حكايات وخواطر

فرحة اول صيام

سيد المقام وفرحة اول صيام

فرحة اول صيام

سيد المقام وفرحة اول صيام
سيد المقام وفرحة اول صيام

البسيسة بقلم : سهام كاترو

فرحة اول صيام أمستعدّ أنت للصّيام يا سيّد المقام ؟ ينهال عليه هذا السّؤال في انسيابيّة وفي جاذبيّة تجعله يهزّ رأسه بالإيجاب متفاخرا مستشعرا القوّة والأنفة والعزّة ومستشعرا أكثر قربه من إله سوف يحفّه بالرّعاية والرّضوان ، ولكن كيف تمكّن من يحيطون به من رسم هذه الصّورة في ذهنه وكيف تمكّنوا من جعله يُـقبل على الصّيام برغبة وشغف ؟
حللت أهلا ونزلت سهلا يا شهر الصّيام ، يا شهر الفضائل فخيرك يعمّ الأكوان ، يا صغيري …. ، يا صغيرتي …رمضان مبروك … لرمضان في نفوسهم الصّغيرة وقلوبهم الوجلة نكهة أخرى … إنّهم محور حديث رمضان .. عمّن أتحدّث ؟ أتحدّث عن طفولة تتهيّأ لخوض تجربتها الأولى مع شهر الصّيام في بعض ربوع جزيرة الأحلام : جربة المتباهية بجذورها ، الحريصة على التّشبّث بهوّيتها ، القريب والبعيد يبارك للصّغير حلول الصّيام والصّغير بدوره يشعر بأنّ أدوارا جديدة تنتظره أهمّها إدراكه بأنّه أصبح مسؤولا عن سلوكيّاته وأفعاله وانّه وجب عليه الابتعاد عن المساوئ ، ولا يقف الأمر عند هذا الحدّ بل إنّ الاحتفاء بهذا الحدث يكون قبل رمضان ببضعة أيّام حيث تقام مأدبة عشاء وسهرة يمتزج فيها الغناء بالذّكر والمديح تيمّنا وبركة وحمدا لله لبلوغ الصبيّ أو الصّبيّة شهر الصّيام ، والمدعوّون هم الأقارب والأحباب والرّفاق ، الكلّ مبتهج وسيّد المقام في سرور لا يوصف ، كيف لا والهدايا تتهافت عليه من كلّ صوب وحدب بما في ذلك الأوراق النّقديّة ، كلّ هذا يجعل الصّغير يتشوّق لخوض تجربة الصّيام العظيمة ، وليس بغريب إن شبّه البعض هذه المأدبة بالعرس المصغّر فعريسنا الصّغير يلبس لباسا تقليديّا ( البلوزة ، الكدرون ..: : الفتيان ) ( الرّدا ، الملحفة .. : الفتيات ) دون أن ننسى الحنّاء الّتي توشّي خنصر الصّبيّ وتكون طابعا يخضّب كفّ الفتاة ، والأمّ تدور بين الأحبّة بالبخور والصّلاة على النّبيّ ، وفي الأثناء تزيّن “البسيسة ” وهي أكلة تقليديّة ذات منافع عدّة تتكوّن من طحين لمختلف الحبوب ( شعير ، قمح ، حمص …) يقع خلطه بالسكّر وزيت الزّيتون ، توضع في صحاف وتزيّن بفواكه جافّة وحلوى ملوّنة وتمرّر الصّحاف بين الحاضرين لتذوّقها فتلهج الأفواه بالدّعوات الصّالحات لدوام صحّة الوافد الجديد على رمضان المبارك ، لا أعتقد انّ الذّاكرة يمكن ان تمحي هذه الاحتفاليّة الجميلة التّي ترسّخ في الذّهن أنّ رمضان هو شهر الكرم والمحبّة والمودّة والتّراحم والحرص على صلة الرحم ، هي قيم تغرس منذ الطّفولة في هذه الرّبوع الرّائعة ، هي احتفاليّة بسيطة في ظاهرها عميقة في معانيها وأهدافها .
وأنا على يقين من أنّ رمضان بدوره يفرح بزوّاره الجدد الّذين تتزايد اعدادهم سنة بعد أخرى وأنّه يخرّ ساجدا لربّه الّذي أكرمه بحبّ النّاس له وانتظارهم حلوله سنة بعد أخرى ، فاللّهمّ بلّغنا آخره واجعلنا من الصّائمين التّائبين .

السابق
لقمة القاضي
التالي
خبز الطابونة

اترك تعليقاً