كفالة الأيتام وريعايتهم واصلاحهم
كتب الدكتور مسعد أحمد سعد الشايب
إن كفالة الأيتام، ورعايتهم، وإصلاحهم فيها الكثير والكثير من الفوائد والثمار:
منها: نماء المال وزيادته وتطهيره، قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ
مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[البقرة:261]،
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال: (خَيْرُ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْهِ، وَشَرُّ بَيْتٍ
فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ) (رواه ابن ماجه).
========
ومنها: نزع قسوة القلب، والتحلي بالرأفة والرحمة، فعن أبي الدرداء
(رضي الله عنه) أن رجلًا جاء إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)
يشكو قسوة قلبه، فقال له: (أتُحِبُّ أنْ يلينَ قلبُك، وتُدرِكَ حاجتَك؟
ارْحَمِ اليتيمَ، وامسَحْ رأْسه، وأطْعِمْهُ مِنْ طَعامِك؛ يَلِنْ قلبُكْ، وتُدرِكْ حاجتَك) (حلية الأولياء).
========
ومنها: المرور على الصراط يوم القيامة بيسر وسهولة، والنجاة من
جهنم وأهوالها، قال تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ*
فَكُّ رَقَبَةٍ*َوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ*يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ*أَوْ مِسْكِينًا
ذَا مَتْرَبَةٍ}[البلد:11ـ16]، فالعقبة هي جبل في جهنم. وقيل: سبعون
دركة من دركاتها. وقيل: هي الصراط. ومنها: مرافقة النبي (صلى
الله عليه وسلم) في الجنة ، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ
كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ)، وأشار (صلى الله عليه وسلم) بالسبابة والوسطى (رواه مسلم).
===========================================
إن الوصية بالأيتام والأمر بإصلاحهم ورعايتهم أمرٌ دعت إليه جميع
الشرائع السماوية ، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا
تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا
قَلِيلًامِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}[البقرة:83].
============
وهو من شيم وأخلاق جميع الأنبياء والمرسلين، فنبي الله زكريا
(عليه السلام) كان كافلًا للسيدة مريم، قال تعالى: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا
كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى
لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
[آل عمران:37]، وتقدم لنا ما قام به موسى والخضر (عليهما
السلام)، وهذا أبوطالب يشهد للنبي (صلى الله عليه وسلم) برعايته
للأيتام، كما شهدت السيدة خديجة (رضي الله عنها)، فيقول في قصيدته اللامية:
وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِوَجْهِهِ…..ثِمَالُ اليَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ
يَلُوذُ بِهِ الْهُلَّاكُ مِنْ آلِ هَاشِمٍ…..فَهُمْ عِنْدَهُ فِي نِعْمَةٍ وَفَوَاضِلِ
أي: ملجأ وغياث ومطعمٌ لهم في الشدة.
============
إذا كنا نتحدث عن الأيتام ونوصي بهم وبإصلاحهم فإن هذا لا يعنى
التقاعس من جانبهم والميل إلى السكون والدعة والراحة، بل على
العكس يجب أن يكون يتمهم هذا دافعًا لتفوقهم ونبوغهم، وبلوغهم
أعلى المراتب، فهذا نبينا (صلى الله عليه وسلم) قد ولد يتيمًا ونشأ
وتربى يتيمًا، وها هو الإمام مالك كان يتيمًا، وكذلك الإمام الشافعي،
والإمام أحمد بن حنبل، فاليتم ليس نقمة ولا يمنع من النجاح
والتفوق، وخدمة المجتمعات والأوطان.
ندعوا الله (عزّ وجلّ) أن يلهمنا حبّ الفقراء والمساكين، وأن يرزقنا
العطف على اليتامى والأرامل والمحتاجين، اللهم آمين اللهم آمين..
- .
التنبيهات : عشرة أصناف احذر أن تكون منهم : ،،،،،،،Zahuaa زهوة ،،،،،،