خبز الصابونة
بقلم/سمية احمدي
خبز الطابونة حكاية وصفة رمضانية نقول بقي رمضان في ولايتي و تحديدا في قريتي الصغيرة لا يختلف كثيرا عن الأجواء الرمضانية في تونس و لكن له تفاصيل خاصة أظن أننا ننفرد بها لوحدنا …
يأتي رمضان محملا بالاماني و الصلوات و الدعوات …قبل ايام تبدأ الامهات بإعداد ما يعرف ب”شربة الشعير” و هي عبارة عن حبات من الشعير تشبه حبات القمح تقع تصفيتها و غسلها ثم المرور الي مرحلة قليها على نار هادئة حتى تأخذ لونا برتقاليا و تفوح رائحتها الزكية في الارجاء لتنتهي رحلتها برحيها فتتحول إلى حبات صغيرة مطحونة يتم طهيها كل مساء رمضاني و لا يمكن لأي منا تخيل مائدة الافطار من غيرها ..
و الخصوصية في أريافنا أننا لا نقتنيها من الباعة و الأسواق إنما تحرص النساء على اعدادها و تجهيزها بأيدهن اتقانا و مهارة و نظافة …
و قبل أن تتزيّن الموائد بأنواع المأكولات و المشروبات …لابدّ لكل أمّ أن تقوم بتجهيز ما يعرف عندنا ب”الكسرة..أو كما يحلو للبعض تسميتها خبز الطبونة …إنها صنف خاص من الخبز حيث يتم تحضير العجين من منتصف النهار من خلال مزج السميد مع خميرة و سكر و ملح و ماء ساخن ..
تعجن العجينة و تترك تتخمر و قبل آذان المغرب بنصف ساعة يتم تشكيل تلك العجينة في شكل دوائر صغيرة بعد إشعال بعض الحطب يتم وضع اناء فخاري واسع و كبير على تلك النيران و ما إن ترتفع درجة حرارته توضع تلك الدوائر في وسطه حتى تأخذ لونا يميل إلى الاحمر يتم قلبها الى الجانب الآخر ….
لا يمكن لأي إمرأة في قريتي ان تشتري خبزا جاهزا لتناول الطعام و يستحيل علينا جميعا ان نستبدل لذة كسرة أمهاتنا بأي صنف آخر من اصناف الخبز مهما لذ و طاب …ايادي امهاتنا تترك لذتها حتى على الصخور .