في حديقة جميلة تحت شجرة الزيتون ، بين أرض و سماء …
هي في حيرة من أمرها ، تحدق في الشمس لا تخشى زوالها !!
على أنغامها يتأرجح الغروب والظلام…
هي في أسمى درجات الرضاء ،هي في سلام داخلي ، هدوء يماثل الموت !
تسمع حوارا بين ضجيج العميان وهذيان المجانين …
تبتسم بسمة ابتسامة خافتة تشاكل بسمة غريق لا يخشى البلل ، تسترجع أطياف ظلال ما حدث منذ بضع أعوام ، ما قد مضى هو بمثابة سلسلة أحداث صغيرة قاسية قد تعيشها امرأة على مضجع الأوجاع والمخاض لفترة وجيزة …
تخرج من ضوضاء العالم تبحث عن ترياق ٱلامها في نوبة تجعلها تتذكر أول صرخة لها ، عانقت من خلالها ربيع الوجود ، أحلام الطفولة بين ما لامسته من حقيقة و ما بقي أسير الخيال ، في لحظة ما يبدد هلع النفس و يندثر الإعصار و يصبح لا مرئيا ولا محسوس الآثار ، فتهدأ الأمواج الثائرة …
تذرف الأم دمعة ، و تعلن انبثاق الحياة ، صمت في فضاء العدم !
أكثر ما جذبها لهذا الحوار المقدس هو ما انطوى عليه …رغم التأوهات كانت الأم سعيدة مغتبطة ، تستمتع بحنين سيروي ضمأ الانتظار …
كذلك هي الحياة باندفاع الطفولة ، نركض بين بساتينها و التلال ،ينتابنا التعب مع كل كبوة ، نقف و نعاود الكرة …
لكن يوما ما سندرك في شيء من الرصانة و الحكمة أننا لم نحظى قط بخلوة لأنفسنا المتعبة المنهكة ، كان كل شيء يشير إلى الساعة الرابعة زوالا ، ونحن ظنناه الغسق وأطفأنا نار شموعنا ،ولم يراودنا ولو سرا أنه لم يكن سوى الشفق يطرق أبوابنا …