للفن رسالة
للفن رسالة
بقلم شيماء جاويش
للفن رسالة عندما يكون للفن رسالة !!
جملة نسمعها عندما تقوم الأعمال الدرامية الهادفة بطرح قضايا هامة فى المجتمع ويتم تناولها بشكل جاذب وواقعي وبناءًا عليه تكون هناك نتائج عظيمة فى حل هذه القضايا بإعادة النظر والتعديل فى بعض القوانين التى تعيق حل مثل هذا القضايا …
ومن أمثلة تلك الأعمال والتى كان لها تأثيراً كبيراً ونجحت فى تغيير بعض القوانين وتعديلها …
بدايةً من فيلم جعلونى مجرماً والذى تم عرضه عام ١٩٥٤ والذى تسبب فى سنّ قانون جديد يقضى بإلغاء تسجيل السابقة الجنائية الأولى فى الصحيفة الجنائية …
وفيلم كلمة شرف عام ١٩٧٢ والذى بصدده تم تعديل قوانين زيارات السجون والسماح للسجين بالزيارة الإستثنائية خارج السجن …
وفيلم أريد حلاً عام ١٩٧٥ والذى كان سبباً فى تغيير قانون الأحوال الشخصية …
وبعد عرض مسلسل تحت الوصاية والذى يناقش قضية مجتمعية واقعية وهى عدم أحقية الأم فى الولاية الكاملة لأبنائها بعد وفاة زوجها … ووقوعها ضحية هى والأبناء فى حال أن الوصىّ قد يكون غير مؤهل لهذه الوصاية …
أتصور أن يتم النظر فى قانون الوصاية وتعديله …
يا ترى كم حنان وكم ياسين يعانون ويعيشون بيننا فى ظروف مشابهة وقاسية ؟
فمهما كانت الصورة التى تنقلها الدراما بحرفية عالية … إلا أن الواقع كثيراً ما يكون أشد قسوة …
أستوقفنى المشهد الأخير لياسين وهو يجرى ليلحق بأمه وتقول له أنت الآن الأخ والأم والأب لأختك …
مشهد يحمل آلاف المعانى والرسائل …
شكراً صناع العمل على نجاحكم فى عرض القضية بهذا الشكل الذى أستوطن قلوبنا وعقولنا …
فريق عمل كامل متكامل تم إختياره بعناية فائقة …
تحية وتقدير لفنانة أستطاعت أن تنقل لنا مشاعر الحب والحنان والغضب والجد والحزن والمعاناة بكل تفاصيلها بمنتهى السلاسة والمصداقية …
وياسين الطفل الذى حُرِم من أن يعيش طفولته ويمارس حقوقه الطبيعية وتحمل مسئولية أكبر من عمره الذى لم يتعدى العشر سنوات …
وعم ربيع الرجل الطيب الذى أوجعنا مشهد وفاته والبحرية الثلاثة والخالة والعم صالح وكل فرد شارك بهذا العمل … إختيارات موفقة لكل طاقم العمل … كل فرد منهم فى موضعه تماماً … يؤديه كما لو كان حقيقياً …
ننتظر بلهفة نتيجة العمل وأن يصل صداه ليعيد النظر في أحقية الأم للولاية مع متابعتها بتقديم الأوراق اللازمة أولاً بأول …