عد تنازلي
عندما ينتظر الإنسان حدث ما سيحدث في حياته عليه ترقبه بشغف والانتظار دقات الساعة لإعلان إقتراب أو الوصول لهذا الموعد الذي ينتظره منذ وقت ليواكب أحداثه ويكشف عن محتويات هذا الحدث بشغف ، فلعله موعد فرح كانتظار أم لمولودها الجديد أو لعودة مسافر من رحلة سفر، أو الإعلان عن نجاح تم تحقيقه پأي شكل من الأشكال أو ربما القبول في وظيفة كانت من الصعب المنال ، أو شفاء مريض أنهكه المرض أو موعد إعلان خطبة وإعلان عروس موعد زفافها وغيرها من أحداث تمر علينا ترسم على وجوهنا الفرحه والابتسامه والرضي لتكون في كثير من الأحيان أوقات تم تحديدها بأنفسنا وفي أحيانا أخرى مجهولة الميعاد ولاكن سواء هذا أو ذاك فهي أحداث تبهج القلب وتشرح الصدر ، بينما إذا تطرقنا لبعض الأحداث التي يخشى الإنسان من حدوثها و يترقبها ويحاول الابتعاد عن التفكير فيها خوفا من حدوثها فهي كثيرا ما تحدث الأثر النفسي المؤلم الذي تتركه ليس فقط على الإنسان ولكن على الأوقات التابعة لهذا حيث يشعر الإنسان أن دقات الساعة قد توقفت وأن الأيام تشابهت في كل شئ ومن أصعب هذه الأحداث ( الفراق ) ، فالفراق لا يتناول الموت والفقد فقط بل يوجد الفراق للوطن والحبيب والصديق والأهل والأشياء التي نحبها ونعتز بها ،
وأحيانا نختار لأنفسنا البعد والفراق لأن هناك الكثير من الأشخاص الذين يجبرونك على هذا لأنهم قابلوا الحب والوفاء بالإساءة والغدر ،فالفراق من الأمور التي لابد لكل منا أن يعانيها، وعاشه وشعر به، لكن الإحساس به قد يختلف، وقد يتشابه بين شخص وآخر، وعلى الرغم من مخاوفنا فهي في النهاية أقدار كتبت لنا سواء كانت تحمل لنا الفرح أو الحزن فهي تخبئ لنا الكثير من المعاني والعبارات التي تنكشف حكمتها لنا مع مرور الوقت ، فلولا مرورنا بهذه الأحداث والمواقف لما ظهر في حياتنا الكثير من الحب والدعم والمساندة التي مسحت على قلوبنا بورود بيضاء ذات روائح عطره تتذكرها الأذهان طوال العمر ، فهذا يشعرنا أنه على الرغم ما نمر به جميعا في حياتنا وما ننظر له ونترقبه يضع لنا قانون أنه لولا السرور في ساعة الميلاد ما كان البكاء في ساعة الموت ولولا الوثوق بدوام الغنى ما كان الجزع من الفقر ولولا الفرحة بعد الحزن لتجعل من قلوبنا صفحات بيضاء، يكتب عليها الناس عبارات الحب والوفاء
فهجرت بعض الناس طوعاً لأنني رأيت قلوبهم تهوى الغدر و فراقي، نعم أشتاق ولكن وضعت كرامتي فوق اشتياقي وغدا سيحسم الله غدرهم ففي الكون العدل الإلهي يكلل الله فرحا عوضا عن ألم الفراقي
بقلم الباحثة الإعلامية
نانسي نبيل فوده