القيروان -رابعة الثلاث بعد مكة والمدينة المنورة والقدس وقد أطلق عليها الفقهاء هذا الاسم باعتبارها من جهة رقادا لعدد من صحابة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ومن جهة أخرى نواة الإسلام الاولى في بلاد المغرب حيث انطلقت منها حملات الفتح نحو الجزائر والمغرب و إسبانيا و إفريقيا .
كما ساهمت في نقش الحروف العربية في أخاديد التاريخ وعلى سطوح الجبال وفوق الفلك في البحار وأصبحت بذلك الحروف العربية لسان سكان المغرب وأصبح الاسلام دينهم بعد أن كانوا يعتنقون المسيحية .
ولم يكن حجر الأساس الذي وضعه القائد العسكري عقبة بن نافع سنة 50 هجري /670 م في منطقة تبعد عن تونس العاصمة ( حاليا) 160 كم مجرد إعلان عن تأسيس مدينة القيروان بل أيضا إعلانا عن بداية الحضارة العربية الإسلامية في المغرب العربي ، ومنه نعتبر أن القيروان كانت حجر أساس لكل الفتوحات التي حدثت في المغرب وفي أوروبا بعد تأسيس القيروان كما لها الفضل في انتشاره وازدهاره لما أنجبته القيروان من عمالقة الدين والعلم . فعرفت بالعمارة الاسلامية التي انبثق منها بيت الحكمة وهو يوازي مثيله الذي يوجد في بغداد في مجالات العلوم الطبية والفلكية والهندسية والترجمة.
أما عن موقعها فكان موقعا استراتيجيا وعسكريا بامتياز حيث كانت على بعد مسيرة من البحر وتبعد بمثل ذلك عن الجبال أما البحر فكان مسرحا و ملكا للبزنطيين والجبال موطن القبائل البربرية المعادية للاسلام آنذاك ولا ننسى أيضا أن مدينة القيروان بنيت على أرض مبسطة ممتدة تسمح بسهولة انتشار الفرسان ونفورها في حالة هجوم عدو ،كما لم يغب على بال عقبة بن نافع أن يأخذ بعين الاعتبار تواجد السبخة بالقرب من المدينة لجعلها مرعى للابل .
أما التسمية فكلمة القيروان هي كلمة فارسيَة معربَة وتعني المعسكر أو القافلة أو محط أثقال الجيش وهو مايشير إلى أن تاريخ القيروان ابتدأ قبل أن يتم حتَى بناء المدينة .
فكانت محطَة هامة للفتوحات واستراحة آمنة للجيوش ومعسكرات وقتية للجنود ولا يقتصر دور القيروان فقط على معنى التسميَة بل يتعدها إلى كونها ناشرة للاسلام وحامية للسكان اذ لعبت دورين هامين هما الجهاد عبر الفتوحات والدعوة للاسلام عبر الفقهاء والشيوخ الداعين للاسلام.