في

حصول الذرية والولد، والتجارة سبب في حصول الغنى والثراء…وهكذا.

والرزق هو أحد الأمور التي علقها المولى تبارك وتعالى على الأخذ بالأسباب، وفي

((عشرة أمور لجلب الرزق))

هذا المقال أستعرض بكم عشرة أمور جالبة للرزق، كالتالي:

1. التقوى عمومًا، وهي الاجتناب والبعد عن النواهي كالزنا والسرقة…الخ، والامتثال

والعمل بالأوامر، هي ألا يراك الحق سبحانه وتعالى حيث نهاك، وألا يفتقدك حيث

أمرك، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ

يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}

[الطلاق:3،2]، وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ

السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[الأعراف:96].

2. صلة الأرحام بكلِّ جميلٍ يُدخل الفرح والسرور عليهم، ويدفع الأذى عنهم، وذلك

كالنفقة عليهم، والهدية لهم، والدعاء لهم، والسؤال عنهم، وزيارتهم، ومشاركتهم

الأفراح والأتراح … وما أشبه ذلك من قول وعمل، قال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ

أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) (متفق عليه).

3. برّ الوالدين والإحسان إليهما، قال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي

عُمْرِهِ، وَأَنْ يُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) (رواه أحمد).

4. الاستغفار، وهو أن تطلب بلسانك المغفرة والستر لذنبك الذي ارتكبت، معتقدًا

بقلبك أن لك ربًا وأنت عصيته، وكان لا يصحُّ منك معصيته، قال تعالى: {فَقُلْتُ

اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ

وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا*مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا*وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا}

[نوح:10ـ14]، وقال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ

فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) (رواه الترمذي وابن ماجه).

5. التوبة والابتعاد عن المعاصي والذنوب، قال تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا

إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي

أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ}[هود:3]، وقال تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا

إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}

[هود:52]، وقال (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ…) (رواه أحمد).

6. التصدق والإنفاق في سبيل الله، قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ

اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ

وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[البقرة:261]، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ

عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}[سبأ:39].

7. الزواج بنية العفاف؛ لقوله (صلى الله عليه وسلم): (ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ:

المُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ العَفَافَ) (رواه الترمذي والنسائي).

8. المتابعة بين الحجّ بيت الله الحرام، والعمرة؛ لقوله (صلى الله عليه وسلم): (تَابِعُوا

بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ،

وَالذَّهَبِ، وَالفِضَّةِ…)(رواه الترمذي والنسائي)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (النَّفَقَةُ فِي الْحَجِّ كَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ بِسَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ) (رواه أحمد).

9. معاونة الضعفاء، والمرضى، وأصحاب الحوائج…الخ، قال (صلى الله عليه وسلم):

(ابْغُونِي الضُّعَفَاءَ، فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ) (رواه أبو داود والترمذي).

10. العمل والسعي على الرزق، وخصوصًا التجارة، قال تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ

فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}

[الجمعة:10]، وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا

مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}[الملك:15]، وقال (صلى الله عليه وسلم): (تِسْعَةُ أَعْشَارِ الرِّزْقِ فِي التِّجَارَةِ) (إصلاح المال لابن أبي الدنيا).

والله أعلى وأعلم وهو المستعان وعليه التكلان

((عشرة أمور لجلب الرزق))

((عشرة أمور لجلب الرزق))

#كتبه الشيخ الدكتور
#مسعد أحمد سعد الشايب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى