التعليم
أخر الأخبار

جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

كتب الدكتور الشيخ مسعد الشايب

جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

الحمد الله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء، وسيد المرسلين سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:

===========

فمن المسائل الشائكة التي يثار حولها الجدلُ كل عام ـ وتحديدًا عند اقتراب السنة الشمسية من نهايتها، واقتراب عيد ميلاد السيد المسيح (عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام) ـ والتي اختلف فيها العلماء ما بين مجيزٍ ومانعٍ ـ حسب تكييفهم الفقهي لها ـ مسألة (تهنئة غير المسلمين بأعيادهم)، هذا وقد سألني بعض الأخوة الفضلاء المنكرين للتهنئة عن أقوال الأئمة الأربعة في هذه المسألة، وكأنه سؤالٌ تعجيزي، وكأنه يقول لي: إن الفقهاء الأربعة منعوا من تلك التهنئة، فعقدت العزم مستعينًا بالله (عزّ وجل) على كتابة تلك الرسالة الموجزة: (حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم) مرجحًا ما اطمأن إليه قلبي ـ بدون تحيزٍ وتعصبٍ ـ ما رجحته الأدلة من نصوص وقواعد الشرع الحنيف، وأقوال السادة الفقهاء، مجليًا هذه المسألة وموضحًا إياها لعوام الناس، ثم أقوم ببيان الرأي الأخرـ وبيان الردّ عليه، فأقول وبالله التوفيق:

====================

لا مانع شرعًا في دين الله (عزّ وجلّ) من تهنئة غير المسلمين بأعيادهم طالما أنهم لم يقاتلوننا في الدين، ولم يخرجونا من ديارنا، ولم يجلبوا علينا شرًا، وهذا ما عليه دار الافتاء المصرية اليوم، ومجلس الافتاء الأوربي وهو رأي جلّ علماء الأزهر قديمًا وحديثًا كالشيخ رشيد رضا، والدكتور الشرباصي، والشيخ الشعراوي والدكتور القرضاوي والدكتور نصر فريد واصل، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي للأدلة الآتية:.

( ملخص المقال) 
جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

1. يجوز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، ولا يجوز مشاركتهم فيها، قال تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}[الكافرون:6]، فهناك فرق بين التهنئة والبر والتعايش السلمي وبين المشاركة.

=======

2. تهنئة غير المسلمين بأعيادهم مظهرٌ من مظاهر البر، ومظهر من مظاهر سماحة الإسلام، ونوعٌ من المجاملة.

=======

3. النبي (صلى الله عليه وسلم) وصحابته (رضي الله عنهم) فعلوا وأمروا بما هو أكبر من التهنئة، والتهنئة تقاس على تلك الأمور.

=======

4. مَنْ يجوز تهنئته هو: غير المسلم المسالم لنا أما من يحاربنا كاليهود اليوم فلا يجوز تهنئتهم، ويجب على غير المسلمين الذين يعيشون معنا أن يسالموا منْ سالمنا، وأن يكونوا حربًا على منْ حاربنا كما يستفاد من آية الممتحنة، وكما تدل عليه معاهدة الدفاع المشترك بين النبي (صلى الله عليه وسلم) وطوائف المدينة من اليهود وغيرهم.

=======

5. يجوز الهدية أيضًا لغير المسلم، بما هو مباحٌ في شرعنا فلا تجوز الهدية بالخمر…إلخ، بل ويجوز التصدق عليهم، والدعاء لهم بالهداية، وتعزيتهم كما قرر الفقهاء.

=======

6. جواز تهنئة غير المسلمين ببطاقات التهنئة، بدون أن تشتمل على آيات قرآنية أو أحاديث نبوية فهم لا يدركون قداستها، وقد يمتهنونها أو يلقونها في المخلفات، فسدّ الذرائع ودرأ المفاسد مقدم على جلب المصالح

=======

7. جواز تهنئة غير المسلمين بالكلام المباح في شرعنا، وبما ليس فيه مخالفة لديننا.

=======

8. القائلون بالتفرقة في التهنئة بين العيد الديني والعيد الغير ديني لا يفقهون شرعًا معنى العيد فالأعياد لا تكون إلا دينية، وها هو النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول لأهل المدينة: (كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ الْأَضْحَى)(رواه النسائي).

=======

9. الفتوى تتغير بتغير الجهات الأربع (الزمان والمكان والأحوال والأشخاص)، وما يصلح لزمنٍ لا يصلح لآخر، ومسألة التهنئة ليست من العقيدة أساسًا، فهي قابلة للتغير بحسب الجهات الأربع.

=======

10. أدلة المانعين للتهنئة أدلة مرجوحة ومردود عليها، ولا تصلح دليلًا للمنع من التهنئة.

=======

جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

والله تعالى أعلى وأعلم وهو المستعان وعليه التكلان
للاطلاع على المقال كامل الرابط

https://www.facebook.com/profile.php?id=100002913451127

خادم العلم الشرعي

مسعد أحمد سعد الشايب

دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن

كلية أصول الدين الأم بالقاهرة ـ جامعة الأزهر الشريف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى