الصائمون فى مصر يوّدعون رمضان ب ” كعك العيد “
الصائمون فى مصر يوّدعون رمضان ب ” كعك العيد ” دأب الجيران خاصة فى المناطق الشعبية أن تقمن النساء بتصنيع كعك العيد ومشتملاته مثل البسكويت بأشكاله المختلفة والغُريبة والبيتى فور مستخدمين فى ذلك بعض الأدوات الخاصة وكن يساعدن بعضهن البعض حيث تحدد إحداهن اليوم الذى ستقوم فيه بعمل الكعك والباقيات يقمن بمساعدتها ويتم توفير الأدوات المستخدمة لذلك مثل ” المناقيش ” ومفردها منقاش وهو عبارة عن قطعة صغيرة من الصاج تقوم بزخرفة العجين وتشكيله بالشكل المطلوب .
ويستمر هذا التعاون بالتناوب فيما بينهن إلى أن ينتهى الجميع من هذا الأمر وتعم فرحة العيد فى كل أرجاء البيت السيدات يجهزن الأصناف المختلقة ويضعنها فى ” صاجات ” ويدخلنها فى الأفران المخصصة لذلك والمصنوعة داخل دورهن أو فوق أسطح المنازل لطهيها ، ولما إنتشرت المخابز التى أُطلق إسم ” المخابز الأفرنجية ” التى تصنع ” الفينو ” إتجهت السيدات إلى تسوية الكعك فيها مقابل مبلغ مالى كان متواضع للغاية أيام زمان وكان الأبناء يشاركون فى يوم تصنيع الكعك بفرحة وترحاب شديد وكانوا يحملوا الصاجات _ خاصة البنات _ ويذهبوا بها المخابز وبعد أن تأخذ المصنوعات دورها فى التسوية يعود الأبناء وهم حاملين الصاجات إلى بيوتهم وهم فى قمة سعادتهم ثم تقوم ربة البيت فى إعداد عدة ” تشكيلات ” مما صنعت يداها وتقدمها هدية لكل جيرانها وبالمثل يفعل الجيران.
مصر أساساً ودائماً تمشي بالعادات والتقاليد التي تربينا عليها، تعودنا أن مع دخول العيد هناك الكعك. هذه قصص لا تتغير حتى ولو تغيرت ظروف البلد. الناس لا تتوقف عن الشراء”.
العادات والتقاليد المصرية لا تنتهي، حتى من لا يملك المال سيلجأ للاستدانة ليحضر الكعك. لا يمكنه دخول المنزل من دون الكعك”.
أما في التاريخ الإسلامي، فقد بدأت صناعة الكعك في عصر “الطولونيين”، وكانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها “كل واشكر”، وكان أحد أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر لديهم.
وتميز صنع الكعك في الدولة “الإخشيدية” بأنه حشي بالدنانير الذهبية، في أحد أعياد الفطر، من قبل وزير الدولة أبو بكر محمد بن علي المادراني؛ لتقديمه في دار الفقراء على مائدة طولها 200 متر وعرضها سبعة أمتار.
وخصص في العهد الفاطمي 20 ألف دينار لعمل كعك عيد الفطر، من قبل الخليفة العزيز الفاطمي، فكانت المصانع تتفرغ لصنعه ابتداء من منتصف شهر رجب، وتملأ المخازن به، كما خصص من أجل صناعته إدارة حكومية تسمى دار الفطرة، كانت تقوم بتجهيزه وتوزيعه بإشراف من الخليفة نفسه.
ونقل أن مائدة الخليفة كان يبلغ طولها 1350 متراً، ويوضع عليها 60 صنفًا من الكعك، وكان حجم الكعكة الواحدة في حجم رغيف الخبز.
وتروي كتب التاريخ أن أشهر من صنعت كعك العيد امرأة تدعى “حافظة”، كانت تنقش عليه عبارات مختلفة مثل “تسلم إيديك يا حافظة” أو “بالشكر تدوم النعمة”.