حوار مع الذات ..
قال : أنتِ طيبة نقية بالغتِ في العطاء و الطيبة وسط محيط لا يعرف إلا غلظة الطبع و خشونة المزاج و أنتِ مرهفة الحسِّ أطنبتِ في الجمال و الرقّة و الليونة وسط مجتمعات تنضح قسوة و تعجرفا .
أنتِ سخيّة كريمة بالغت في الايثار و السخاء مع هممج أطنبوا في اللؤم و الجشع و الحقد و الضغينة ، دعكِ من هذا أنتِ جميلة… رحيمة…..
بالغتِ في الحنوِّ و الجمال و الرحمة مع كائنات غريبة
الأطوار مستعدة دائما للإنتقام و التشفِّي بلا ذنب اقترفته في حقهم .
أنت طاهرة …..أطنبت في الطّهر و النقاء مع من يغرقون في النجاسة و الدنس.
ألم لم يحِن الوقت بعد و تنفضي ماضيكِ؟ و تنعتقي من هذه الصّفات التي تخدشك و توجعك في زمن أبسط ما يُقال عنه زمن التوحّش و الهمجيّة ؟
فرّدت معاتبة : إيّاك أن تذهب بِك الظنون بعيدا و تفكّر للحظة واحدة أنّ هذه الصفات هي ضرب من الضعف و العجز و الوهن ،، لا!!!
أنت مُخطئ إنما هي صفات لا يقدر عليها إلا أقوى الجبابرة في هذا العالم ، ليست القوّة و الشّدة و الصلابة أن تتماهى في خطايا الآخرين و أن تنجرف ورائهم و تنبش فيها بإسم التكيّف ; إن تسمع أجيبك القوّة الحقيقية التي يجهلها الكثيرون هي القدرة على أن تكون زهرة مقدّسة في محيط مدنّس يفوح شذاها في كامل أرجاء المحيط ، القوّة الحقيقية أن تكون استثناء مع كائنات متشابهة كالقطعان .
اعتذر لذاته و عانقها برهة من الزمن حتى أخذه النعاس و نام حالما بصباح آخر أجمل و أنقى مما تعود عليه .