دنيا الفن والنجوم

من حبّ التفاصيل والتراث إلى فن ماندالا،الفنانة التشكيلية جنى أبو جهجاه

عندما ينظمُ الشاعر قصيدة يبني بأبياته قصرًا على تخوم
الشمس، وحين ينثر الأديب حروفه يشكل منها ماهية الحلم فتصلنا على هيئة عطر يتسربل في الأرجاء، ولكن حين تتراقص ريشة فنان على إيقاعات اللون تجمع كل ما نُظم وما نُثر من حروف بضربة لون وفي أي اتجاه كان لتتسلل للروح الألفة و السكينة، إبداع لا يحتاج ليُتَرجَم للغات لكنه يصل بتؤدة إلى كل الكون وبلا استئذان.
وبحوار مع الفنانة السورية الشابة جنى أبو جهجاه كان لنا فسحة  فنية راقية تخبرنا قصة نجاح فريدة
لنتعرف بكِ أولاً: الدراسة والمحافظة والعائلة
جنى ناهي أبوجهجاه
طالبة في كلية الحقوق من محافظة السويداء
كيف كانت بداياتُكِ الأولى في مجالِ الرسم، من الذي اكتشفَ موهبتكِ الفنيَّة وهل لقيتِ التشجيعَ والدعمَ  ومن
الذي شجعك؟
بدايتي كانت من عمق التفكير والإهتمام بالتفاصيل الدقيقة  لكل شيء
لم يحدث اكتشاف؛ بل هي موجودة بي منذ الصغر لكنها طورت
في عمر السادسة عشر؛
عندما قمت بنقل صورة  ” لطبق القش ” من تراث السويداء
من صنع جدتي ، لطالما كنت مهوسة بالأشياء المصنوعة بيدها
لذلك قمت بنقله وتعبئة الفراغات بزخارف متنوعة وبعد شهور من الرسم بحثت عن معنى وإلى ماذا ينتمي هذا الرسم، فاكتشفت أنه يعرف بفن ” ماندالا ” فإذ يعبر عن الدائرة والإحتواء والرسومات ذات الطابع الشرقي وفكرة محددة ضمن دوائرة بذات القياس محدد.
كم هائل من التشجيع ضمن عائلة دافئة جداً ، تجعل من خطواتي فخر لها.
تلقيت الدعم من محافظتي وجميع الأماكن التي تواجدت بها  وأخص بالذكر مدينتي  وبعض قنوات الإعلام.
وهل درستِ في معهد فني؟
لا،لم يحالفني الحظ لدخول كلية الفنون واليوم أحمد الله على ذلك ..
هل برأيك الفنان هو نتاج الدراسة الأكاديمية أم هو نتاج الحالة الإبداعية؟
ربما حالة إبداعية فأنا لا أنكر نجاح الفنان الذي درس اكاديمياً ..
لكن أغلب الفنون العظيمة هي نتيجة عمق كان حزن أم فرح فالنتيجة حتماً إبداع
لكل فنان اسلوب يمتاز به وأسلوب يمثله. ماهي خاصية اسلوبك؟
لا يهمني حجم ما أرسمه لذي يهمني  هو أن أجد نفسي داخل إطار من هذه الدوائر
وأن أنقش فكر واقعية بطرق مطورةوأضع كل تفكيري داخل لون.
ما رأيك بمكانة الفنان المحلي ماديا ومعنويا؟
بالنسبة لي أصنف الفن دائماً أنه معنويا .
ولا يهمني التقيم المادي للوحاتي..
وإلى اليوم لا أتقاضى أي قيم مادية لأي لوحة كانت
لأن الفن لا يقدر بأشياء مادية.
ما هي أهم الصعوبات التي تواجهينها ؟
من الصعوبات عدم وجود جهة فنية فعالة أنتمي إليها
ما هو جديدك؟
انتقال إلى نوع جديد وهو الرسم ” الزيتي”
للتحضير لمعرض فردي ثالث.
كيف يمكن للفنان أن يحقق المعادلة الصعبة بين تقديم نتاج فني حديث متطور وبين إرضاء ذوق الجمهور العادي الذي يصعب عليه إدراك ما يبتغيه الفنان من لوحاته؟
عندما نكرس الواقع في رسوماتنا ،لا إرادياً نحصل على رضى من الجمهور المتابع.
الإرضاء  بالنسبة لي إرضاء المشاعر وتقديم شيء حديث وقريب من روح والشعور.
هل أثرت التقنيات الحديثة وأقصد الكومبيوتر على الفن التشكيلي؟
لا، بل طورت منه.
ما الذي ينقص الموهوب لإبراز تميّزه؟
الانتماء إلى مكان أو جهة معينة ترفع من وجوده.
هل توجد محاباة فنية ؟ هل تشعر المواهب الجديدة بالقلق؟
ربما،لكن من يحب شيء لا يقلق من نتائجه أو حدوثه ولاتوجد موهبة فاشلة حتماً ، هنالك موهبة لم تحصل على تقنيات وفرص ولم تطور من نفسها.
هل أنتِ مُطلعة على التراث الفني وهل استفدتِ منه؟
طبعاً ،فقد أضاف لميزات إفتتاح معرضي تفاصيل جديدة وجيدة.
بحسب متابعتي لأعمالك لديك نشاطات أدبية . أليست هناك صعوبة. بالانتقال من غرفة الرسم الى غرفة الأدب؟
لا، الكتابة دفعت بي للرسم، فأنا إنسانة متأثرة جداً بالأحداث الواقعية اليومية ،دائماً ماكنت أكتب يوميات عابرة ومواقف ربما لطيفة ثم ومت بتجسيدها بأوراق وألوان وأفكار.
الكتابة كانت مفتاح الرسم في طريقي، فأنا الآن ارسم واكتب واعزف.
طموحاتُكِ ومشاريعُكِ للمستقبل؟
الطموح هو اكتساب أغلب المواهب والحصول على فرص وتجارب خارجية.
وإقامة معارض مشتركة مع أطفال ولأطفال، والتخرج والنجاح الفعلي في مجال الحقوق.
كلمة أخيرة :
جميعنا نطمح لشيء معين والطموح يرافقه الأثر، لنتبع الطموح ونترك آثار في طريقنا تذكرنا ونذكر بها.
إعداد : عدي السلامي

السابق
لعبة الأقدار !!
التالي
محمد السيد نحات بالموهبة والممارسة

اترك تعليقاً