القمر المخادع
تغنى الشعراءُ بالقمرِ وهم يصفون جمال حبيباتهم ولحنوا له أعذب الألحان في أغاني الحب والغرام ،
على الرغم من أن كل الأشعار والألحان قد ظلمت جمال المرأه لأن القمرَ لايبدو فعلياً بجماله الظاهر أمامنا ، وإنما هو متلحف بأشعة الشمس الذهبية التي تخفيه نهاراً ، وتظهر جماله لنا مساءً ،
فعندما تصف المرأةُ بالقمرِ أيها الشاعر ، فأنت تصفها بالخبث والاختفاء وراء ستار من ضوء زائف .
كذلك الصداقات – هنا نستطيع أن نستعير وصف القمر ، لوصفِ الصداقات على المستوي الإنساني ،
لأننا عندما نُكَوِن صداقات لا نُظهِر تصرفاتنا الأصليه وأسلوب تفكيرنا الحقيقي والواقعي ، وإنما نستعير قناع الطيبة والدبلوماسية و((الموضه)) وتشمل الموضه هنا طريقة الكلام والملابس وغيرها ……، فمثلاَ عندما نذهب للجامعة أو العمل أو غيرها من الأماكن التي تعج بالناس ، نُعَرِف عن أنفسنا بطريقةٍ مخالفة للواقع ،
فعندما نستمعُ لبعضنا البعض ننخدعُ في بعضنا ولا نستطيعُ الخروجَ عن الإطارِ الذي إخترناه لأنفسنا ، ونردد ( شخصيتي الحقيقية ليست بالجميله وستبعد الناس عني ) ، وبعدها نكون صداقاتنا الزائفة المليئة بالخداع وننسى أن الأيام والوقت لديهما القدرة على أن يظهرا حقيقتنا المخبأة دون أن نشعر ويوقفنا أمام لحظة الحقيقة القاسيه ، لحظة الإعتراف ، فغالباً ما نبحث عن ملجأ يخفي حقيقتنا وأن لم نجد نردد جملة (هذا ليس أنا وأنما الظروف أجبرتني على ذلك ) كما أننا لن نشعر بالسعادة في هذه العلاقاتِ المريضة المتطلبة.
أيها السادة،
أرجو منكم أن تظهروا وتعرفوا عن أنفسكم كما هي دون تجميل أو تغيير ،فإن العلاقات الخادعة والكاذبة لن تدوم وستواجهنا الكثير من التحديات للحفاظ عليها خوفاً من الوحده ، ولكن حقيقة الأمر تقول إذ لم نتخلى عن هذه الأقنعة والفلسفات ونبدأ في حب أنفسنا ونقدرها فلن نجدَ الحب والصدق والتقدير من الآخرين .
وأود أن أختم كلماتي بأن أقدم لكم نصيحة صغيرة وأذكر نفسي بأن نكون كالشمس في الوضوح والثقة وأن نتخلى عن فكرة أن القمر رمز الجمال والغزل .
بقلم / نورهان محمد سامي من دبى