مسجد علي التمرازي بالاسكندرية.
بقلم : محمد سامى فوزى.
يقع مسجد علي التمرازي في بحري بحي الجمرك والتي تشتهر بكثرة مساجدها التاريخية،وبالقرب من ميدان المساجد، الذي يرجع تاريخه إلى عام 1854م حين قام حسن باشا الاسكندراني قائد بحرية محمد علي باشا والذي كان يسكن إمام المسجد، بالعثور علي شاهد قبر مدون علية إسم علي تمراز، فقام ببناء مسجد علي هذا الضريح.
وفي عام 1941م قام الملك فاروق الأول بإعادة إعمار المسجد بتكلفة 11 الف جنية، و قام بالإشراف علي التجديد المهندس الشهير ماريو روسي مستشار وزارة الاوقاف، وأفتتح المسجد في عام 1359ه كما هو مدون علي اللوحة المثبتة أعلى التركيبة النحاسية للضريح، والتي كتب عليها “في عهد الملك الصالح فاروق الأول عام 1359 هـ، لا توجد رواية صريحة لمَن هو سيدي تمراز المدفون بضريح المسجد على الرغم من محاولات البحث العديدة، وجد أن هناك 12 شخصًا يحملون إسم تمراز، توفي منهم واحد فقط، في الإسكندرية في عصر المماليك، لكن لا يوجد دليل على أنه دفن بمقبرة باب البحر، على الرغم من أنتشار عائلة تمراز في ربوع المنطقة العربية وتحديدًا تواجدهم بكثرة في فلسطين وسوريا.
بالتجول داخل مسجد تمراز، تشعر أنك داخل متحف من متاحف العمارة الأسلامية ، نظرًا لتميزه بمزيج زخرفته المعمارية من جميع مدارس الفن الإسلامي، فيتسقبلك في البداية على باب المسجد عمود جرانيتي إيطالي مزخرف بالنقوش الإسلامية، كما أن تواجد الحزام النحاسي به أكثر ما يميز عمارة “روسي” بالمسجد، ويتواجد، أيضًا، على مدخل المسجد تقاطع لعمودين متعانقين بشكل تؤأمي لم يكرر مرة أخرى في أي مسجد من مساجد الإسكندرية، و أيضاً بداخل المسجد تجد أنه يتميز بأعمدته الخماسية المزخرفة والتي تعلوها تيجان نحاسية مثبته، وشبابيك بزخارف خشب الخرط، كما يعلو سقف المسجد فتحات علوية تشتهر بها العمارة الإسلامية لإضاءة المسجد وإنارته،
استبدل روسي القباب التي تميز أسقف المساجد بالشخشيخة في مسجد تمراز، خوفًا من ضغط ثقل القبة على أعمدة المسجد في أركان المسجد، كما طعمت حوائط المسجد بالأيات القرآنية ذهبية اللون والتي نقشت على مساحة خضراء اللون بمتنوع الخطوط العربية.
أما المحراب النادر يتوسط مسجد تمراز و هو من أجمل المحاريب النادرة التي لا يوجد مثلها في مساجد الإسكندرية جميعها، حيث يتزين بالمقرصنات النادرة المطعمة بزخارف الفسيفساء الممزوجة بلوني الأخضر والذهبي.