عام
أخر الأخبار

“قلق الخريف”

كتبت:هدى شهاب

“قلق الخريف” : لماذا نشعر بالحزن و القلق في “موسم الخريف”

مع اقتراب موعد الشتاء و إختفاء أشعة الشمس و إنتهاء أيام الصيف الأطول ومجئ ليالي الخريف يجد بعض الناس أنفسهم يشعرون بالقلق بل و الحزن و تسوء لديهم الحالة المزاجية و هى حالة تعرف “بقلق الخريف autumn” anxiety” و ذلك يعود إلى ان أجواء الشتاء مفضلة لدى القليل من البشر.

قلق الخريف هو توتر نفسي سنوي لدى بعض الناس حيث يبدأوا في الشعور بالتوتر و حالة من الحزن خلال أشهر الخريف من الممكن أن تمتد للشتاء .يقول الخبراء إن بعض أسباب هذا القلق قد تكون بسبب بدء عام دراسي جديد، أو التوتر بسبب تغير الأجواء أو الندم المحتمل لعدم تحقيق الأهداف المرجوة خلال الصيف و لكن بالتغييرات في النظام الغذائي ، والتمارين اليومية ، و زيادة التعرض لضوء النهار يمكن لنا تقليل آثار قلق الخريف.

 

تقول مجلة “علم النفس اليوم” ” psychology today” نقلاً عن الدكتورة “كلير موريسون ، المستشارة الطبية للصحة النفسية”:”أن كثير من الناس يعانون من القلق و تدني الحالة المزاجية خلال أشهر الخريف”، مؤكدة أن قلق الخريف و تدني المزاج العام للشخص على عكس أنواع القلق الأخرى، فغالبًا ما يكون للقلق محفز خارجي واضح و هو على العكس في الخريف فالقلق غير مرتبط بمحفز و لكنه مرتبط غالباً بالمناخ و تقلبات الأجواء،و هذا النوع من القلق يميل إلى التكرار سنويًا”. وتقول:”إن الكثير من الناس لا يدركون مدى شيوع القلق في الخريف، و ربما لا يدركون ذلك إلا إذا تكرر لديهم نفس الشعور كل عام ، فإن النمط سيصبح واضحًا ، ويمكن للمرء أن يتخذ خطوات لمنعه”.

 

و عن أعراض “قلق الخريف” تشير “موريسون” إلى ما يلي كأعراض لقلق الخريف: “تقلب المزاج، القلق والاكتئاب بالإضافة للغضب و العزلة المفرطة، مع الخمول والنعاس والتعب علاوة على فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية و الميل للبكاء”

"قلق الخريف"
“قلق الخريف”

و عن الأسباب الرئيسية تضيف “موريسون” قائلة:” أحد الأسباب هو انخفاض ضوء الشمس،مما يؤدي إلى انخفاض مستويات السيروتونين حيث يؤثر هذا الهرمون المهم على الحالة المزاجية والشهية وأنماط النوم و على عكس السيروتونين يرتقع هرمون الميلاتونين الذي يجعل المرء يشعر بالنعاس والاكتئاب”.

 

و تتابع قائلة: “يرتبط نقص أشعة الشمس في الخريف و الشتاء لدى البعض بنقص فيتامين د الذي يسبب نقصه الاكتئاب”، مؤكدة أن للتغيرات الجوية و المناخية عوامل أخرى تعمل على كثير من التغيرات السلوكية ، لأنه مع تدهور الطقس ، نقضي وقتًا أقل في الهواء الطلق ونمارس تمارين رياضية أقل.”

 

هل هو قلق الخريف أم شيء آخر؟

 

اتفقت باتريشيا ثورنتون، إستشاري الصحة النفسية،على أن التغييرات في موسم الخريف يمكن أن تؤدي إلى تغيرات المزاج العام وصولاً للقلق و الحزن ، ومع ذلك ، قالت إن “قلق الخريف” ليس حالة معترف بها ، مؤكدة أن بعض الأشخاص الذين يعانون من تلك التحولات النفسية في الخريف قد تعود لتغيير الجدول الزمني لديهم مثلا العودة إلى المدرسة، فقد يكونون قلقين لأنهم الآن مضطرون إلى الاستيقاظ مبكرًا وقد يحصلون على قسط أقل من النوم. هذا يمكن أن يسبب القلق ، لا سيما إذا كان القلق بسبب قلة النوم

 

 

الأن بعد أن عرفنا ما هو اكتئاب الخريف ما الذي نستطيع القيام به لتجنب الحالة المزاجية السيئة؟

 

بغض النظر عن سبب شعورك بالقلق خلال فصل الخريف ، تقترح د.”موريسون” أن هذه الأشياء الخمسة قد تساعد في توفير الراحة:

 

1. احصل على مزيد من الضوء

ابدأ بقضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق لتحقيق أقصى استفادة من ضوء الشمس الموجود هناك .فالاستيقاظ مبكرًا للاستمتاع بأشعة الشمس في الصباح سيحسن المزاج و إذا لزم الأمر اذهب إلى الفراش مبكرًا للمساعدة في مكافحة التعب والنعاس أثناء النهار.

 

2. تمرن كل يوم

 

تعد ممارسة الرياضة يوميًا لمدة 30 دقيقة على الأقل روتيناً جيداً لضبط الحالة المزاجية، فممارسة الرياضة هى المفتاح في جميع المجالات لاضطرابات الصحة العقلية، لذا بمجرد أن يهدأ طقس الصيف الحار ، يكون الخريف وقتًا رائعًا للاستمتاع بالهواء الطلق ، لذلك استفد منه إلى أقصى حد من خلال المشي لمسافات طويلة أو ركوب الدراجة، ابدأ رياضة جديدة أو انضم إلى صالة الألعاب الرياضية

"قلق الخريف"

3. تغيير نظامك الغذائي

 

الخريف هو وقت ممتاز للتفكير فيما تأكله فهو وقت رائع لإعداد الحساء الموسمي المفضل لديك والوجبات الدافئة التي لم تأكلها خلال الصيف.

 

4. ابدأ شيئًا جديدًا

 

لأن الخريف هو وقت لبدايات جديدة ، وفترة جديدة ، وموسم جديد ، إبدأ بالتفكير في القيام بهواية جديدة كالقراءة أو الرسم أو إقضي وقتاً في ترتيب المنزل والحديقة وإعادة التنظيم.

 

 

5. أعد صياغة منظورك

 

بدلاً من ربط الخريف بالتجارب السلبية حاول النظر إليه بشكل مختلف عن طريق إعادة الصياغة. يركز البشر بشدة على الخسارة في هذه الحالة، لذا حاول التفكير فيما يمكنك فعله عندما ستكون في منزلك. بدلاً من التفكير في ” أن الجو بارد وسأظل عالقًا بالداخل ” حاول التفكير في أن تكون مرتاحاً و مسترخياً بالداخل على سبيل المثال. قوم باستخدام بطانية مريحة ودافئة أو وسائد من ألوان الخريف و إستمتع بمشروبك الدافئ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى