الجنوب التونسي
الجنوب التونسي
بقلم : أميمة محمّد .
الجنوب التّونسي ان السّائح الذي يقصد تونس لقضاء عطلة ما. ولا يزور الجنوب التّونسي تظلّ رحلته منقوصة وإن تمتّع وأبهج بكلّ زاوية يزورها. وليس في هذا تقليل من شأن ولو ركن واحد من هذا الوطن بقدر ما في هذا من اعتزاز بالجنوب وتأكيد على قيمته كوجهة سياحيّة رائعة من جميع النّواحي. وبما أنّنا في هذا الشّهر الفضيل فسأحدثكم قليلا عن تقاليد أهل الجنوب في شهر رمضان المعظّم ؛
في الجنوب الكلّ يشمله الفرح بهذا الشّهر لا الفقير يشعر بالحرمان ولا الميسور يصاب بالغرور. في الجنوب شهر رمضان يوحِّد الجميع ويجمع القلوب ويطفئ غضبها ويهدّئ روعها. في بعض المناطق يستقبل الأهالي هذا الشّهر بذبح مجموعة من الخرفان وتوزيع لحومها على العائلات ضعيفة الدّخل أو فاقدة السّند حتى لا يظل بينهم محروم أو محتاج. وفي أخرى يوميا يتمُّ إعداد موائد إفطار لعابري السّبيل والمحتاجين. أمّا في الأحياء البسيطة والقرى فكلّ الأهالي عائلة واحدة حتّى انك لا تكاد تفرّق بين صاحب الدّار والضّيف. يوميا يتبادلون الاستضافات ويقدّمون لبعضهم البعض ما لذّ وطاب فتجد طبقا من هذا على مائدة ذاك و العكس صحيح . أما أكثر ما يبهج في الجنوب كونه لا وجود فعلي وملموس لمفهوم الغضب أو ما هو متعارف عليه في القاموس الشّعبي التّونسي “بمرمضن” أي أنّ أحدهم غاضب ويتصرف تصرفات لامسؤولة بتعلّة التّعب من الصّيام.
في الجنوب ترى ملامح البِشر على وجوه البشر تتعمّق يوما بعد يوم وإن سألت أحدهم عن شهر رمضان يُجيبك ضاحكا رمضان شهر خير وبركة خفيف الظّل لا يحتاج التكلّف فطوبى لمن أحسن اِستغلاله وواحسرتاه على من غفل عنه.
في الجنوب الابتسامات معاطف دافئة تطمئنك وتهمس في أذنك الخير فينا مادام النبض فينا قائم.