كتب:هدى شهاب
ما هى الأسباب المختلفة وراء ضعف الذاكرة ؟؟
لقد مر معظمنا في بعض الأحيان أو بشكل متكرر بتجربة غير سارة تتمثل في نسيان شيءٍ ما أو حدثاُ ما فتسبب هذه النوبات من فقدان الذاكرة أكتئاباً وإحباطًا لدى الكثيرين لاسيما الخوف من “فقدنا” للذاكرة والبدء في الإصابة بمرض الزهايمر. في حين أن مرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى هي المسؤولة عن العديد من حالات فقدان الذاكرة فإن الخبر السار هو أن هناك عوامل أخرى غير دائمة يمكن أن تسبب أيضًا فقدان الذاكرة إذن ، ما الذي يجعلنا ننسى؟ ما الذي يمنعنا من تخزين هذه المعلومات ذهنيًا أو القدرة على استرجاعها؟ ” زهوة” فيما يلي توضح بعض الأسباب العديدة وراء فقدان الذاكرة كما سنتعرف على الفرق بين ضعف الذاكرة و مرض الزهايمر.
• الأسباب العاطفية لفقدان الذاكرة
لأن عقولنا و أجسامِنا مرتبطة و كلاهما يؤثران على بعضهما البعض ، يمكن أن تؤثر عواطفنا و أفكارنا على عقولنا حيثُ يمكن للطاقة اللازمة للتعامل مع بعض المشاعر أو ضغوط الحياة أن تعيق تخزين أو تذكر التفاصيل والجداول.في كثير من الأحيان يمكن تحسين هذه المحفزات العاطفية لفقدان الذاكرة من خلال الدعم والمشورة وتغيير نمط الحياة. حتى إن الحد من التعرض للأشياء التي تزيد من العواطف السلبية يمكن أن يساعد لذا سنتسعرض لكم عدد من العواطف التي تؤثر على الذاكرة و تؤدي إلى ضعف التذكر
1. التوتر
يمكن للكثير من التوتر أن يُثقل كاهل عقولنا ويسبب إلهاء وهجرة الأدمغة. كما يمكن أن يؤدي القلق و التوتر الحاد قصير المدى إلى حدوث مشكلة مؤقتة في الذاكرة، بينما قد يؤدي التعرض المزمن طويل الأمد للتوتر إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف. لذا إدارة الإجهاد النفسي هي استراتيجية مهمة للحفاظ على جودة الحياة وتحسين صحة جسمك وعقلك
2. الكآبة
يمكن للاكتئاب أن يُثبط العقل و يُسبب عدم الإهتمام بمحيطك الذي تعاني منه الذاكرة والتركيز والوعي. قد يكون عقلك وعواطفك مرهقة لدرجة أنك لا تستطيع الانتباه كثيرًا لما يحدث و بالتالي فإن تذكُر شيء لم تكن منتبهًا له أمراً صعب. أيضاً يمكن أن يسبب الاكتئاب مشاكل في النوم الصحي مما يزيد من صعوبة تذكر المعلومات..الخرف الكاذب هو مصطلح يصف مزيجًا من “فقدان الذاكرة والاكتئاب”. إذا كنت تعتقد أنك تعاني من الخرف الكاذب فقد يكون الاختبار المعرفي مفيدًا في طمأنتك واستبعاد الخرف الحقيقي.
على الرغم من الشعور “بالخروج منه” في الحياة اليومية ، فإن الشخص المصاب بالخرف الكاذب سيكون قادرًا على أداء جيد في الاختبارات المعرفية. عادة ما يكون الاكتئاب قابلاً للعلاج بشكل كبير. في كثير من الأحيان ، يمكن أن يكون الجمع بين الاستشارة والأدوية فعالاً للغاية.
3. القلق
إذا رسبت في أي وقت مضى في إجراء اختبارٍ على الرغم من أنك تعرف الإجابات، يمكنك إلقاء اللوم على القلق. يشعر بعض الناس بالقلق في مواقف معينة ، مثل هذا المثال في الاختبار. يعاني البعض الآخر من اضطراب القلق العام الأكثر انتشارًا والذي يتعارض باستمرار مع الأداء الصحي ، بما في ذلك الذاكرة، لذا يمكن أن يؤدي تحديد القلق ومعالجته إلى تحسين نوعية الحياة بشكل كبير و ربما تحسين الذاكرة أيضًا.
4. الحزن
يتطلب الحزن قدرًا كبيرًا من الطاقة الجسدية والعاطفية ، وهذا يمكن أن يقلل من قدرتنا على التركيز على الأحداث و الأشخاص من حولنا. وبالتالي يمكن أن تعاني ذاكرتنا من المعاناة. كما يمكن أن يكون الحزن مشابهًا للاكتئاب و لكن غالبًا ما ينجم عن حالة معينة أو خسارة حادة ، في حين أن الاكتئاب قد يبدو بدون سبب محدد.
يستغرق الحزن العميق وقتًا في المعالجة ، ومن المناسب والضروري قضاء بعض الوقت في حزنك. يمكنك أن تتوقع الشعور بالتعب – جسديًا وعقليًا – عندما تمر بالحزن. امنح نفسك مزيدًا من الوقت و الراحة أثناء الحزن. يمكن أن تساعدك مجموعات الاستشارة والدعم الفردية على التعامل بشكل فعال مع الحزن.
• الأدوية والعلاجات الطبية
في بعض الأحيان يمكن أن تُعزى هفوات الذاكرة إلى الأدوية أو المواد الأخرى ،يمكن أن تشمل هذه الأدوية الموصوفة ، والمواد الأخرى التي تغير العقل فضلاً عن العمليات الجراحية فيما يلي عدد من الأسباب العلاجية لضعف الذاكرة
1. الكحول أو المخدرات غير المشروعة
شرب الكحوليات أو تعاطي العقاقير غير المشروعة يمكن أن يضعف ذاكرتك ، على المدى القصير والمدى الطويل فهى تعمل على زيادة خطر الإصابة بالخرف بعد سنوات ، كما يمكن أن تضر هذه المواد بذاكرتك بشكل كبير من بين أشياء أخرى كثيرة حيث يمكن أن يتسبب الإفراط في تناول الكحول في الإصابة بمتلازمة “فيرنيك كورساكوف” و هي خلل دماغي نتيجة نقص في مادة الثيامين (فيتامين بي1) في الدماغ.
2. الأدوية الموصوفة
لا يعني مجرد وصف دواء ما بشكل قانوني من قبل الطبيب أنه لا يمكن أن يؤذي جسمك أو يضعف ذاكرتك. فبعض الإدوية يمكنها أن تؤثر بشكل كبير على قدرتك على التفكير والتذكر بوضوح. إذا ذهبت إلى أطباء مختلفين لظروف متعددة ، فتأكد من أن كل واحد لديه قائمة كاملة من الأدوية الخاصة بك. إنهم بحاجة إلى معرفة ذلك حتى لا يطلبوا دواء يمكن أن يتفاعل مع الدواء الذي تتناوله بالفعل. لذا اسأل طبيبك عما إذا كان من الممكن تقليل أي من الأدوية الخاصة بك ببطء للقضاء على سبب النسيان هذا.
3. العلاج الكيميائي
إذا كنت تتلقى علاجًا كيميائيًا كعلاج للسرطان ، فقد تواجه “الدماغ الكيميائي” ، الذي يوصف بأنه ضباب في الدماغ من الأدوية التي تستهدف السرطان لديك. إن معرفة أن هذا تأثير شائع وغالبًا ما يكون مؤقتًا من العلاج الكيميائي يمكن أن يكون مطمئنًا.
4. عمليات القلب
أشارت بعض الأبحاث إلى أنه بعد إجراء جراحة المجازة على القلب ، قد يكون هناك خطر متزايد من الارتباك وضعف الذاكرة. قد يتحسن هذا أثناء التعافي ، وعادة ما تكون الحاجة إلى هذا النوع من جراحة القلب أكبر من المخاطر المحتملة .8 تأكد من مناقشة مخاوفك مع طبيبك.
5. التخدير
يبلغ بعض الأشخاص عن فقدان الذاكرة أو الارتباك ، وعادة ما يستمر لبضعة أيام بعد استخدام التخدير. ومع ذلك لم تقول ابحاث الصحة العقلية السبب الرئيسي وراء ذلك كما لم تقوم بتحديد ما إذا كان هناك ارتباط مباشر بين التخدير و ضعف الذاكرة أو ما إذا كانت هناك عوامل أخرى قد تتسبب في جعل الدماغ يعمل بشكل أقل فعالية.
6. العلاج بالصدمة الكهربائية
يُشار إليه أحيانًا باسم العلاج “بالصدمة” ، ويمكن أن يكون العلاج بالصدمات الكهربائية مفيدًا جدًا لمن يعانون من الاكتئاب الشديد ، ولكنه قد يتسبب أيضًا في فقدان بعض الذاكرة. يجب أن تتحدث مع طبيبك حول مخاطر وفوائد العلاج بالصدمات الكهربائية . نظرًا لأنه كان فعالًا بالنسبة لبعض الأشخاص ، فقد يكون خطر فقدان الذاكرة أمرًا يستحق العناء بالنسبة لجودة حياتك.
• الظروف الجسدية و المرضية
يمكن أن تؤدي الحالات الأخرى غير الخَرَف أو مرض الزهايمر إلى فقدان الذاكرة أو مشاكل في الذاكرة.
1. التعب والحرمان من النوم
فوائد الحصول على نوم جيد ليلاً عديدة: اكتساب أقل للوزن ، ومزيد من الطاقة ، والقدرة على التفكير بشكل أكثر وضوحًا. لقد ثبت أن الشعور بالتعب لأنك لم تنم جيدًا الليلة الماضية وقلة النوم المزمن يؤثران على الذاكرة والتعلم. من المفيد تجربة بعض الطرق السهلة لتحسين عادات نومك.
2. ارتجاج وإصابات في الرأس
يمكن أن تسبب الارتجاجات وإصابات الرأس الرضحية ضعف الذاكرة على المدى القصير ولكن وجدت بعض الأبحاث أنها يمكن أن تزيد أيضًا من احتمالية الإصابة بالخرف على مر السنين. تأكد من اتخاذ خطوات مثل ارتداء خوذة الرأس والخوذات الواقية عند ممارسة الرياضة. وإذا أصبت بارتجاج في المخ ، فمن المهم أن تدع رأسك تلتئم تمامًا قبل العودة إلى الأنشطة المعتادة والمشاركة في الرياضة، ناقش أي صداع وصعوبات في التركيز بعد إصابة في الرأس مع طبيبك.
3. انخفاض فيتامين ب 12
فيتامين ب 12 فيتامين مهم جدا. في الحالات الأكثر خطورة ، تسبب نقص فيتامين ب 12 في ظهور أعراض تم الخلط بينها وبين الخرف. عند تلقي فيتامين ب 12 الكافي ، قد تتحسن هذه الأعراض بل وتختفي لدى بعض الأشخاص
4. مشاكل الغدة الدرقية
يمكن أن يسبب كل من قصور الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدة الدرقية مشاكل معرفية مثل فقدان الذاكرة والضباب العقلي. إذا كنت تلاحظ تباطؤًا في الدماغ أو أنه من الصعب تذكر الأشياء ، فأخبر طبيبك بذلك قد يكون من المناسب اختبار وظائف الغدة الدرقية ، خاصة إذا كنت تعاني من أعراض أخرى لمشاكل الغدة الدرقية، يمكن أن يؤدي علاج مشاكل الغدة الدرقية إلى تحسين ذاكرتك وتركيزك.
5. اضطرابات الكلى
عندما لا تعمل الكلى بشكل جيد ، كما هو الحال في الفشل الكلوي المزمن أو الحاد (ويسمى أيضًا الفشل الكلوي) ، يمكن أن يؤثر تراكم الفضلات ، مثل تكسير البروتينات ، على وظائف المخ بالإضافة إلى ذلك ، الدراسات المنشورة عام 2017 أظهرت أن الأشخاص الذين يعانون من الزلال (وجود بروتين الألبومين في البول) هم أكثر عرضة لضعف الذاكرة والإدراك.
6. اضطرابات الكبد
يمكن لأمراض الكبد ، مثل التهاب الكبد ، أن تتسبب في إطلاق السموم في مجرى الدم ، والتي يمكن أن تؤثر بعد ذلك على عمل الدماغ . اعتلال الدماغ الكبدي هو اضطراب دماغي مرتبط يمكن أن يتطور من مشاكل خطيرة في الكبد. إذا كنت تعاني من مشاكل في الكبد ولاحظت بعض الصعوبة في الذاكرة والتفكير، فتأكد من إبلاغ طبيبك بذلك من أجل التشخيص والعلاج الفوري.
7. الحمل
في بعض الأحيان ، يمكن للتغيرات في المواد الكيميائية والهرمونات في الجسم ، جنبًا إلى جنب مع التغيرات العاطفية والجسدية في الحمل ، أن تساهم في النسيان وضعف التركيز لحسن الحظ ، هذه حالة مؤقتة يتم حلها في الوقت المناسب.
8. السن يأس
على غرار الحمل ، يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية في سن اليأس إلى حدوث فوضى في عمليات التفكير وإزعاج النوم ، مما يؤثر أيضًا على العمليات المعرفية لديك. يصف بعض الأطباء مكملات هرمونية أو علاجات أخرى للتخفيف
9. أورام الدماغ
يمكن أن تسبب أورام الدماغ الصداع والمشاكل الجسدية ، ولكنها قد تؤثر أيضًا على ذاكرتنا وشخصيتنا في بعض الأحيان. اعتمادًا على شدة الورم ونوعه ، يمكن للعلاج في كثير من الأحيان تخفيف هذه الأعراض
10. الشيخوخة
مع تقدم الأشخاص في العمر في سن الرشد ، تتباطأ المعالجة المعرفية عمومًا ، وقد تنخفض قدرة الذاكرة قليلاً. على سبيل المثال ، سيظل الشخص الأكبر سنًا بصحة جيدة قادرًا على حفظ المعلومات ، ولكن ربما لن يكون الأمر بهذه السهولة عندما كان طفلاً أو شابًا.
• هل هو مرض الزهايمر أم نوع آخر من الخرف؟
مرض الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا للخرف ويسبب فقدانًا ملحوظًا للذاكرة ، بالإضافة إلى العديد من الأعراض الأخرى. إذا كنت تعتقد أن فقدان الذاكرة لديك قد يكون بسبب مرض الزهايمر ، فراجع الأعراض وحدد موعدًا مع طبيبك لإجراء تقييم. على الرغم من أن مرض الزهايمر يؤثر عادة على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا ، إلا أن داء الزهايمر المبكر يمكن أن يحدث لدى من تقل أعمارهم عن 40 عامًا.
يمكن أن يحدث فقدان الذاكرة أيضًا بسبب أنواع أخرى من الخرف مثل “الخرف الوعائي ، وخرف أجسام ليوي ، والخرف الجبهي الصدغي” ، والعديد من المشاكل الأخرى، أيضاً يجب مناقشة مشاكل الذاكرة مع طبيبك حتى يمكن العثور على أي سبب قابل للعكس ومعالجته. أو حتى يبدأ علاج الزهايمر أو الخرف في أسرع وقت ممكن إذا كان هذا هو السبب
