فاكر ايام الكورونا
بقلم الكاتبة/ دعاء يوسف
هاجس سخيف طفولي انتابها و هي ترتع في رفاهية من رائحة الكحول باهظ الزمن ترش به كل ما تطوله أناملها من اثاث او بشر ….
يوما ما ستصبح ذكريات ككل الذكريات و سنتهكم في سخرية مصرية محببة …
فاكر ايّام الكورونا و ربما تصبح نوادر في شهرة نوادر جحا او علي بابا و الأربعين حرامي
ارتسمت علي شفتيها بسمة شريرة ( متخيلة كم الإفيهات التي ستمتلئ بها
صفحات الفيس بوك ) سرعان ما قطعتها عطسة مدوية ….. تتبعها لحظات صمت مريب ثم يصرخ صوتا من احدى الغرف ” مين عطس ؟؟!!!”
يليها تخيل مرعب لفيروس الكورونا الأخضر يقف عند أرنبة انفها ممسكا بحربة
حمراء كحربة ابليس في الروايات المصورة يحاول شق طريقه الي داخل
جهازها التنفسي و يتحول البيت فجأة إلي خليه من النحل ….” هات الملح …دفي الميه ….بسرعة قبل ما يدخل ) و تبدأ عملية التعذيب في زج سائل مملح لاذع
الي حلقك و ربما تأخذك الحرفية و الضمير في زج بعض منه الي انفك أيضا و
تسمع ذلك الصوت البشع للماء يترجرج في حلقك كصوت بالوعة مسدودة
توشك علي الانفجار و ينتابك احساس ماء موج البحر عندما يندفع الي انفك و حلقك حينما تتعامل مع موجة عارمة بغشامة كالمصطافين الغلابة .
ثم يليه إجراءات روتينية من قياس حرارة الي أسئلة تدفعك دفعا الي اوهام و
محاكاة للمرض كأحدث اجهزة ال7d بالملاهي … هل يؤلمك جسمك ؟؟ هل
تعاني من صعوبة في البلع ؟؟ و ربما يحاول احدهم التخفيف من وطأة الموقف فيميل بجسده ضاحكا كيونس شلبي ” انتى الكورونا ؟! ”
البطانية الحمر:
و ينتهي بك الحال علي الأريكة الوارفة في اكثر غرف المنزل ترفيها حيث
الشمس و التهوئة … و التليفزيون الذكي ذى الشاشة الكبيرة و النت الأقوى و تلك
البطانية الحمراء التي يسعي الكل الي التحافها ليلا عند الالتفاف لمشاهدة Netflix
و ينظر إليك الجميع باعتذار مطأطأ الرأس و يدعونك الي حجرك الصحي المرفه …..
و تسكن في دفء تحاول ان تدفع كل الأعراض التي قرأتها بمقالات اجاثيا
كريستي عن الكورونا من التسلل الي اغشيتك المخاطية و تحاول إقناع نفسك
بالاستمتاع بالإجازة الإجبارية التي حصلت عليها من كونك الحاصل علي المركز الاول في مسابقة master chef
و يداعب النوم جفونك لا يعيقه الا ضحكتك المتقطعة كلما تخيلت افيه جديد يعقب هاشتاج فاكر ايام الكورونا.