المدارس منابر نشر العلوم والثقافة والآداب منذ الإنسان الأول…
بقلم / مجدي يونس..
العلم صفة أساسية من صفات الإنسانية، قال تعالى ” وعلم الإنسان ما لم يعلم ” ، والإنسان لا يولد مُعلَّما، وإنما يخرج من بطن أمه لا يعلم شيئا، ثم يتعلم بعد ذلك بما أودعه الله فيه من آلات تحصيل العلم وهي السمع والبصر والفؤاد، قال تعالى ” والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة … ”
والأمر الإلهي الأول الذي ابتدأت به شريعة الإسلام هو ” اقرأ ” والقراءة هي الوسيلة الأهم والسبيل الأعظم لتحصيل العلم واكتسابه، لذلك تكرر الأمر بها في بداية الوحي ” اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق”
و هذا يدل على أن الإنسان يقرأ أكثر مما يكتب لأن القراءة أتت صراحة في معرض الأمر مرتين، أما الكتابة فجاءت بصورة غير مباشرة بطريقة خبرية عند الحديث عن آلة الكتابة وهي القلم ” اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ”
وفي هذا أيضا دليل على أن القراءة من علامات تكريم الإنسان وتفضيله…. لأنها سبيل إلى العلم ، وبالعلم فاق آدم عليه السلام الملائكة ” قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم…” ولما تجلى علمه وتكريمه أمام الملائكة زاد في تكريمه وتفضيله عليهم فأمرهم بالسجود له ” وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم…”
ويومها… يوم أن علم الله آدم الأسماء بدأت النبوات بنبوة آدم عليه السلام وهو أول الأنبياء….
وآخر الأنبياء والرسل هو محمد صلى الله عليه وسلم بدأت نبوته بالقراءة والعلم ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق)
وهنا لفتتان مهمتان جدااا :
الأولى:
أن القراءة باسم ربك ، هنا العبودية والربوبية، فاعلم أن لك ربا إلها معبودا له أسماء وصفات وأفعال، من أسمائه الرب ، ومن صفاته وأفعاله الخلق ومن أسمائه الخالق، وهذه هي اللفتة الثانية
اللفتة الثانية:
أن القراءة ربطت بالخلق وأي خلق؟ خلق الإنسان من علق
فالقراءة الحقيقية هي القراءة العلمية التي تكسب الإنسان علما ومعرفة كعلم خلق الإنسان ومعرفة أطواره و هذا ما يجب أن ننتبه إليه ونفعله أن نجعل القراءة للعلم والاستفادة والتعلم لا لمجرد التسلية والترفيه وقضاء وقت الفراغ….
فعندما تقرأ تعلم لو معلومة جديدة، كلمة جديدة في قاموسك، سلوكا جديدا،
المهم أن تتعلم من القراءة…..
والمعلم الأول هو الله عز وجل ” وعلم آدم الأسماء كلها” فالمعلم هنا هو الله والمتعلم هو آدم عليه السلام وهذه أول مدرسة لتعليم الإنسان مدرسة إلهية بعدها تتابعت المدارس التعليمية وكان المعلمون فيها هم الأنبياء والرسل….
وبعد انقطاع الرسل وختمهم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ورثهم العلماء فصاروا هم المعلمون قال عليه الصلاة والسلام ” العلماء ورثة الأنبياء ”
وظل العلماء يعلمون علومهم بطريقة غير نظامية في الجوامع أو في بيوتهم… إلى أن أتى نظام الملك وزير السلطان السلجوقي ألب أرسلان وأنشأ المدارس النظامية التي تطورت عبر الزمن حتى وصلت إلى المدارس المعروفة اليوم في شتى بقاع العالم..
وفي مصر تكثر المدارس الحكومية والخاصة ما بين عربية وتجريبية ولغات… وفي كل عام يزداد عدد المدارس في مصر ، ومن هذه المدارس وهي صرح علمي يضاف لمنظومة مدارس مصر الكبيرة مدرسة عبد الصمد مزروع بقرية الدراكسة مركز منية النصر محافظة الدقهلية، والتي يعول عليها كثيرا في نشر العلم في تلك المنطقة، وتخريج أجيال قوية تحمل شعل ومصابيح الثقافة والتنوير إلى العالم أجمع تحت قيادة حكيمة بداية من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي مرورا برئيس الوزراء مصطفى مدبولي ثم وزير التربية والتعليم ثم مدير التربية والتعليم بمحافظة الدقهلية ثم مدير إدارة منية النصر التعليمية التابعة لها المدرسة وبالأخص الإدارة العامة للمدارس الرسمية للغات بنوعيها..
وهذه المدرسة قد صدر لها قرار تشغيل بتاريخ ٢٠٢٣/٢/١٦ والمدرسة مكونة من خمسة طوابق تحتوي علي ٢٤ فصل بالإضافة إلي قاعات رياض الأطفال ومجهزة بكافة التجهيزات والمعامل والبنية التكنولوجية التي تجعلها علي أتم الاستعداد لاستقبال العام الدراسي الجديد في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية كاملة وتستقبل أيضا قوائم الانتظار للمرحلة الإعدادية كما تم تكليف الدكتورة عبير فايد إسماعيل بتولي إدارة المدرسة، وتم تزويد المدرسة بطاقم ذي كفاءة عالية من المعلمين والمعلمات في كافة التخصصات والإداريين والأخصايين…
والمدرسة كاملة المرافق والشبكات وعلي أهبة الاستعداد للعام الدراسي الجديد ٢٠٢٤/٢٠٢٣
والمدرسة إن شاء الله ستكون أيقونة للتعليم بقيادة الأستاذة الفاضلة حسناء صادق مدير إدارة المدارس الرسمية للغات بنوعيها وبجهود القائمين عليها وبتعاون الجميع…..