لا تراهنوا علي هزيمتي
اليوم محررتنا / ريم مختار تقدم لنا مقالة جديدة وخاطرة جديدة
برؤيتها الخاصة علي تخطي الانسان علي الهزيمة
لا تراهنوا علي هزيمتي.. وأنا التي تخطيت اسوأ ايامي بدون كتف استند عليه
يحدث أحيانا ان تكتب لآنك تريد الكتابة أولا، او تكتب من اجل احدهم، او لآنك
تحب رؤية الكلمات تصطف بجانب بعضها، وان تري هذا المعني كيف يتشكل،
تكتب فقط لآنك تحب رؤية الصفحة البيضاء مليئة بالحبر الاسود، نابضة
بالحياة، عالم حقيقي موازي، هذا هو الامر ببساطة، ثم تأتي الكتابة، بسبب
همومك ومخاوفك، والامور الملحة عليك، لكي أذكر نفسي دائما بأنني شخص لا
يخسر … دائما أردد انني الشخص الرابح الوحيد بعد كل علاقة فاشلة “هو أنا”،
يكفيني بانني ربحت نفسي، لا ابالي لتلك الخسارة كثيرا فقط أقضي فترة
طويلة مع نفسي حتي أستطيع ان ارمم الشروخ والندبات المعنوية التي لاقتها
نفسي، بعيدا عن الاشخاص وصخب الحياة، فانا شخصية معقدة لا تكترث لشيء
سوي لمعنوياتها ونفسيتها انني لا اجيد تجاهل التفاصيل، كلمة واحدة في
حديث طويل تجعلني حزينة، او سقوط ذبابة في طعامي بدون قصد تجعل
يومي بائسا، ذكري قاتلة تعبر مرور الكرام في بالي تجعل وجهي شاحبا ،
التفاصيل الصغيرة التي اراها واتذكرها واتمعنها تقتلني بوحشية بدون رحمة
الهية، هل يعلم أحدكم كم نحتاج من الوقت لكي نتعلم الضحك مجددا،؟ دون
الشعور بتمزقات القلب وتهتك الضلوع؟ هل أحدكم يعلم كم يصعب علي
الابتسام دون ان تمتلئ عيوني بالدموع؟
لقد أدركت بكل يقين أن الراحلين عن عالمنا الصغير وحياتنا اليومية فقط هم
اشخاص مصممين علي اذيتنا، لا يستطيعوا رؤيتنا اقوياء، كلما يروننا اقتربنا من
اليابسة وعلي مشارف النجاة، يعودوا لكي يمدوا لنا يد العون قبل أن يلقوننا في
قاع البحر مرة أخري، لم يشغلني تلك الاشخاص لم أخلق كي امد يدي الي
احدهم فكبريائي يستطيع الاستغناء عن الجميع وانا في كامل سعادتي بذلك.
دعوني أخبركم أمرا تعرفوه مسبقا، العالم ليس شمسا مشرقة ولا اقواس قزح،
نعم انه حقا مكان بغيض وضيع، لا أهمية لمدي صلابتك أمامه لأنه سيجعلك
تركع علي قدميك وسيتركك هكذا لفترات اذا سمحت أنت له بذلك، لا انت ولا
أنتي ولا انا ولا أحدا يستطيع توجيه الضربات بقوة كالحياة، ولكن الامر يبقي
متعلقا فقط بمدي قدرتنا علي تلقي تلك الضربات بل ومواصلة التقدم بل ايضا والازدهار، هكذا يصنع المرء نفسه.
فتلك الضربات المخيفة والصدمات القوية تجعلك تكتشف امورا لم تراها من
قبل ولا تدرك قيمتها ايضا، ولكن عن جدارة مكررة فمن الان وحتي نهاية الايام
ارددها وبشده سأظل مقتنعة بان الحب الصادق يظهر فقط في وقت الانهيار،
الحب تلك الايادي التي تقبض علي يديك وتعيدك للوقوف مجددا عندما تهدمك
الحياة اللعينة، الاحبة هم الذين يرممون ما يتلف من ابتسامتك وقلبك قادر
وحده الحب ان يصنع حقا تلك المعجزات، وايضا الذين ينحازون لصفك مهما
كنت مخطئا ولا يتنازلون عنك ابدا حتي لو اصبحت شوكا بين اصابعهم، ليس
الذين تأتي وتذهب بهم كلمة مغشوشة او حقائق مغلوطة او أقاويل منقولة.
بالرغم من عفته الا أن الحب احيانا قادرا علي عدم انصفانا والصداقة ايضا لم
تنصفنا، وعن الحظ فهو قادرا عن التخلي عنا ، فعشت رغم موت كل الاشياء من
حولي، كل الاشياء من حولي حاولت كسري وحاولت تحطيمي، كحكاية تنتهي
بموت البطل كانت تموت كل احلامي، وكقطرة ماء فوق غصن ناشف كانت
لحظات السعادة بالنسبة لي، بينما كان الناس يمدحون ثباتي و قوتي، كنت أشفق
على نفسي .. لم يفهم أحد إنني مجبرة، على الثبات و القوة .. لأنني محطمة تماماً
لأنني لا أملك رفاهية الانهيار لكنني كنت مشتعلة كالنار، لم انطفئ يوما وكنت
كلما احترقت زدت توهجا، كالخيط كلما ضعف زاد حدة وقدرة علي المقاومة، هذه
انا لم اطلب الشفقة من احد ولم اظهر حاجتي لأي شخص كان، جميعهم يتمني
أن يصبحوا مثلي لكن من لم يتألم كألمي ومن لم يبكي بقدر بكائي لن يصبح يوما بمثل قوتي، فالأوجاع هي التي تصنع القوة ….لا تراهنوا علي هزيمتي
كتبت ،/ريم مختار
مجلة زهوة# سيدة الألوان المضيئة
(اللى اختشو ماتوا) #القيم التربوية