حرب أكتوبر 73
حرب أكتوبر 73
بقلم د.احمد إبراهيم شمس
حرب اكتوبر 73 .. حلم عاش أيام وسنين في حياة المصريين
منحت حرب أكتوبر 1973 المصريين دروسًا لا تنتهي من الإصرار والعزيمة والرغبة في النجاح بما تحويه من أحداث مثيرة يحكيها لنا الآباء والأجداد ممن خاضوآ هذه الحرب أو عاشوآ وقتها، فلم تنكسر أحلام المصريين المشروعة على صخرة هزيمة يونيو 1967 ولم يعجز المصريين أمام ضعف العتاد العسكري حيث فقدت مصر أكثر من 85 % من سلاحها آنذاك وإنما كان التفكير دائمًا نحو البناء من جديد والذي كان حلم استغرق تحقيقه أيام وسنين من حياة المصريين امتلأت بالقصص والعبرات التي يحكيها لنا التاريخ عن شعب أصر على النجاح وحققه، فلم تكن مجرد حرب إنتصرنا فيها على العدو وإنما هى منهاج حياة نتذكرها كلما حل بنا كل تحدي جديد…
الحرب في سطور :
حرب أكتوبر هى الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة التي شنتها كل من مصر وسوريا بدعم عربي عسكري وسياسي واقتصادي على إسرائيل عام 1973م. بدأت الحرب في يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق ليوم 10 رمضان 1393 هـ بهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصري والجيش السوري على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان.
وتعرف الحرب بإسم حرب أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان في مصر فيما تعرف في سورية بإسم حرب تشرين التحريرية أما إسرائيل فتطلق عليها اسم حرب يوم الغفران]
(بالعبرية: מלחמת יום כיפור، ميلخمت يوم كيبور
حقق الجيشان المصري والسوري الأهداف الإستراتيجية المرجوة من وراء المباغتة العسكرية لإسرائيل، وكانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى بعد شن الحرب، حيث توغلت القوات المصرية 20 كم شرق قناة السويس، وتمكنت القوات السورية من الدخول في عمق هضبة الجولان. أما في نهاية الحرب فإنتعش الجيش الإسرائيلي فعلى الجبهة المصرية تمكن من فتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني وعلى الجبهة السورية تمكن من طرد السوريون من هضبة الجولان.
وحدات من الجيش المصري تعبر قناة السويس
تدخلت الدولتان العظمتان في ذلك الحين في سياق الحرب بشكل غير مباشر حيث زود الاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا سوريا ومصر بالأسلحة، بينما زودت الولايات المتحدة بالعتاد العسكري إسرائيل. في نهاية الحرب عمل وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر وسيطًا بين الجانبين ووصل إلى إتفاقية هدنة لا تزال سارية المفعول بين سوريا وإسرائيل. بدلت مصر وإسرائيل إتفاقية الهدنة بإتفاقية سلام شاملة في “كامب ديفيد” 1979.
انتهت الحرب رسميًا بالتوقيع على إتفاقية فك الإشتباك
في 31 مايو 1974 حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الإتفاقية.
ومن أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء. واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنيطرة وعودتها للسيادة السورية. ومن النتائج الأخرى تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يقول بها القادة العسكريون في إسرائيل، كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لإتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والتي عقدت في سبتمبر 1978م على إثر مبادرة الرئيس الراحل أنور السادات التاريخية في نوفمبر 1977م وزيارته للقدس. وأدت الحرب أيضًا إلى عودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975م.
وختامًا، لا يسعنا إلا أن نقر بأن الإنتصار المصرى فى حرب أكتوبر 1973 قد غيّر العديد من المفاهيم فى مجال الفكر العسكرى العالمى.. وأنا على يقين بأن ما يحتفظ به الجانبان من وثائق يحمل فى طياته العديد والعديد من العِبر والدروس المستفادة، التى من شأنها إضافة مبادئ جديدة إلى العلوم العسكرية. وتظل هذه الحرب عملًا عسكريًا عظيمًا حققته القوات المسلحة المصرية، بالتعاون مع شعب مصر العظيم، وبمساندة من كل الشعوب والجيوش العربية.. لترتفع هامات العرب جميعًا، بعد أعظم انتصارات العصر الحديث.
تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر