تربية الأبناء -مسعد الشايب

تربية الأبناء 

يكتب لنا  : الدكتور الشيخ مسعد الشايب

 تربية الأبناء وكيفية حل مشاكلهم

الأبناء ورعايتهم مسئولية مشتركة بين الأب والأم وتربية الأبناء ورعايتهم ليست بالأمر الهين السهل ففوق أنها مهمةٌطويلةٌ وشاقةٌ

تمتدُ لعددٍ من السنوات، فهي أيضًا مليئة بالمشاكل التربوية التي تواجه الوالدين

وتحتاج إلى رويةٍ وطولِ فكرٍ لحلها وتجاوزها، وفي هذا المقال أسرد بعض هذه

المشاكل، مبينًا أسبابها وطريقة مواجهتها وحلها في شريعتنا الإسلامية الغراء، كالتالي:

((الغيرة والحسد بين الأبناء))

ومن أسبابها: اعتقاد الأبناء أو بعضهم أن الوالدين يفضلون إخوانهم عليهم

ويحبونهم أكثر منهم، وأقدم غيرة في التاريخ وسجلها القرآن الكريم

هي غيرة ابن آدم (قايين) من أخيه (هابيل) كما في سورة المائدة

،وأشهرها وسجلها القرآن الكريم أيضًا غيرة إخوة يوسف (عليه السلام)

من يوسف وأخيه (بنيامين).

ومن الحل الناجع لها: (أولًا): دعاءُ اللهِ (عزّ وجلّ) مخلصًا في الدعاء بأن

يلقي المحبة بين جميع الأولاد.وأن يؤلف بين قلوبهم.

(ثانيًا): إشعارُ مَنْ يتصفون بالغيرة والحسد بالعناية والرعاية والحب

والاهتمام في حضرة إخوانهم الذين يغارون منهم.

(ثالثًا): تخصيص بعض الهدايا لمَنْ يتصفون بالغيرة، والقول لهم إنها هدية

لهم من عند إخوانهم.

(رابعًا): ترك المدح والثناء للأبناء الذين يُغار منهم أمام الأبناء الذين يتصفون بالغيرة.

(خامسًا): إظهار العدل والمساواة بين جميع الأبناء حتى تنزع تلك الغيرة وهذا الحسد من قلوبهم.

 مشاكل تربية الأبناء ((سوء اختيار الصاحب والصديق))

وهذه هي أشهر مشكلة في تربية الأبناء ومن أسبابها:

إهمال الوالدين في مراقبة أولادهما، وعدم سماعهم، والمعاملة الجافة منهم

تجاه أولادهم (افتقاد الصدر الحنون).

ومن الحل الناجع لها:

(أولًا): مراقبة الأولاد مراقبة جيدة، ومراقبة هواتفهم الخلوية وصفحاتهم على

مراقبة ما يشاهدونه على وسائل الميديا والانترنت وغيرها

ومشاركتهم في اختيار أصدقائهم من البشر.

(ثانيًا): بيان هدي الإسلام لهم في اختيار الصديق ومواصفاته.

بيان أن الصحبة قد تكون معنوية كما أنها مادية.

وسائل الاتصال الاجتماعي، والفضائيات، والانترنت وما يبث عليه، وقراءة الكتب…إلخ كل ذلك من أنواع الصحبة.

(ثالثًا): تحذيرهم من أصدقاء السوء، وبيان أن الصاحب كما يقولون: ساحب

،وضرب قصص لذلك من الواقع والتاريخ الديني والأدبي.

(رابعًا): المعاملة لهم بلطف، وإضفاء الحنان عليهم بالملاعبة وغيرها

الاستماع لهم ولمشاكلهم، كما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
((المبالاة وعدم الاستجابة للتوجيه))

وهي مشكلة شائعة أيضًا، ومن أسبابها: التسامح الزائد عن حده من الوالدين

تجاه أولادهم، العقاب المتكرر والمستمر، والضغط على نفسية الطفل.

ومن الحل الناجع لها:

(أولًا): الاعتدال في سياسة العقاب، وعدم الإفراط فيها .

(ثانيًا) عدم الضغط على نفسية الأولاد وتعويدهم تحمل الأشياء رويدًا رويدًا

وعدم إثفال كاهلهم بالحقوق والواجبات مرة واحدة

أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) بتعليم الأطفال الصلاة من سن السابعة وعقابهم

على تركها في سن العاشرة. (مسند أحمد).

(ثالثًا): الاعتدال في العفو والتسامح بلا إفراط أو تفريط، فمن أمن العقاب أساء الأدب.

((التذمر من الدراسة والتسرب منها))

ومن أسبابها: قسوة المعلم وعنفه وسلوكه السيئ في المؤسسة التعليمة

الضغط على الأطفال بكثرة الدروس وطول الفترة الدراسية

عدم استقطاع وقت للترفيه والتنزه بعد التحصيل الدراسي

ومن الحل الناجع لها:

(أولًا): إعداد المعلم إعدادًا تربويًا وسلوكيًا قبل التصدي للتعليم.

(ثانيًا): تعويد الأطفال الاعتماد على أنفسهم والتقليل من الدروس والالتزامات التعليمية (التوجه للفهم بدل

(رابعًا) استقطاع وقت للرا حة والتنزة وإخراج الطاقة السلبية

والشحن بالطاقة الإيجابية.
((التمرد على قيم المجتمع وأخلاقياته، وعاداته وتقاليده))
من أخطر المشاكل في فترة المراهقة، ومن أسبابها: سوء اختيار الصاحب .

ومن الحل الناجع لها:

(أولًا): حسن اختيار الصاحب والصديق، فهو كما تقدم ساحب.

(ثانيًا): الحوار الدائم الهادي من قِبل الوالدين مع هؤلاء المراهقين .

(ثالثا): بيان المعنى الحقيقي للحرية وضوابطها في الإسلام

وأنها حرية مقيدة بضوابط عديدة دينية واجتماعية وثقافية

تتلخص في عدم المخالفة للدين الإسلامي عقيدة وشريعة وأخلاقًا.

كتبه الدكتور

# مسعد أحمد سعد الشايب

#مجلة زهوة