المشهد الإعلامي التونسي في العشرية الأخيرة
لا يختلف عاقلان كون الصحافة وعلوم الأخبار والفنون المسرحية والدرامية والسنيمائية وغيرها وإن كانت تتطلب الموهبة فإنها تظل بالأساس علوم تدرّس في معاهد وجامعات خاصة بها.
و تقوم بالضرورة على جملة من الأسس والأخلاقيات التي تسبق الموهبة. والموهبة الخالية من هذه الأسس والقواعد تحتاج إلى الصقل.
و من الملاحظ و خاصّة في العشريّة الأخيرة، أن المشهد الاعلامي التّونسي بات يمثل مورد رزق لجمع من المرتزقة المفرغة من اساسيات العمل وأخلاقياته والمجردة من الموهبة أيضا. حتى من الممكن ان نرى كل من هبّ ودبّ يقدّم برامج تلفزية أقل ما يمكن قوله عنها أنها لا تستحق المشاهدة أو المتابعة.اذ لا أثر لمحتوى مفيد و ممتع أو شيّق أو حتى مضحك كما يُخيّل إليهم. هذا دون أن نعلّق على رداءة الصّورة وشحّ اللغة وتدنّي الأسلوب.
حقيقة المشهد الإعلامي التونسي في هذه العشرية يثير الشفقة والغضب في آن واحد
يثير الشفقة لأن القائمين محكومون بالسعي الحثيث وراء المال الوفير جعلهم يضيعون بوصلة العمل الحقيقي. ومثير للغضب لأن هؤلاء أنفسهم يستغفلون الشعب ويضحكون على الذوق العام بما يقدمونه من سفاسف وسخافات .
باتوا يشوهون صورة البلد والشعب و يسوقون لصورة سوقية في العالم.
فمتى يستيقظ الشعب من غفوته؟ ومتى نرى محتويات تستحق المتابعة تنير العقول وتثقفها.