عام
أخر الأخبار

خيبة

فاطمة بنعمار، استاذة تعليم ابتدائي

خيبة

كنت اتمنى دخول جهنم على ان اسامحهم …

أن تتلذذ الشياطين بتعذيبي و ان يشويني الله فوق مسامير و مقابض ادوات منزلية مرمية … على ان أكون متسامحة …

انانية … أنا

لا ارضى لنفسي الخذلان و لا كلمة تهد نفسي و في نفوس الناس .. هي اعتباطية

لست جبانة و لا اتحمل المهانة .. و لكن الساكت في بلدنا وعاء فارغ يسهل رميه ..

و تنتظر ان يحتويك احدهم …

ان يجعلك دافئا ككل الاطياف التي تراها من حولك ..

ككل الاطياف التي تمشي على الرصيف.. و لكنك الوحيد الذي يزحف بحثا عن الحنان …

و مع ذلك يرمونك من جديد فأنت وعاء فارغ.. احيانا يغدقونك بفتات الشوق …

ولكن الشوق يكسرك مع الزمن … و ينثر بقايا الإنسانية منك… كما يشعرك بالوهن …

ينثرها الى أعماق السواد … بلا عودة

أما امي

..فلا تفهمني ..

و أما اخوتي وهم في البيت لا اتذكرهم …

و أما نفسي فلا تريدهم.. هي لا تريد أحد …

تزعجني نفسي حينما اتألم بلا صوت …

حينما يرمقونني و كأنني الحل … هكذا بلا حب …في صمت

فأنا وعاء فارغ يسهل رميه و حينما يستقر في أحد اركان الظلام يخرجونه الى النور …

النور يشتد فيعميني ..ادمنت السواد في وحدتي …

ٱلفت الهمسات الخفية و غياب ألوان قمّتي…

النحيب خافت في الظلام …

يرجعوني الى الظلام بين الفينة و الاخرى

يزعجونني كي أمل… و أجلس بلا أمل…

لقد بتّ اخاف النور يعميني…

أريد جهنم لنفسي على ان اسامحهم…

خيبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى