يوم العيد ميلاد مجيد
يوم العيد ميلاد مجيد
كتبت نجلاء علي حسن
يوم العيد ميلاد مجيد! كل عام وأنتم بخير في مصر والعالم
منذ أن تفتحت عيوني على الحياة وأنا أشاهد صورتان معلقتان في بيتنا وفي بيت جدتي،
صورة لسيدة جميلة ترتدي الأزرق الرائع ومعها طفل صغير،
كانت هذه الصورة معلقة في تابلوه راقي في منزلنا، أما عند جدتي فكانت على نتيجة (روزنامة) معلقة على الحائط وتغير لها بلوك الورقات الصغيرة كل عام،
كنت أتولى مهمة قطع الورقة الصغيرة صباح كل يوم واعرف منها تاريخ اليوم والحكمة المميزة المكتوبة أسفل الورقة وأسماء شهور لم أكن أعرف عنها شيئا شرحتها لي جدتي فيما بعد بأنها الشهور القبطية.
وكنت أسأل أمي وجدتي دائما عن الصورة- من هذا السيدة الجميلة التي تشع بالنور والصفاء؟
فيقولون العدرا، دي ستنا مريم، ودا ابنها المسيح سيدنا عيسى ابن مريم- عليه السلام-.
ستنا مريم هو الاسم الذي ظل يتردد في ذهني سنوات وسنوات بوجهها الجميل والهالة النورانية التي تحيط بها
كنا نتسامر في ليالي الشتاء في منزل الجدة بالحكايات الرائعة وبخاصة في تلك الليالي التي تنقطع فيها الكهرباء وكانت الجدة رحمها الله تتحفنا دائما بقصص الأنبياء والصحابة إلى أن طلبنا أن تحكى لنا قصة ستنا مريم العدرا وسيدنا عيسى- عليه السلام.
ولكم أن تعرفون كم السعادة والشغف الذي كنا نسمع به قصة ستنا مريم وجدتي ترفق كل جزء من الحكاية بآيات من الذكر الحكيم وتحكي لنا عن نشأتها واعتكافها وطهرها وحملها وولادتها وعن معجزات المسيح.
كبرنا وعرفنا وعشقنا ستنا مريم والمسيح عيسى- عليه السلام-.
وصرت كلما رأيت صورة لهما أتذكر ذكريات الطفولة السعيدة وتمتلئ نفسي بالسكينة والسلام.
لم تعد الصورة معلقة على الجدران ولكن معلقة بقلوبنا.
أعياد مجيدة والسلام على رسول المحبة والسلام.
نجلاء على حسن