عام

رساله يحملها الموج

رساله يحملها الموج

رساله يحملها الموج

إرتفع موج البحر وتضاربت الأمواج كلا منها بالأخر وأشتدت الرياح وتغيرت أحوال الطقس وبدأت الرياح تشتد وتشتد إلي أن ظهرت في هذه العاصفه زجاجه تطفو وتتنقل بين هنا وهناك يبدو أنها تحمل ما بداخلها شئ هاما يدفعها تصمد وسط هذا الموج . حاولت علي قدر المستطاع الوصول إليها حتي أري مابداخلها ولكن في البدايه كان من الصعب الوصول لها. فنظرت إليها وكان كل عجبي و اندهاشي أن هذه الزجاجه ظلت صامده داخل هذا البحر الذي يصعب تحديد أوله من أخره دون حدوث ضياع لها . وعلي الرغم من صغر حجمها ولكنها ظلت صامدة من موجه إلي أخر تتلاطم بين هنا وهناك . حاولت الإقتراب منها لأري ما بداخلها فكان فضولي يدفعني إليها . وكان من المدهش أنها تقترب مني أيضا بعد أن كان من الصعب الوصول لها . حتي دفعتها موجه في إتجاهي فسقطت إلي جواري بكل يسر وسهوله بعد أن كان من المستحيل الوصول لها . عندما أمسكت بها رأيت بداخلها ورقه يبدو أنها مكتوبه منذ وقت ليس ببعيد فاخذت الرساله فإذا بها مكونة من بضع كلمات تلخص حياه بأكملها تحمل في طياتها معاني يصعب إدراكها من عظمه ماتشير له فتقول ( إذا أردت أن تنجو فثق بالله ) . نعم الحياه كالبحرنغوص فيها بلا حدود وننغرق في ملاذاتها ومتع الدنيا دون النظر إلي النجاه من هذا فننخرط أكثر وأكثر حتي نسقط إلي القاع ثم تشتد بنا الأحوال والشدائد ونسعي إلي المحاولة والنجاة من هذا ولكن بالفعل نكون سقطنا في أكبر أختبار وهو كيفيه النجاة والخروج من هذا بنجاح فنتذكر في هذه اللحظات أن الله عز وجل لايترك عبدأ من عباده أبدا لجأ إليه لنجاته من الشدائد والمحن . فيترك الله عز وجل في البدايه الإختيار للإنسان وهو إما الهلاك أو النجاه فكلاهما متروك للفرد نفسه . فأحيانا يري الإنسان نفسه أنه ذات جاه وسلطان وأنه فوق كل شئ علي الرغم من ضعفه وأنه لايملك لنفسه نفعا أو ضرآ .وعند وقوعه في الشدائد والمحن التي تفوق طاقته التي يجعله يحاسب نفسه علي كل صغيره وكبيره فيدرك أنه صغير الحجم لا يملك لنفسه نفعا أو ضرا فيعلم أنه في إختبار أو إبتلاء أو كلاهما معا قد كتبه الله عليه حتي يتذكر قدرة وعظمة الخالق عز وجل . ويعتقد الإنسان بتفكيره وتدبيره الضئيل المحدود أن كل شئ أنتهي ومن الصعب النجاة فبينه وبين الهلاك طرفه عين فيلجأ الي الله عز وجل بالدعاء ثم الدعاء فثقته بالله وأدراكه بأن الله لن يخذله أبدا هي الأساس والنجاه. بعد أن خذله غروره وتكبره .فظل ينظر ويتأمل نفسه هل سينجو من هذه المحن والشدائد بسهوله أم لا فمحاوله السعي إلي النجاه و تحقيق أهدافه باتت مستحيلة. وعلي الرغم من هذا كان هناك صوت ما بداخله يقول له إن الله لن يخذلك أبدا. يَقُولُ اللهُ عز وجل: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً. وهذا يدل علي كرم وجود وعظمة الله عز وجل لكل إنسان يلجأ اليه. فالثقه بالله تغير من حالآ إلي حال بكل سهوله ويسر . فيجد الانسان مابين عشيه وضحاها تغيرت أحواله وأنفرجت المحن والشدائد وتفتحت الأبواب وأصبح الإنسان ينظر إلي الحياه بشكل مختلف جعله يتعلم أنه مهما تحقق له من أهداف ووصل إلي مالانهايه من علم ومال ومنصب فإن هذا بفضل الله وكرمه علي البشر أجمع . ومع إشراقه شمس ليوم جديد في سماء صافيه ترسل كلمات تخترق مياه البحر المتلألئه التي تحمل سفن ورسائل طافيه تحمل مفتاح النجاه في الحياة الواهيه وهي (إذا اردت النجاة فثق بالله).

رساله يحملها الموج
رساله يحملها الموج

الباحثة الإعلامية

نانسي نبيل فوده

تكتب في رسالة يحملها الموج

 

السابق
التغير المناخي
التالي
سيناء ارض الفيروز

اترك تعليقاً