مدفع الإفطار
مدفع الافطار
بقلم / إيمي ابو المجد
مدفع الافطار.. اضرب” مصر جميله في كل وقت رمضان في مصر حاجه تانيه له طقوس اعتدنا لسنوات طويلة على سماع هذا الصوت من الإذاعة المصرية عند اقتراب رفع أذان المغرب للاستعداد لتناول الإفطار فى شهر رمضان، بعد أن ويقول الدكتور عبد المقصود باشا، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن مدفع الإفطار موضوع طيب وفي نفس الوقت يحمل في داخله معنى الطرافة.وتابع: “بالطبع قبل أن يضرب هذا المدفع لم يكن هناك مدفع للإفطار لكن ما حدث أنه مع التقدم العلمي واختراع المدفعية قام محمد علي باشا مؤسس الأسرة العلوية في مصر بشراء بعض المدافع اللازمة في الجيش المصري”.وأوضح باشا في تصريح لـ”الوطن”، أن مقر الحكم كان في قلعة صلاح الدين الأيوبي وبالتالي كان محمد علي يقيم في القلعة وأمر بعض جنوده بتجربة هذه الآلة الجديدة التي قام بشراء العديد منها، فقام الجنود بإطلاق المدفع وتصادف إطلاقه مع أذان المغرب في رمضان تماما فأفطر الناس.وهناك رواية تقول إنه عند غروب أول يوم من رمضان عام 865 هـ أراد السلطان المملوكي “خشقدم” أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه، وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، ظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار، ثم أضاف بعد ذلك مدفعي السحور والإمساك.لكن الدكتور عبد المقصود باشا نفى صحة هذه الرواية، مؤكدا أن المماليك لم يستخدموا المدافع في معاركهم على الإطلاق، حيث هزموا بقيادة السلطان قنصوة الغوري أمام الجيش العثماني بقيادة السلطان سليم الأول في معركة مرج دابق في بلاد الشام، لأن العثمانيون استخدموا المدافع والبنادق وحققوا انتصارا كبيرا، لافتا إلى أن المماليك أرسلوا رسالة للعثمانيين قالوا فيها “قاتولنا كما كان يقاتل رسول الله صلى الله وسلم” أي بالسيوف.وتوقف المدفع عن العمل في عام 1987 بسبب تحذير هيئة الآثار في ذلك الوقت من تأثير صوت المدفع على أسوار القلعة والمباني الأثرية.وفي عصر التليفزيون والإنترنت و”السوشيال ميديا”، لم يعد المسلمون ينتظرون إطلاق قذيفة المدفع يدويًا، حيث أصبحت القنوات التليفزيونية وإذاعات الراديو تعرض صوت المدفع مسجل قبل الأذان بمؤثر صوتي متكرر يعقب المقولة الشهيرة “مدفع الإفطار إضرب”.كان يضرب بمنطقة القلعة لسنوات طويلة، لتنبيه الشعب للاستعداد للإفطار، لكن من أين جاءت الفكرة وكيف انتقلت لمختلف الدول العربية؟رغم تعدد الروايات التي تؤرخ لظهور ما يعرف بمدفع الإفطار، إلا أنها اتفقت جميعا على شيئين، الأول أن القاهرة أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان، والثانية هي استخدام المدفع إيذانا بانتهاء وقت الصوم عن طريق “المصادفة”.ومن أقوى الروايات التي تتردد أن بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل كانوا يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، وصاروا يتحدثون بذلك، وقد علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، فأعجبتها الفكرة، وأصدر الملك فاروق فرمانا ليتم استخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفي الأعياد الرسمية، وارتبط اسم المدفع باسم الأميرة.وفي عام 1853 طل المدفع من فوق أسوار قلعة صلاح الدين، لتذكير أكبر عدد من سكان القاهرة بموعد الإفطار، ثم أمر الخديو بعد ذلك بسنوات بوضعه فوق جبل المقطم حتى يسمعه أكبر عدد من سكان القاهرة.