معرض إحنا للفنان التشكيلي عطا عفيفي
معرض إحنا للفنان التشكيلي عطا عفيفي
تصوير وكتابة / الفنان التشكيلي فريد عبدالوهاب
معرض إحنا للفنان التشكيلي عطا عفيفي أُفتُتِح بأتيليه القاهرة .. حيث يصور في المُجمل مجموعة من الشخوص المصرية ، من الفئات الحِرَفية .
نشأ الفنان عطا عفيفي في بيئة شديدة الخصوصية والتميز من القُطر المصري ( الواحات البحرية ) ، التي بلورت شخصيته وأظهرت مواهبه التعبيرية ، لتضيف إلى حصيلته التي تشكلت من بداياته في ريف محافظة الشرقية ، حيث عرفناه شاعراً وقاصّاً من خلال بعض أعماله المنشورة .
إلا أن الموهبة التشكيلية هي الأبرز في تكوين مسيرته العملية ، حيث تخرج في كلية التربية الفنية عام 1985 ، وعمل في مجال التدريس في مصر والسعودية ، لينقل خبراته ومواهبه إلى أجيال عديدة ، من خلال تنمية الموهبة التشكيلية لدى الطلاب ، باستخدام شتى الخامات وطرق التعبير ، ليسهم ذلك كله في تكوين شخصية النشئ والشباب .
وهو الآن يقدم لنا بعضاً من إنتاجه من التصوير التشكيلي – الذي تأخر كثيراً – من خلال معرضه الشخصي الأول ، بعنوان ( إحنا ) ، ليشير إلى مجموعة من الشخوص المصرية التي نشأ في محيطها .
وفي هذا الإطار ( التصوير التشكيلي ) تميز الفنان / عطا عفيفي ، بعد أن اختار لنفسه خامة الألوان الزيتية ، ليعبر من خلالها في معظم حالاته عن شخوص مصرية خالصة ، يضعها في أجواء المهنة أو الحالة ، ويُبحر في تفاصيل الشخصية كعنصر أساسي في مساحة التشكيل ، مُعبراً عن حالة كل شاخص بتفاصيل تعابير الوجوه والحركة الجسمانية ، غير متغاضٍ عن الأزياء الخاصة بكل شخصية والتي تعبر عن طبيعة الفئة المهنية والمجتمعية بهيأتها وألوانها ، مستخدماً تقنية تآلف خامة التلوين عبر الفرشاة التقليدية لتوحي بفوتوغرافية اللون .
فنجده يقترب داخل إطار اللوحة إلى وجه فتاة بدوية حيث تخفي بعض ملامحه برداءٍ مكمل لغطاء الرأس ( بُرقُع ) وكلاهما متميز بزخارفة التقليدية القائمة على الأشكال الهندسية المستعينة بالزهور ، ويبدع الفنان في إبراز التفاصيل الدالة على الخامة النسجية .
كما نجده عند تناول الشخوص التي تمثل بعض الحِرَف والمهن الشعبية ( الفئة العمالية ) يغوص في تفاصيل الشخصية ، التي تعبر عن الحالة بشقائها ومتعتها ، والمرحلة السنية للشاخص ، بينما قد يختصر تفاصيل الأجواء المحيطة دون الإخلال بهوية المكان ، ليتفادى بذلك رؤية المحاكاة المُنَمَّقة ، فهذا صانع شباك الصيد .. الذي إتخذ موقعه على شاطئ البحر ، قريباً من مراكب الصيد ، وهذه صانعة السلال الخوص ، وذلك الإسكافي ، وعامل المقهى ، وعامل المطعم ، وعامل النظافة ، وبائعة إسطوانات البوتاجاز ، والمسحراتي ، وغيرهم من الباعة المتجولين .
سألته عن قلة النماذج النسائية في أعماله ، فأفاد أن المعروض لنماذج من المجتمع ، وليس للحصر أو للمقارنة ، غير أنه يرى أن للمرأة أدوار مجتمعية أهمُّ من الأعمال الشاقة ، وعلى المجتمع أن يسعى لتحقيق ذلك .
ولم ينسَ الفنان عطا أن يقدم لنا في هذا المعرض مشاهد عامة من مختلف قطاعات البيئة المصرية ، الريفية منها على وجه الخصوص ، بما يميزها من عناصر طبيعية ، وهوية إنسانية ، ومباني ، وأطلال بيوت ، إلا أن هذه المجموعة من اللوحات يتناولها الفنان بتقنية تقترب من المحاكاة في تفاصيل العناصر ، وقد لا تخلو أجواء المكان من العنصر البشري ليضفي إلى المشهد حياة .
حضر الإفتتاح لفيف من التشكيليين الأكاديميين والنُقَّاد ، وجمهور من المُتابعين وزملاء الفنان وأصدقائه ، وعَقِب جولة الإفتتاح أُقيم على هامش المعرض حلقة نقاشية نقدية لأعمال الفنان ، ثم تكريم بعض الشخصيات الفاعلة في الحركة التشكيلية والنقدية .. بتقديم الدروع التذكارية وشهادات التقدير ، مقدمة من / أكاديمية ريشة ومِداد الإنسانية ، بالتعاون مع الجمعية المصرية للثقافة والإعلام والفنون .