التعليم
أخر الأخبار

“الكتب الصوتيه” سوق جديدة للكتاب تزدهر في “عصر التكنولوجيا”

“الكتب الصوتيه” سوق جديدة للكتاب تزدهر في “عصر التكنولوجيا”

 

كتب:هدى شهاب

 

“بعد الكتب المطبوعة و الالكترونية” قطار المعرفة يصل لـ”الكتاب المسموع”

مع الثورة التكنولوجية الحديثة و سيطرة هواتفنا الذكية و نمط الحياة
السريع على جُل أوقات فراغنا، قَلَما يجد أحدنا بعض الوقت لتصفح وقراءة
الكتب الورقية،بل حتى صارت تلك الأوقات والطقوس الجميلة التي
نقضيها في قراءة رواية أو مطالعةً كتاب ما نادرة جداً،لا يقدر عليها إلا كُل
من هو مُحب للقراءة و الإطلاع,لذا بعد إن ازدهرت سوق الكتب المسموعة
في العديد من دول العالم الغربي كالسويد و فرنسا و الولايات المتحدة
الامريكية, اقتحمت الكتب الصوتية سوق الكتب المصرية بقوة بعد أن
اتجهت دور النشر في مصر و الدول العربية حديثاً لتحويل النصوص
المقروءة إلى وسائط مسموعة audiobook,فيقول ناشرون ومؤلفون إن
الكتاب المسموع حقق انتشاراً خلال السنوات القليلة الماضية في المنطقة
العربية،لكنه رغم ذلك يواجه بعض الصعوبات التي تحول بينه و بين الصدارة في وسائل الاطلاع.
عرف العالم تحويل النصوص المكتوبة إلى مواد مسموعة أول مرة في
ثلاثينيات القرن العشرين تقريباً عندما كانت تستخدم في المناهج التعليمية
بالمدارس والجامعات,فكانت تُباع على إسطوانات أو أشرطة “كاسيت”،
لكن الشكل الحديث لتحميل الكتب على منصات ومواقع إلكترونية وطرحها
للبيع لم يظهر إلا بعد ذلك بنحو نصف قرن,وفي العِقد الأخير بدأت الحياة
تدُبُ من جديد في الكتب الصوتية التي لاقت استخدامًا كبيرًا في أوساط
شريحة واسعة بمشغلاتMP3 ,و الآن بعد انتشار الهواتف الذكية صار الناس
يستمعون إلي كتبهم المفضلة بكل سهولة أثناء العمل أو التنقل من مكانٍ لآخر أو أثناء ممارسة الرياضة أو إنجازهم مهمة أخرى.

"الكتب الصوتيه" سوق جديدة للكتاب تزدهر في "عصر التكنولوجيا"

إحصاءيات عن الكتب الصوتية

تعد صناعة المحتوى الصوتي صناعة مزدهرة وتنمو بصورة سريعة، فوجود
الكتب الصوتية نعمةً كبيرةً لأولئك الذين يعانون من ضعف أو فقدان
البصر،وهي مفيدة أيضاً في قطاع التعليم التي انتشرت فيه الكتب
الصوتية بشكل كبير,فضلا عن إنها مفيدة لأي شخص آخر يعشق القراءة
ولكنه لا يستطيع العثور على الوقت المناسب,لذا تعد الكتب الصوتية مطلوبة و مرغوب فيها حول العالم
و في هذا الصدد ذكرت صحيفة “لوبينيون” الفرنسية أن مبيعات الكتب
الصوتية في فرنسا ارتفعت خلال عام 2018% بنسبة زيادة 20%, أما في
الفترة ما بين 2016-2018 بلغت مبيعات الكتب الصوتية في الولايات
المتحدة الأمريكية 2.5 مليار دولار، وباع الناشرون الأمريكيون عام 2018
وحدها ما قيمته 940 مليون دولار،أما المستمعون في البلدين كانوا من فئة
الشباب، حيث بلغت نسبتهم 50% من إجمالي المستمعين، وأن أكثر الكتب مبيعًا كانت كتب الخيال العلمي والألغاز والإثارة
أما في العالم العربي ارتفع متابعو الكتب الصوتية بشمل كبير لاسيما بعد أن
انتشرت العديد من التطبيقات و المواقع الالكترونية لاستماع الكتب مثل
تطبيقات”كتاب صوتي”و”اقرأ لي”,و”اسمع كتابك”.و”مسموع”,وغيرهم
الكثير. فضلا عن موقع”Audible “التابع لشركة Amazon الأمريكية، و التي تعد أكبر الشركات في العالم بهذا المجال.
و في شهر يناير من هذا العام اقتحمت “جوجل”أيضا سوق الكتب الصوتية
بمميزاتٍ تُعطيها الأفضلية لدى المستهلكين حول العالم، بعد أن أطلقت
منصتها الخاصة ببيع الكتب الصوتية على نظام الأندرويد، وذلك دون
اشتراك شهري مُلزم للمستخدم كي يتمكن من الدخول للموقع وتصفح الكتب الموجودة فيه.
كما أعلنت “جوجل” عن بيعها الكتب الصوتية عبر متجرها جوجل بلاي،
وأنها ستُتيح الكتب في 45 بلدا وبتسع لغات وبدون اشتراك شهري ثابت
ولكن يُمكن شراء الكتب الصوتية بشكل فردي، وكذلك تُقدم خصماً بنسبة 50% لأول كتاب تشتريه!!,
هذه أهم شركات إنتاج كتب صوتية في العالم اليوم تتزاحم لاقتسام
الكعكة، ناهيك عن مئات الشركات الصغيرة والناشرين الأفراد،التي تُحاول
التوسع والمستفيد الأكبر هو المستمع الذي لا يعلم ماذا يدور في الكواليس
حين يهرول في الصباح الباكر للعمل واضعاُ سماعات في أذنيه ليسرقه كتابه
الصوتي من أجواء العمل الرتيبة أو يذهب بالمساء للتنزه للشاطئ و هو
يستمع لكتابه المفضل بأداء تعليق احترافي لكتاب لعالم الفانتازيا أو بكتاب
لعالم الجريمة بقلم أجاثا كريستي فيبحث معها عن الفاعل !!

كتاب مسموع وآخر مقروء

رغم انتشار الكتب الصوتية بشكل كبير في الفترة الأخيرة، قد يتساءل
البعض هل الاستماع إلى كتابٍ ما يشبه قراءته ويعود للمستمع بنفس
الفائدة؟و لمعرفة الاجابة على هذا السؤال قامت العديد من الجامعات حول
العالم بالابحاث و الدراسات على القراء و المستمعين للكتب الصوتية لقياس
معرفة مدى امتصاص القارئ أو المستمع للمعلومة,و مدى استمتعاهم
بالخيال النابع عن القراءة او التخيل المصاحب لنبره المعلق الصوتي,و كانت
النتائج جميعها شبه متقاربة ولا يوجد اختلاف بيّن و لكن على الرغم من هذه النتائج إلا ان هناك فرق بين الكتاب المطبوع والمسموع.
لاسيما بعد أن أثبتت أحد تجارب علم النفس بجامعة فيرجينيا بالولايات
المتحدة الأمريكية,أن غالبية القراء الذين يستمعون للكتب الصوتية
يفضلون الكتب المطبوعة و لكنهم يلجأون لها قسرا إما لإنشغالهم الدائم عن
القراءة او لظروف تتعلق بالرغبة في تجربة معرفية جديدة جنبا إلى جنب
مع الكتاب المطبوع,لتقول الدراسة:”على الرغم من أن البشر يتقاسمون
المعلومات شفهيًا منذ الخليقة,و أن الكلمة المطبوعة اختراع متأخر جدًا عن
السماع,إلا أن الكتب المطبوعة مفضلة أكثر عند محبي المطالعة و المعرفة
حول العالم, خاصة محبوا القراءة فلا يمكنهم الاستغناء عنها,فالكتب
المطبوعة تُسهل جداً عليهم العودة والعثور على النقطة التي توقفوا
عندها،خاصة إذا كان القارئ يُحاول فِهَمَ نصٍ مُعقد،فالقدرة على التراجع
السريع و من ثَم إعادة النظر في طيات الكتاب و صفحاته قد تساعد في ا
لتعلم،و من المحتمل أن يكون ذلك أسهل أثناء القراءة مقارنة
بالإستماع،كما أن طي صفحة من الكتاب يمنحك أيضاً استراحة بسيطة،و
قد يؤدي هذا التوقف المؤقت إلى توفير مساحة لعقلك لتخزين المعلومات
التي تستوعبها,فضلاً عن أن الشعور بالكتاب و تقليب صفحاته و رؤيا
السطور و حركة العين على الكلمات تجعل القارئ يُسجل المعلومات التي
قرأها في عقله بشكل أفضل،ـبل و يستمتع بكل سطر قرأه بشكل أفضل
فالكتاب المسموع لن يكون بديلاً عن الكتاب الورقي,فالكتاب المسموع مكمل للكتاب الورقي “.

العرب لا يحبون القراءة بل الإستماع

ازدهرت سوق الكتب الصوتية في مصر بعدما تزايدت تطبيقات ومواقع
الكتب المسموعة خلال العامين الماضيين لتصل لعشرات التطبيقات و
المواقع الإلكترونية,و إنما يعود السبب وراء ازدهار تلك الكتب بين فئة
الشباب خاصة هو أن الأجيال الجديدة معظمها تشعر بحاجز بينها وبين
الكتاب بسبب الميراث المتراكم من الحفظ في مناهج التعليم لكن الكتاب المسموع يشكل وسيلة أكثر قبولاً لهم للتفاعل مع الكتب.
لذا لم تعد تكتفي المنصات الإلكترونية ومواقع الكتب المسموعة بتحويل
المقالات و كتب الشعر فقط لمادة صوتية و إنما في الأعوام القليلة الماضية
بدأت تعمل على تقديم نصوص أدبية وفكرية لكتاب كبار أمثال نجيب
محفوظ وتوفيق الحكيم و عباس العقاد وحرص عدد من الروائيين على
طرح إصداراتهم الجديدة في الأسواق مطبوعة ومسموعة في الوقت ذاته.

كتب//هدى شهاب

مجلة زهوة//مواضيع اخرى للمجلة

غياب دور الكتاب بين الشباب في مصر
تنظيف الرؤس السوداء من الوجه—خبيرة التجميل تيسير فهمى

كفالة الأيتام وريعايتهم واصلاحهم 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تنبيه: يامصدقين في العشم : ،،،،،،،،Zahuaa زهوة حكايات وخواطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى