دنيا ودين

وُلِد خاتم الأنبياء

غار حراء

وُلِد خاتم الأنبياء

غار حراء
غار حراء،
وُلِد خاتم الأنبياء
بقلم د. احمد ابراهيم شمس

وُلِد خاتم الأنبياء في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام هجري، تحل على المسلمين ذكرى عطرة طيبة؛ هى مولد خير الخلق أجمعين، سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، ومع ذكرى مولد الحبيب صل الله عليه وسلم؛ تزداد حاجة الأمة الإسلامية إلى أن تجتمع على كلمة سواء، وتقتدي بهدي رسول الله، وأن تتمسك بسنته وتعتصم بها، إنها ذكرى مباركة لإنسان عظيم نشَر العدل والرحمة في المجتمع، وغيّر مجرى التاريخ، وأزال الجهل ورسّخ الإيمان، ونشَر العلم في نفوس الناس، وقاد البشرية نحو العزّة؛ حتى أضحتْ أمته هي خير أمة أُخرجت للناس.

واول من احتفل بمولد سيدنا محمد صل الله عليه وسلم

الدولة الفاطمية

ويُعتبر الفاطميون أول من احتفلوا بالمولد النبوي، إذ بدأت هذه الاحتفالات في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله بعد دخوله مصر في عام 969 للميلاد. ويعتقد بعض المؤرخين أن احتفالات المولد النبوي كانت إحدى وسائل المعز لدين لله للتقرُّب من المصريين، فهي مناسبة دينية يطغى عليها السرور

أما عن بداية حمل السيدة آمنه

​ قالت أمه آمنة بنت وهب : “أتاني آتٍ وأنا بين النائم واليقظان فقال: هل شعرت أنك حملت؟ فكأني أقول: ما أدري! فقال: إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها، ثم أمهلني، حتى إذا دَنَت ولادتي أتاني ذلك الآتي، فقال: قولي: أعيذه بالواحد، من شر كل حاسد فإذا وضعتيه فسميه محمدًا، وآية ذالك أن يخرج معه نور يملأ قصور بُصرَى من أرض الشام”، وذلك وفق ما ذكره الأزهر الشريف عن مولد النبي صل الله عليه وسلم.

ولد النبي صل الله عليه وسلم يوم الإثنين في شهر ربيع الأول، ليلة الثاني عشر منه، وكان مولده الشريف صل الله عليه وسلم

بالشعب وهو مكان بمكة.

وقالت أمه: “فلما فصل مني خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق والمغرب، ثم وقع على الأرض معتمدًا على يديه، جاثيًا على ركبتيه، رافعًا رأسه إلى السماء”، وأكملت: “وولدته صل الله عليه وسلم نظيفًا طيبًّا ما به من قذر؛ ليس كما تولد السخل”.

وفى ​​ليلة مولده صلى الله عليه وسلم انشق إيوان كِسرى حتى سمع صوته، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، كما خمدت نار فارس التي كانوا يعبدونها، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام بل كانت تضرم ليلًا ونهارًا.

وغاضت بحيرة “ساوة” وكانت بحيرة عظيمة في مملكة عراق العجم بين “همذان” و”قم”، فأصبحت ليلة مولده ناشفة يابسة وبني في موضعها مدينة ساوة.

كان عليه أفضل الصلاة والسلام أكمل الناس خلقًا وأجملهم ذاتًا، تام الملاحة، مكمل الجمال، وضيء الوجه ونيره، ربعةً، معتدل القامة، لا بالطويل البائن ولا بالقصير، ذا بهاءٍ وهيبةٍ، أبيض اللون أزهره مُشربًا

(أي مختلطًا) بحمرةٍ، أزج الحاجبين، وهو دقة وطول يكون فيهما.

أفلج الأسنان: هو تباعد ما بين الثنايا والرباعيات، وذلك بخلاف المتراص الأسنان، أشنب والشنب: البياض والبريق في الأسنان، ويقال: برد الأسنان وعذوبتها، يراد به عذوبة الفم، ويقال: حدتها؛ ويراد بذلك طراوتها، ضليع الفم، أي: عظيمه واسعة، وذلك دال على القوة والشجاعة، أسهل الخدين، أي: غير رابيين ولا كثيري اللحم؛ فإنه يدل على العجز واللؤم، أدعج العينين أشكلهما، والدعج: شدة سواد العين مع سعتها، والشكل: حمرة في بياض العين، وهو محبوب محمود، أهدب، أي: طويل أشفار العين، واسع الجبين ، أقنى العرنين: أي تحت مجتمع الحاجبين من الأنف ،والقناء في الأنف: طوله ودقة أرنبته مع حدبٍ في وسطه، وهو مدح في الرجل، دال على كمال خلقه، وعيب في الخيل ،ـ بعيد ما بين المنكبين، المنكب: مجتمع عظم العضد والكتف، وهو غاية في كمال المحاسن.

بسيط الكفين أي: واسعهما، شثنهما؛ وهو الذي في أنامله غلظ، وهو يحمد في الرجال دون النساء، ضخم الرأس والقدمين، منهوس العقبين، أي: قليل لحم العقب، لم يتجاوز شعره شحمتي أذنه، توفي صل الله عليه وسلم ولم يبلغ من شيبه عشرين شعرةً بيضاء، بين كتفيه خاتم النبوة صل الله عليه وسلم، قال السائب بن يزيد: “رأيت خاتم النبوة بين كتفيه صل الله عليه وسلم مثل زر الحجلة” رواه البخاري ومسلم رحمهما الله .

حكم الإحتفال بالمولد النبوي الشريف

قال مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية

إنَّ بدرَ التتمةِ، وسيدَ الأئمَّةِ، نبينَّا محمدًا صل الله عليه وسلم هو الذي أتمَّ اللهُ تعالىٰ به النعمةَ، وقوَّم به

الملةَ، وهدىٰ به العربَ والعجمَ، وحلَّت به أكابرُ النِّعَم، واندفعت به عظائمُ النِّقَم، فميلادُه صل الله عليه وسلم كان ميلادًا للحياة.

وتابع : في يوم الميلاد تتم نعمةُ الإيجاد التي هي سببُ كلِّ نعمةٍ بعدَها، ويومُ ميلاد النبي صل الله عليه وسلم سببُ كلِّ نعمةٍ للخَلْقِ في الدنيا والآخرة، وكرَّم اللهُ تعالىٰ أيامَ ميلادِ الأنبياء علىٰ نبينا وعليهم الصلاة والسلام، وجعلها أيامَ بركةٍ وسلامٍ؛ فقال سبحانه وتعالىٰ عن سيدنا يحيىٰ بن زكريا علىٰ نبينا وعليهما الصلاةُ والسلامُ:

{وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ…..}

[سورة مريم:15]، وقال علىٰ لسان سيدنا عيسىٰ ابنِ مريم علىٰ نبينا وعليهما السلام: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ…}. [سورة مريم:33]

 

وكما كانت لبني إسرائيلَ أيامٌ نجَّاهم اللهُ تعالىٰ فيها من ظُلمِ فرعونَ وبَطْشِهِ، وأمر نبيَّه موسىٰ علىٰ نبينا وعليه الصلاةُ والسلامُ أن يذكِّرهم بها؛ فقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا موسىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَىٰ النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}

[سورة إبراهيم:5]،

فكذالك من أيام الله تعالىٰ علىٰ أهل الأرض مولدُ النبي صل الله عليه وسلم الذي دفع اللهُ به عن أهل الأرض ظلماتِ الغيِّ والبغيِ والضلالة.

وقد سنَّ لنا رسولُ اللهِ صل الله عليه وسلم بنفسه جنسَ الشكرِ لله تعالىٰ علىٰ ميلاده الشريف؛ فقد صحَّ أنه صل الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه». [أخرجه مسلم]

وقد كان صل الله عليه وسلم رحيماً ذو خُلق عظيم

طبت حياً وميتاً يا رسول الله.

السابق
تهنئة لأجمل عروسين
التالي
تهنئة لأجمل عروسين

اترك تعليقاً