إبتسامة ..
الإبتسامة أو الضحك وجهان لعملة واحدة و هي السعادة في ظاهرها و في باطنها ضروب شتى و معان متعددة :
فيها ما يعكس ديبلوماسيّة خبيثة و فيها ما ينطوي على مكر خفي و فيها ما يفيض رقّة و جمالا و بهاء و لطفا و فيها ما يفيض حنانا و حياء و فيها ما يبطن المراوغة و الزئبقية… و كلّها أوجه متعدّدة للإبتسامة
و الطبيعة وهبت الإنسان الضحك و الإبتسامة حتى نتعلم كيفية الاحتجاج على قبح العالم و مواراة نقائصه بطرق أعمق و أدق و أجمل و أذكى ، أهدتنا الطبيعة الابتسامة ليفهم أن قسمات الوجه لغة راقية يعبّر بها عمّا هو غير طبيعي و يفكّ من خلالها شفرات الواقع و يردّ بتلك الإبتسامة عما هو غير مألوف ، فالإبتسامة هي احتفال بعض الحواس على مساحة الوجه لتؤكّد أنها نص غير مكتوب يفيض طلاسم تستدعي في الغالب فكّ شفراتها و التفطّن إلى الفخاخ التي تكمن خلفها فهي لغة غير مكتوبة أو دمعة موؤودة أو فرحة يتيمة أو فكرة مجنّحة …تهفو و ترنو إلى التحليق في سماء المعرفة فترسم قسمات الوجه مدّا و جزرا و لعلّ انفتاح الفم و انغلاقه هو صورة أخرى لحياة تحتضن الإنسان شوقا و ترميه سأما و عياء فتبقى الابتسامة كتابا أو نصّا متعدّد التأويلات و القراءات يحاكي أغوار النفس و بواطن الشخصيّة .
_خالد راشدي _