مولد النبي
بقلم الدكتور الشيخ /مسعد الشايب
مولد النبي
الحمد لله ربّ العالمين، الحمد لله الذي أنار الوجود بميلاد خير مولود، مولد النبي وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لاشريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير، سبحانه سبحانه بعث فينا رسولا
من أنفسنا يتلوا علينا آياته، ويزكينا، ويعلمنا الكتاب والحكمة، وقد كنّا من قبله في ضلال مبين، وأشهد
أن سيدنا ونبينا، وحبيبنا، وشفيعنا محمداً عبده ورسوله
هو الذي قد حاز كل الكمال ***** وخصّ بالفضل وحسن المقال
هو الذي جاءنا من الله رحمةً ***** مفرقاً بين الهدى والضلال
محمدٌ المبعوث من هاشم ***** أفضل من حاز جميع الخصال
صلى الله عليه طول المدى ***** ما عطّر الكون نسيم الشمال
يوم مولد الحبيب
الأحبة الكرام كلما هلّ علينا شهر ربيع الأول جدد المسلمون ـ في شتى بقاع الأرض من مشرقها إلى
مغربها ـ جددوا الاحتفاء والاحتفال بميلاد سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وميلاد رسول الله
هو ميلادُ الرحمة، قال تعالي:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء:107]، هو ميلادُ النور، قال تعالى:
{يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ
مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ}[المائدة:15]، هو ميلادِ الهداية، قال تعالى:{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ*صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ}[الشورى:53،52].
ولأن لكل مقام مقال فمن اللائق بنا ـ ونحن نجدد الاحتفال والاحتفاء بميلاد سيدنا رسول الله (صلىالله عليه وسلم) ـ
من اللائق بنا أن نطوف حول ميلاد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فأعيروني يا عباد الله القلوب واصغوا إليّ بالآذان والأسماع فأقول وبالله التوفيق:ـ
يوم ميلادة:
يوم ميلادة (صلى الله عليه وسلم) يتيما، والحكمة في ذلك:ـ
ولد النبي (صلى الله عليه وسلم) صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول من عامِ محاولةِ أبرهة الأشرم الحبشي هدم الكعبة بالفيلة،
والذي يُعرف بين علماء السير بعام الفيل،بعد خمس وخمسين يوما من حادثة الفيل ، وكان هذا الميلاد موافقا العشرين من شهر إبريل عام 571 من ميلاد
المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام)، فعن أبي قتادة (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) سئل عن صيام يوم الاثنين فقال: (ذَاكَ يَوْمٌ
وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ ـ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ) (رواه مسلم)
وقد اقتضت حكمة الله (عزّ وجلّ) أن يولد النبي (صلى الله عليه وسلم) يتيما، فقد مات أبوه وهو
لايزال جنينا في بطن أمّه؛ مات بعد شهرين من حمل السيدة آمنة بنت وهب بالمصطفى (صلى الله عليه وسلم)،
والحكمة في ذلك: أن يتولى الله (عزّ وجلّ) تربيته، وعنايته ورعايته بدون تدخل أبوي،
قال تعالى:{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى}[الضحى:6]، وعن ابن مسعود (رضي الله عنه)، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (أدَّبَنِي رَبِّي فأَحْسَنَ تَأدِيبِي) (أدب الإملاء لابن السمعاني)
نسب النبي:
ولد النبي (صلى الله عليه وسلم) يتيما؛ حتى لايدعي أحدٌ أن النبي (صلى الله
عليه وسلم) قد أشرب حب الزعامة والرياسة من أبيه (وأنى ذلك ليتيم منكسر؟)، ولد النبي يتيما؛ حتى لا يدعي أحد أن اليتم نقمة
يحول بين الانسان وأعلى المراتب، بل إن اليتم في كثير من الأحوال داعيٌ إلى التقدم والرفعة،
جاء نبينا (صلى الله عليه وسلم)، وخرج إلى هذه الدنيا باجتماعٍ شرعيٍ بين آبائه وأمهاته، فلم يكن في نسبه الشريف شئٌ من سفاح الجاهلية
فهو (صلى الله عليه وسلم) قد تنقل في الأصلاب الطاهرة، والأرحام الطاهرة حتى جاء إلى هذا الدنيا.
وفي هذا يقول (صلى الله عليه وسلم): (خَرَجْتُ مِنْنِكَاحٍ، وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أَنْ وَلَدَنِي أَبِي وَأُمِّي, لَمْ يُصِبْنِي مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيْءٌ)
(الشريعة للآجري عن علي رضي الله عنه بسند حسنِ)، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك، قال تعالى:
{وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}[الشعراء:219]، فعن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنه قال في هذه الآية:
(يعني تقلبُه من صُلْبِ نَبِيٍّ إلى صُلْبِ نَبِيٍّ، حتى أَخْرَجَه نَبِيًا) (تفسير ابن كثير)، وهذه مكرمة توافرت للنبي (صلى الله عليه وسلم)
التنبيهات : : ما لا تعرفه عن طفولة النبي— (صلى الله عليه وسلم) ما لا تعرفه عن طفولة النبي
التنبيهات : هل التاتو يأخذ حكم الوشم؟ : ،،،Zahuaa زهوة مجلة زهوة
التنبيهات : ((عشرة أمور لجلب الرزق)) Zahuaa زهوة مجلة ((عشرة أمور لجلب الرزق)) : ،،،،،