شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق
30 من ذي الحجة 1443هـ الموافق 29 يوليه 2022م
==================
أولا: العناصر:
1. الأشهاد وبيان اشتقاقها ومعناها، وبيان أدلة قيامها.
2. شهادة الوقت والزمان، وأدلة قيامها، وضرب نماذج لها.
3. شهادة المحل والمكان، وأدلة قيامها، وضرب نماذج لها.
====================
ثانيا: الموضوع:
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي جعلنا من أمة خاتم الأنبياء والمرسلين، الحمد لله الذي هدانا لنعمة الإسلام وتوفيق الإيمان وحفظ وتلاوة آيات القرآن، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}، وأَشهدُ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عَبدُه ورسولُهُ، أرسله ربه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، فاللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيه وعلَى آلِهِ وصحبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ، وبعد:
=====================
(1) ((الأشهاد، وبيان اشتقاقها ومعناها، وبيان أدلة قيامها))
========================
أيها الأحبة الكرام: يقول الحق تبارك وتعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ }[هود:18]، ويقول سبحانه وتعالى أيضًا: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ*وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ}[الزمر:70،69]، ويقول ربنا أيضًا: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}[غافر:51]، ويقول أيضًا: {وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ}[ق:21]، أحبتي في الله هذه الآيات القرآنية تشترك جميعًا في بيان عقيدة من عقائد أهل السنة والجماعة يوم القيامة، ألا وهي قيام الأشهاد.
=====
فتعالوا بنا أحبتي في الله بإذن من الحق تبارك وتعالى في لقاء الجمعة الطيب المبارك لنتعرف على معنى الأشهاد، وبيان أدلة قيامها يوم من الكتاب والسنة، وضرب نماذج وأمثلة لها، فأعيروني يا عباد الله القلوب، واصغوا إليّ بالآذان والأسماع فأقول وبالله التوفيق:
=====
الأشهاد أو الشهداء في اللغة العربية جمع شهيد، وهو الشاهد: وهو مشتق من المعاينة، أي: الرؤية بالعين، والمشاهدة أي: حضور الأمر والشيء، ومنه قولنا: (امرأةٌ مُشْهِدٌ): إذا حضر زَوْجُها، و(المَشْهَدُ): مَحْضَرُ الناسِ. و(الشَهيدُ): القتيل في سبيل الله سمّيّ شهيدًا؛ لأنه حيٌّ عند الله (عزّ وجلّ) لا يموت، فكأنه حاضرٌ بيننا، وقيل: لأن الله (عزّ وجلّ)، والملائكة يشهدون له (يقرون له) بالجنة، وقيل: لأن الله (عزّ وجلّ)، والملائكة يشهدون له بحسن النية والإخلاص، وتشهد له الأرض التي سقط عليها، كما أن له شاهدًا على صدقه وإيمانه ووفائه ألا وهو دمائه الزكية التي سالت لأجل مرضاة، وقيل: سمّيّ الشهيد شهيدًا؛ لأنّ الملائكة يشهدون له بحسن الخاتمة، والأنبياء يشهدون له بالإتباع لهم.، وقيل: لأنه يشهد يوم القيامة بإبلاغ الرسل، وقيل: لأنه يشهد عند خروج روحه ما أعدّ له من المنزلة والكرامة، و(الشهادة): هي الخبر القاطع، فهي بمعنى العلم.
=====
والشهداء الذين يجيئون يوم القيامة ليشهدوا على ابن آدم: على أنواع وأصناف متعددة منها ما يكون من أعضاء الإنسان نفسه، ومنها ما يكون من غيره، كالأنبياء والمرسلين، وصالحي المؤمنين، والحفظة والكتبة، ومنها ما يكون بالأشياء المحيطة بالإنسان. والحكمة من ذلك: (1) إظهار شرف المؤمن وعلو منزلته درجته وإلا فكفى بالله شهيدا. (2) كما أن الله (عزّ وجلّ) يحب الإعذار إلى خلقه، أي: يزيل الله عذرهم؛ بإقامة الحجة والبينة عليهم من أنفسهم، فيبعث الله (عزّ وجلّ) عليهم هؤلاء الشهداء، زيادة في إقامة الحجة عليهم.
ونكتفي في تلك الجمعة المباركة بثلاثة أنواعٍ من الشهداء، وهي: (1) شهادة الوقت والزمان. (2) وشهادة المحل والمكان. (3) وشهادة الجوارح والأعضاء.
==============
(2) ((شهادة الوقت والزمان، وأدلة قيامها، وضرب نماذج لها))
================
أما شهادة الوقت والزمان، فيُعنى بها نطق الظرف أو الوقت والزمان يوم القيامة باغتنامه من المرء في فعل الخيرات، وترك المنكرات، والطاعة لرب الأرض والسماوات، أو النطق بإضاعته في عكس كل ذلك.
=====
ودليل قيامها: قول النبي (صلى الله عليه وسلم): (مَا مِنْ يَوْمٍ طَلَعَتْ شَمْسُهُ إِلا يَقُولُ: مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَعْمَلَ خَيْرًا فَلْيَعْمَلْ، فَإِنِّي غَيْرُ مَكْرُورٍ عَلَيْكُمْ أَبَدًا، وَمَا مِنْ لَيْلَةٍ طَلَعَتْ نُجُومُهَا إِلا هِيَ تَقُولُ: مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَعْمَلَ فِيَّ خَيْرًا فَلْيَعْمَلْ، فَإِنِّي غَيْرُ مَكْرُورَةٍ عَلَيْكُمْ أَبَدًا، وَمَا مِنْ يَوْمٍ إِلا يُنَادِي مُنَادِيَانِ فِي السَّمَاءِ: يَا طَالِبَ الْخَيْرِ أَبْشِرْ، وَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: يَا طَالِبَ الشَّرِ أَقْصِرْ، وَمَا مِنْ يَوْمٍ إِلا يُنَادِي مُنَادِيَانِ فِي السَّمَاءِ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقَ مَالٍ خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: أَعْطِ مُمْسِكَ مَالٍ تَلَفًا)(مسند الفردوس للديلمي).
=====
ومن الأوقات والأزمان التي تشهد علينا يوم القيامة، يوم الجمعة: فقد قال الحق تبارك وتعالى مقسمًا بأيام ثلاثة: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ*وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ*وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}[البروج:1ـ3]، قال النبي (صلى الله عليه وسلم) في تفسيرها: (اليَوْمُ المَوْعُودُ يَوْمُ القِيَامَةِ، وَاليَوْمُ المَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الجُمُعَةِ…)(رواه الترمذي)، فيوم الجمعة يشهد لك أو عليك يوم القيامة، هل أطعت الله فيه، هل ألتزمت بطاعاته وعباداته وسننه وآدابه، أم تركت صلاته، وضيعت طاعاته وعباداته، وسننه وآدابه…وهكذا، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ الْأَيَّامَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى هَيْئَتِهَا, وَيَبْعَثُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ زَهْرَاءَ مُنِيرَةً، أَهْلُهَا يَحُفُّونَ بِهَا كَالْعَرُوسِ تُهْدَى إِلَى كَرِيمِهَا, تُضِيءُ لَهُمْ, يَمْشُونَ فِي ضَوْئِهَا, أَلْوَانُهُمْ كَالثَّلْجِ بَيَاضًا, وَرِيحُهُمْ يَسْطَعُ كَالْمِسْكِ, يَخُوضُونَ فِي جِبَالِ الْكَافُورِ, يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ الثَّقَلَانِ, مَا يُطْرِقُونَ تَعَجُّبًا، حَتَّى يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ, لَا يُخَالِطُهُمُ أَحَدٌ إِلَّا الْمُؤَذِّنُونَ الْمُحْتَسِبُونَ)(صحيح ابن خزيمة).
=====
فالأوقات التي ننفقها ونغتنمها في طاعة الله، كحضور الصلوات والجماعات، ومجالس العلم، ومجالس الإصلاح بين الناس، وكصلة الأرحام…وهكذا تشهد لنا يوم القيامة، فاحرص يا عبد الله على أن تنفق أوقاتك في الطاعات والعبادات، ومرضاة الله، ومرضاة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، فأنت مسئول أيها العبد يوم القيامة عن لحظات، وساعات، وأيام، وأشهر، وسني عمرك؛ لقوله (صلى الله عليه وسلم): (لَا تَزُولُ قَدِمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ: عَنْ عُمُرُهِ فِيمَا أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ عَلِمهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ)(المعجم الكبير).
=================
(3) ((شهادة المحل والمكان، وأدلتها، وضرب نماذج لها))
=================
أما شهادة المحل والمكان، فيُعنى بها نطق الأماكن التي يرتادها العبد في الدنيا يوم القيامة، فإن كانت أماكن خير، وأديتَ فيها خيرًا كمكان عملك، مكان حرفتك، وصنعتك، ومهنتك، وكالمساجد، ودور العلم، والزوايا، والكتاتيب…الخ شهدت لك بخير يوم القيامة، وإن كانت أماكن شر، وأديت فيها شرًا كالملاهي والخمارات، وبيوت الدعارة والبغاء، وأماكن قتل الوقت وإضاعته وما أكثرها…الخ شهدت عليك بشرٍ، والعياذ بالله يوم القيامة.
=====
ودليل قيامها: قول الحق تبارك وتعالى: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا}[الزلزلة:4]، فقد قرأه النبي (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم في وسط أصحابه، فقال لهم: (أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا؟). قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: (فَإِنَّ أَخْبَارَهَا أَنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا أَنْ تَقُولَ: عَمِلَ كَذَا وَكَذَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا…فَهَذِهِ أَخْبَارُهَا)(رواه الترمذي).
=====
ومن الأماكن التي تشهد علينا يوم القيامة، البوادي والصحاري والحدائق والبساتين بما فيها من أحجار وأشجار، فإن عملنا فيها خيرًا شهدت لنا، وإن كانت الأخرى ـ والعياذ بالله ـ شهدت علينا، فعن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه)، أنه قال لعبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني: إذا كنت في البوادي فارفع صوتك بالنداء فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (لَا يَسْمَعُ صَوْتَهُ شَجَرٌ، وَلَا مَدَرٌ، وَلَا حَجَرٌ، وَلَا جِنٌّ، وَلَا إِنْسٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ)(صحيح ابن خزيمة)، وعن أبي الدرداء (رضي الله عنه) قال: (اذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ كُلِّ حُجَيْرَةٍ وَشُجَيْرَةٍ لَعَلَّهَا تَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَشَهَّدُ لَكُمْ)(مسند الشاميين للطبراني)، أذكروا الله عند كل حجيرة وشجيرة بتسبيح أو تحميد…أو بصلاة أو بدعاء أو بقراءة قرآن يشهد لنا عند الله يوم القيامة.
=====
ومن الأماكن التي تشهد علينا يوم القيامة، الأرض التي نمشي عليها، فإن مشينا عليها لخير؛ شهدت لنا، وإن مشينا عليها لشر؛ شهدت علينا، فعن جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما)، قال: خلت البقاع حول المسجد (النبوي)، فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال لهم: (إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَنْتَقِلُوا قُرْبَ الْمَسْجِدِ). قالوا: نعم، يا رسول الله قد أردنا ذلك. فقال: (يَا بَنِي سَلِمَةَ، دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ، دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ)(رواه مسلم)، أي: الزموا دياركم ولا تفارقوها حتى تقتربوا من المسجد، فإنكم إذا لزمتموها كُتبت آثاركم وخطاكم الكثيرة إلى المسجد، وتشهد لكم بذلك يوم القيامة، قال الإمام الترمذي ونزلت تلك الآية: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}[يس:12].
=====
ومن الأماكن التي تشهد علينا يوم القيامة، الحجر الأسود، فعن ابن عباس (رضي الله عنهما): (لَيَأْتِيَنَّ هَذَا الْحَجَرُ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ عَلَى مَنْ يَسْتَلِمُهُ، بِحَقٍّ)(رواه ابن ماجه).
=====
أيها الأحبة الكرام: لأجل شهادة الأماكن علينا يوم القيامة؛ كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يخرج لصلاة العيدين من طريق ويرجع من طريق أخر، ليشهد لنا الطريقان وما فيهما من أحجار وأشجار…الخ بالخروج لأداء صلاة العيدين، فعن ابن عمر (رضي الله عنهما): (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) كَانَ يَخْرُجُ فِي الْعِيدَيْنِ…فَيَأْخُذُ طَرِيقَ الْحَدَّادِينَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى، فَإِذَا فَرَغَ رَجَعَ عَلَى الْحَذَّائِينَ حَتَّى يَأْتِيَ مَنْزِلَهُ)(صحيح ابن خزيمة)، وعن جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما): (كَانَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدِ رَجَعَ مِنْ غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبَ فِيهِ)(السنن الكبرى).
=====
ولأجل شهادة الأماكن علينا أيضًا يوم القيامة؛ أرشد النبي (صلى الله عليه وسلم) صحابته (رضوان الله عليهم) إلى عدم صلاة النافلة مكان صلاة الفرض تكثيرًا لمواضع السجود التي تشهد لنا يوم القيامة، فقد أمر النبي (صلى الله عليه وسلم): (أَنْ لَا تُوصَلَ صَلَاةٌ بِصَلَاةٍ حَتَّى نَتَكَلَّمَ أَوْ نَخْرُجَ)(رواه مسلم).
=====
ولأجل شهادة الأماكن علينا أيضًا يوم القيامة؛ استحب العلماء لمن عصى الله تعالى في مكان ما من الأرض؛ أن يطيعه في نفس المكان حتى يكفر معصيته، ويشهد له بالحسنات، كما سيشهد عليه بالسيئات، استنادًا لقول الله (عزّ وجلّ): {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}[هود:114].
عباد الله: أقول قولي هذا، واستغفر الله العليّ العظيم لي ولكم، فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
=========
فاحرص يا عبد الله على تسخير أعضائك وجوارحك في مرضاة الله، ومرضاة رسوله، نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والأخرة.
================
فاللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار، اللهم اجعل قلوبنا متعلقة بك واشغلنا بإصلاح أنفسنا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهمّ آمين، اللهمّ آمين.
كتبها الشيخ الدكتور/ مسعد أحمد سعد الشايب