ٱلة الدعاية السياسية (بروباغندا الإعلام) آلـة الدعاية تعمل بمولدات الاشاعة لإنتاج عبوات كاذبة عليها ملصقات التضليل من الحقيقة عارية … بعدها تنقل محتوياتها عبر قنوات مختلفة مخترقة الأسطح وجدران الحماية … متسللة سيادة الدول كاسرة قيود الأخلاق والمبادئ السامية … طوابير و صفوف مزدحمة على جميع المنافذ اكتظت منها مساحات الصراع غير منتهية … انفجرت منها فضاءات عالم الافتراض الواسع بفيروس تثبيط همم الوطن العالية ….!
آلـة الدعاية السوداء لصنع الاخبار المضللة وقودها الحروب النفسية ومحركاتها بث الاشاعات لتحطيم معنويات وهدم دفاعات بشرية …. أصبحت معداتها تحشد فاعلة هدير ضجيجها وأزيز أصواتها يقرع طبول الاشارات والترددات الهوائية و أسلاك الكوابل الموصلة… سخّـــرت جميع إمكانياتها التقنية سمعية أو ورقية … بالتوازي مع الحشود العسكرية و القوى السياسية في الميدان خصصت لها ميزانيات هائلة.. و منظمات تمويل مشاريع للدول والجماعات مستهدفة … فقد تم توظيفها وتدريب كوادر إعلامية محترفة و أجهزة بث متنقلة … اتخذت أساليب عدة كإلقاء المنشورات واختراق الأجهزة بإرسال رسائل نصية تبث الذعر والتخويف للاستقرار مزعزعة .. تتغلغل بأطر تحت غطاءات منظمات إنسانية لتسيير رحلات إنقاذ مموهة… وهدم معنويات الأطقم المناضلة … موجهة جميع أسلحتها إلى دفاعات البؤر المتمركزة جعلتها مشتتة مشوشة تشابهت تقاطعت جميع الخطوط الدفاعية بلا نفاذية.. .. حملات مكثفة لا تهدأ ليلا نهار لا تتوقف آلاتها بمقذوفات أكاذيب صريحة ومعلومات خاطئة … تمركزت برأس حربة إعلانات هجومية مكثفة مضللة عن الدولة أو الجهة المستهدفة … مخترقة جميع التحصينات والمضادات المفبركة وألبستها التضليل وضبابيات المعلومات المزيفة … لا أخلاقية غيابا للحقيقة لا مجال في قاموسها الصدق والشفافية… قليلة الظهور غير نشطة تدخل في بيات شتوي عديمة التأثير في حالات الكوارث الطبيعية… مثقلة الخطى مستحية الظهور للعلن منقطعة التزويد والتمويل آلاتها محطمة للوقود مفتقرة …
آلـة تتغذى بالكذب والتضليل سريعة المفعول تنشط في الصراعات السياسية تصبح أرضا خصبة … ترتوي من مزوديها بشبكات التنظيم لا تتوقف طيلة فترات الصراعات و التنافس على المناصب المترشحة… تطيح بالخصم بكومة ركام هائلة من التحطيم للمعنويات العالية.. إلى أن أصبح جاثما على ركبتيه محطمًا لا يقوى على استعادة نفسيته مهما كان مدججًا بالأسلحة والدروع والخوذ الواقية….!! تاريخ نشأتها:
يعود إلى الحرب العالمية الأولى كأقوى أداة فاعلة ومؤثرة في الدعاية السياسية والحربية، عندما استخدمه الرئيس الأميركي ويلسون عندما قام بتشكيل لجنة (( كريل)) لتعمل معه على تحويل موقف الجمهور الأميركي من رافض للمشاركة في الحرب إلى مساند لها. وخلال ستة أشهر تمكّنت اللجنة من تحويل المواطنين المسالمين إلى متحفزين للحرب، إثر سياسة بث الذعر التي اعتمدت من خلال نشر الأخبار والقصص التي تحمل الكثير من الفبركة والتزييف. هذا الأسلوب اعتبره الجميع إنجازاً لجمعية (كريل)، ومن بعدها بدأت مجموعات بانتهاجها نفس المنهج والتي كلفت بتوجيه وصناعة الرأي العام مما أصبح يحكم الإعلام اليوم. وكان أول سياسي يعتمد هذا النهج جوزيف غوبلز وزير الدعاية الألمانية في ألمانيا النازية عندما قال مقولته المشهورة وسائدة إلى يومنا هذا (( اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الآخرون )) ومن المبادئ الترويجية له في الإعلام مثل: «أعطني إعلاماً بلا ضمير أعطيك شعباً بلا وعي ))،
و (( كلما كبرت الكذبة سهل تصديقها )) …. ولا يزال هذا النهج سارياً وفاعلاً حتى يومنا هذا ….!!!