أدب

حب لا يرى النور

حب لايرى النور

حب لا يرى النور

حب لايرى النور
حب لا يرى النور

 

حب لا يرى النور
بقلم / أنجى بدوى
الجزء الأول 
أنجى بدوى
أنجى بدوى

حب لايري النور ، همس في الاربعينات من العمر ، شخصيه رومنسيه تائهه تعيش في دوله اوروبية. تركت بلدها بحثا عن مكان اخر تعيش فيه. وقد كانت تعشق بلدها عشقا لا مثيل له ولكنها ورغم كل شئ تركت وطنها الذي يسري حبه في دماءها.

همس امرأه مطلقه ، تعيش مع ابنها والذي تتكفل به كامله.
في هذه الغربه التي لا اخر لها .. والتي لا تعلم صيفها من شتاءها .. قررت همس اعتزال الناس ..

كانت تقضي نهارها بالعمل ، وبعد العمل اما تقوم بالكتابه او بالرسم. انها تعشق الكتابه منذا الصغر .. شجع همس الكثيرون ان تنشر ما تكتب وحاولت همس ان تتواصل مع الكثير من المواقع لكي يساعدونها علي النشر بشكل دوري بدون مقابل ولكن كل مساعيها باءت بالفشل.

نظرت همس  حولها.. الجر بارد ولا تستطيع الخروج .. امسكت بريموت التليفزيون واصبحت تقلب القنوات بلاهدف وفي حالة  ملل ..

واثناء هذا البحث الذي طال ساعات وفجأه لمعت عيناها .. لقد رأت مشهدا لممثل اثار انتباهها. جلست همس واكملت المسلسل وكلما شاهدت مشهد .. اتسعت عيناها .. انه العادي من الطبيعي ان تعجب بممثل ما كأي امرأه.

في اليوم التالي ، بحثت همس عن كل اعمال هذا الممثل وفي شهر .. شاهدت كل اعماله .. كانت تسهر للرابعه صباحا لا تستطيع ان تتحرك فانها مفتونه به..

ادركت همس ان ما تفعله ما هو الا درب للجنون. ماذا تفعل اتحب ممثلا انها تعلم جيدا ان الاعجاب بممثل هو اعجاب لا اصل له. لان الشخص يعجب بشخصيه يؤديها الممثل فهو مؤدي ولكنها ليست شخصيته.

في اليوم التالي، بحثت همس عن لقاءاته .. وانزعجت قليلا .. انه يتكلم ويفكر مثلها بالظبط. كانه يقرأ افكارها ويقولها في البرامج التي تم استضافته فيها. عجيب وغريب.

عندما ارادت همس معرفه الجديد عنه وعن شخصيته لانها كانت تريد ان تثبت لنفسها انها لا تعجب به وانه مجرد وهم. ولكن بحثها عن كلامه جعلها تغرم به.

ايام واسابيع تمر .. وهمس لا ينقطع تفكيرها به رغم علمها انه متزوج. ولكنها تعلقت به. هامت روحها به واحبته دون ان تقابله ولو لمره واحده في الحقيقه ولكنها قابلته الالاف المرات في احلامها وخيالاتها.

وفي يوم كانت همس تسمع اغاني رومنسيه وتفكر في زين كعادتها .. جاءها خبرا سعيدا لقد وافق مدير تحرير علي نشر ما تكتبه اسبوعيا بلا مقابل.

فرحت همس جدا. لقد تحقق حلمها لم تفرح منذ زمن طويل ..
وبدأت همس بنشر ما تكتبه .. واصبحت تكتب وتكتب وتجتهد في الكتابه. اشعارا ومقالات فلسفيه ..

ولمع نجم همس .. بل واصبحت مشهوره . وتدولت السوشيال ميديا كتباتها واصبح الجميع يقرأ لها .. ولكنها لم تتخيل ابدا من يقرأ لها ..

زين يمسك بهاتفه .. ويبحث عن مقال همس الجديد. وتلمع عيناه وهو يقرأ .. يقرأ وكأن ما بداخله قد خط باحرف وكلمات ليس هو من كتبها ولكنه يشعر بها ويقولها.
ويسرح زين ..

مابال هذه المرأه ؟ من تكون همس؟ كيف تكتب ما افكر فيه؟. تعلق يوسف بها دون ان يقابلها. تعلق بها واحبها دون ان يعلم انها تعلقت به قبله واحبته.

روحان هائمتان في عالم .. نفس العالم ونفس الزمان تغرمان ولكنه حبا لا يري النور.

وفي يوم ، استضاف برنامج مشهور همس. ورآها زين تتكلم. وكان يبتسم لردودها احسها انها تتكلم معه. انها تحدثه. انها له وحده رغم الملايين الذين ربما يشاهدونها.

في اليوم التالي ، زين في الهاتف ، يعلم بالصدفه ان همس قد مرضت وانها احتجزت في مستشفي. ويساله يوسف عن اسم المستشفي. ويعلم انه بنفس البلد الذي اجرت فيه اللقاء ويوسف موجود بنفس البلد.

لم يشعر زين بنفسه الا عندما وجد نفسه في استقبال المستشفي يسال عن رقم غرفه همس.

قد استقبلته الفتيات بالحفاوه وبالابتسامات. وقادره الي غرفه همس. دخلت الممرضه الغرفه وقالت لهمس انها لديها ضيف.

اعتدلت همس في جلستها. وضاقت عيناها .. لانها لا تعلم من يأتي لزيارتها.

دخل زين الي الغرفه .. وادارت همس لكي تري وعندئذ اصابتها دهشه وصدمه .. ولم تستطع النطق بحرف واحد. بدأ زين الكلام .. اعلم ان زيارتي غريبه.. ولكني اتيت لكي اسألكي اسئله ولا اريد ان يجيبها احدا غيرك.

تعجبت همس. وخافت وانزعجت وفرحت. مشاعر متداخله شعرت بها. فهي لا تعلم حتي ماذا تشعر. هذا الشخص الذي باتت ليلا ونهارا تتخيله وتحلم به. هو الان امامها. اتي اليها ويتكلم معها. انها لا تصدق نفسها.

همس: اتفضل.
زين : كيف لي ان اعرف اني احب؟
همس : سؤال غايه في الصعوبه. تسكت همس وتنظر الي عينيه وتتوه فيهما. ولا تعرف بماذا تجيب.

عندما لا تعرف ما سبب حبك للشخص. عندما تشعر ان الشخص يسرقك ويأخذك ولا تجد سببا لذلك.
زين: ولكني لم اشعر بذلك من قبل.

همس تسكت وتدير رأسها للجهه الاخري ولا تعلم ماذا تقول. انها تخاف ان تقول شيئا تتسبب في فشل او مشاكل بينه وبين زوجته.

يقطع صمتها زين قائلا : هل يمكن ان تنظري لي ؟؟
ترد عليه همس .. لا اعلم.

ربما لست افضل شخص يتحدث عن الحب والهوي. واعتقد ان لا تأخذ برأيي فانا لم احب يوما وكيف لي ان اعطي نصائح عن الحب مع اني لم احب.

دخلت الممرضه الغرفه .. وسألت زين .. ماذا تريد ان تشرب. طلب منها عده اشياء وذهبت لاحضارها.
نظرت اليه همس وهي متعجبه..

هل ستشرب كل ذلك. رد زين عليها. هل مللتي مني. اتريدينني ان اذهب؟؟
نظرت اليه همس نظره حنين .. وهي تحدث نفسها بل اريدك ان تبقي. تبقي الي الابد. اه لو تعلم كيف احبك. لدمعت عيناك من غرامي بك.

سكت الاثنان للحظات وهم يتبادلان النظرات.
نظر اليها زين وابتسم. وكان يحدث نفسه هو الاخر. اه لو تعلمين. اني احبك قبل ان اقابلك.

اه لو تعلمين اني جئت اليكي تائها وقد وجدتك. حائرا وقد التقيتك ظمأنا لعينيكي. اه لو تعلمين ما اشعر به نحوك قبل ان اقابلك. اه لو تعلمين كم احبك.

غاب الاثنان وكانهما في عالم اخر قد انفصلا عن الواقع. سرح كل منهم بعينين الاخر. وكانهم يتحدثون حديثا لا يسمعه بشر. ولا يسمعه كل منهما ولكنه حديثا انتشر في الغرفه وتعالت اصواته من الهيام والعشق. هل قدر لهذا الحب ان يري النور.

مرت دقائق كثيره همس وزين لا يتحدثان ولكن ينظر كل منهما الي عيني الاخر. تتحادث اروحهما وعقولهما.

زين يفكر. اوتعلمين يا منيه القلب اريد ان اضمك الي صدري الان. اضمك الي القلب الذي تاه في حبك وغرامك. وترد افكار همس تقول. اتمني ان تأخذني بين ذراعيك وتضمني اليكي حتي تصبح لي اقرب من قلبي. هذا القلب الذي عشقك وهام بك دون ان يكون بقربك.

يقطع هذا السكوت دخول الممرضه التي تحمل ما طلبه زين.

يبتسم زين لها. ويعطيها بعض النقود ويشكرها.
ينظر زين الي النافذه ثم يعرد ينظر لعيني همس ويقول لها .. وماذا بعد ؟؟

مع تحياتي بالجزء الثاني

السابق
قصر راس التين
التالي
مصر غدا

اترك تعليقاً