منوعات

مزيج من الهندسة والفن 

مزيج من الهندسة والفن 

العمارة ,هى التجلي الأمثل لإتحاد العلم والفن.
حيث يتحد العلم والفن في صورة لاتُحاكيها أو تُضاهيها أي صورة اُخرى ,ورغبة مني في تسليط الضوء على هذا المجال الذي أتخصص فيه وتقديمه بطريقة مبسطة لغير
المتخصصين سأشارك بمجموعة من المقالات عن العمارة والعمارة الداخلية.

العمارة بأبسط تعريفاتها هى “ فن وعلم التصميم ” ,إبتداءا من التخطيط اللإقليمي والدولي وحتى العمارة أو التصميم الدخلي “ الديكور” مرورا بالأحياء والمدن والمباني.
مُنذ الأزل ,كان هدف العمارة دائما هو توفير مأوى للإنسان ومحيط بيئي ليمارس فيه نشاطاته الحياتية والروحية . وكان لابد لهذا المأوى أن يكون ملائما للنشاط الإنساني
الذي يحويه ,من حيث إنسجام فراغاته مع هذا النشاط. بمعنى أن يتوفر في الفراغات إشتراطات مادية و معنوية معينة تُمكن مستخدمي المكان من أداء النشاط المُخصص له على أكمل و أكفأ وجه.

مزيج من الهندسة والفن 

تعود نشأة العمارة إلى بداية وجود الإنسان على الأرض ,نجده سعى إلى إستخدام المواد المُحيطة به حتى يتمكن من بناء مأوى يوفر له العيش المُناسب ,وكانت خصائص هذا المأوى تختلف وتتطور مع تطور إحتياجات الإنسان ومعرفته وإلمامه بالمواد والموارد المُحيطة به.

فقد سعت الشعوب للإستفادة بالموارد المحيطة في بناء المأوى “ كالحجارة – الطين – الخشب …”إلخ .وحيث تطورت وسائلهم و أدواتهم ، و عرفوا تشييد الأكواخ و
الصوامع التي بنوها من طين مختلط بالعشب علي ضفاف الأنهار و المجاري المائية العذبة ، عرفوا حينها اللبنة ( القالب أو الطوبة ) ،و عرفوا الفراغ الكبير المقسم إلي
غرف حتي تفصل أفراد الأسرة أو المجموعة الواحدة.

مزيج من الهندسة والفن

ومع مرور الزمن لم تقتصر العمارة على المأوى والمسكن فقط ,بل أصبحت لكافة الأنشطة ; كالأسواق والمتاجر ودور العبادة … إلخ .

هكذا تطورت معيشة المجموعة يوما بعد يوم ، و كلما طوروا من أدواتهم و وسائلهم بدت لهم أشكال و أنماط معيشية جديدة ، فعرفوا الساحة حول البيت التي يقيمون
فيها أنشطتهم المعيشية المختلفة ، من إجتماع الصغار مع الأمهات و معاونتهم لهن في تدبير شئون المعيشة ، و هكذا عرف الإنسان الزراعة في الأراضي الخصبة ،و وضعوا
حدودا و علامات لتحديد الملكيات و لتحذير الغرباء من التعدي علي ملكياتهم ، فظهرت القري و من بعدها المدن.

وهنا يظهر ويتجلى لنا مدى عظمة وأهمية فن العمارة فهو من أحد أشهر الفنون الأنسانية التي ساهمت في بناء مجموعة من الحضارات.

دائماَ ما كانت العمارة إنعكاسا لتطور الجنس البشري وطبيعته وكذلك للتطور العلمي والتكنولوجي ,حيث يمكننا تصنيف عصور تاريخ العمارة لـ خمسة مراحل رئيسية
كل منها قد تحتوي علي عهود بينية كالآتي:

1-العمارة البدائية
وهي ما سبق الإشارة إليها من عهود الترحال و القنص و الإلتجاء إلي الكهوف و تشييد الأكواخ ، و التي ادت فيما بعد لنشوء المجتمعات القروية الزراعية كنواة لمجتمعات
حضرية و صناعية بعدها.

2-العمارة القديمة:
وهي عهود بناء المجتمعات المدنية الصناعية ، و التي تطورت إلي حضارات هائلة في بلاد مثل العراق و مصر و اليمن و الشام و الهند و الصين و جنوب أوروبا.

3-العمارة الحديثة:
وهي عهود جائت في ظل تطور التقنيات الصناعية الحديثة و المعاصرة.

4-العمارة المُستقبلية:
وهي عهود قادمة تعتمد علي تقنيات تفوق المرحلة الآلية و تقنيات الميكنة ، بل أحدثت الذكاء الإصطناعي و تقنيات الروبوت و التحكم عن بعد .

في رأيي ,واعتقد رأي أهل العمارة جميعا ,فإن العمارة هى “ الحياة ” ,فهى إتحاد العلوم والفنون مُجتمعة .

يقول المعماري الامريكي بيتر أيزنمان : “ أن طالب العمارة مُطالب بالاطلاع على عدة علوم كي يتقن مهنته” فسأله الصحفي ماذا يقرأ بالموازنة مع إختصاصه؟
فكانت الإجابة صادمة,

مزيج من الهندسة والفن 

أنه يقرأ مُنذ أربعين عاما :
– العلوم الإجتماعية.
– علم المناخ.
-هندسة المواد.
– الهندسة المدنية.
– الهندسة الجيوتقنية.
– العلوم السياسية.
– التاريخ.
– الطب.
– علم النفس.

هذا لكي يوفر جميع المتطلبات والإحتياجات في المنشآت المختلفة للمجالات المختلفة..

 

ماسيتم مناقشته في المقال القادم :
تاريخ الطراز المعماري : كيف بدأ وكيف تطور.؟

وستبدأ رحلتنا مع العمارة والتصميم الداخلي …

بــقلم :م/ رضوى مصطفى فتح الله

السابق
هل الحجاب من الشريعة؟
التالي
الإلغاء —المقصود بالإلغاء

اترك تعليقاً