صلاة التّراويح في تونس
صلاة التّراويح في تونس
بقلم مريم / هدريش
صلاة التّراويح في تونس من أكثر ما يميّز شهر رمضان المعظّم صلاة التّروايح في البلاد العربيّة عامّة وتونس خاصّة… ترى كل النّاس يأتون إلى الصّلاة الملتزم منهم دينيا وغيرهم ؛ نساؤهم ورجالهم، كبيرهم وصغيرهم، متّخذين عطرا ولباسا خاصّا بشهر رمضان كالجُبّة التّونسيّة الجميلة كأنهم يتبعون الآية الكريمة {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ}…
وتحلو صلاة التّراويح بالجموع الغفيرة كلّ ليلة ؛ فهي بضع ركعات تنصت فيها إلى تلاوة عطرة التي غالبا ما تكون فيها التّراتيل بالطّبوع التّونسيّة من قِبل أبناء وأحفاد الشّيخ “علي البرّاق” رحمه الله الذي يحلو بتلاوته العطرة شهرُ رمضان في الدّيار التّونسيّة … يقوم المصلّون بحركات الصّلاة في شكل مجموعة في جو تملؤه الطّمأنينة والسّكينة والجلال ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾ خاصّة لكثرة عدد المصليّن فتسمع صدى كلمة “الله أكبر” مجلجلا يبعث في النّفوس الرّهبة والخشوع … سرعان ما تنتهي التّراويح لمن قلبه متعلّق بالمسجد وبيوت الله وتلاوة القرآن …
وتسمية التّراويح ترجع إلى ما كان من فِعل الصحابة -رضي الله عنهم-؛ إذ كانوا يستريحون في قيام رمضان، وذلك أوّل ما شُرِعت تلك الصّلاة. وفي الاستراحة بين الركعات يهلّل المصلّون ويكبّرون ويصلّون على سيّد الخلق محمد عليه السّلام في تناغم …
تُختم التـراويح بركعة الوتر وترى المصلّين يغادرون المسجد واحدا تلو الآخر في سكينة ويذهب كلّ واحد لشأنه منهم من يختار إكمال السّهرة مع عائلته ومنهم من يُفضّل تقضيتها مع الأصدقاء في المقهى يتبادلون أطراف الحديث ويرتشفون القهوة العربي أو كما يحلو للتّونسيين تسميتها “الشّاذلية” نسبة إلى “سيدي بلحسن الشاذلي” الذي يُروى أنه أوّل من أسًس مقهى جماعي وذلك للمريدين الذين يأتون ويحتسون القهوة من أجل إبعاد النوم للإقبال على قيام اللّيل والأوراد …
شهر رمضان هو شهر تلاوة القرآن والعبادة فهنيئا لمن اغتنمه خاصّة قيام ليله ونحن مقبلون على العشر الأواخر بلغنا الله إياها وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال …