هل التاتو يأخذ حكم الوشم؟
كتبه الشيخ الدكتور
#مسعد أحمد سعد الشايب
الحمد الله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء، وسيد المرسلين سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وبعد:هل التاتو يأخذ حكم الوشم؟
((حث الإسلام كلا الزوجين على التزين للأخر))
الإسلام هو دين الطهارة والجمال والنظافة، وقد دعا إلى الطهارة ظاهرًا وباطنًا، فقال
تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}[البقرة:222]، وقال (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ) (رواه مسلم).
وقد حثت الشريعة الإسلامية كلا الزوجين على التزين للأخر، فعن ابن عباس (رضي
الله عنهما) قال: (إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَتَزَيَّنَ لِلْمَرْأَةِ، كَمَا أُحِبُّ أَنْ تَتَزَيَّنَ لِي الْمَرْأَةُ، لِأَنَّ اللَّهَ
تَعَالَى يَقُولُ: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[البقرة: 228]) (مصنف أبي شيبة)،
ودخلت امرأة أبى إسحاق على عائشة (رضي الله عنها) ـ وكانت شابة يعجبها الجمال
ـ فقالت لها: المرأة تحف جبينها لزوجها؟. فقالت: (أَمِيطِي عَنْكِ الْأَذَى مَا اسْتَطَعْتِ) (مسند ابن الجعد).
((الوشم وحرمته))
والمرأة إنسان نشأ وتربى في الزينة منذ نعومة أظفاره، قال تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي
الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ}[الزخرف:18]، وكان في الجاهلية قبل الإسلام
أنواعٌ عديدة من زينة النساء منها ما أقره الإسلام وأبقى عليه، ومنها ما حرمه ونهى عنه لما فيه من التدليس وقلب الحقائق، والتغيير لخلقة الله.
والوشم من أنواع الزينة التي حرمها الإسلام على النساء: وهو عبارة عن غرز الجلد
بإبرة حتى تسيل منه الدماء ثم يُذَرُّ عليه نيلةٌ أو كحلٌ ليزرَقَّ أو يَخضًّرَ.
والوشم كبيرةٌ من كبائر الذنوب، فقد لعن الله (عزّ وجلّ) من فعلته لنفسها أو لغيرها،
لأن فيه تغير لخلقة الله التي خلق عليها المرأة، وفيه طاعة لأمر الشيطان، قال (صلى
الله عليه وسلم): (لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ) (متفق عليه).
وعند بعض الفقهاء الوشم يمنع من صحة الصلاة؛ لأن موضع الوشم صار نجسًا، ومن
هنا أوجب أهل العلم إزالته إن لم يكن في إزالته ضررٌ محققٌ على الانسان أو إتلاف
عضو، أو ذهاب منفعته، وإن كانت الإزالة بالجرح، وقد تقدمت وسائل إزالة الوشم
اليوم وأصبح يزال بأشعة الليزر بعد أن كان يزال بالجراحة وقطع الجلد أو الكي
بالمواد الحارقة، ومن هنا أقول: يجب على كل امرأة أن تزيل هذا الوشم، وتتخلص من آثار الجاهلية.
((التاتو وتصنيفه وحكمه)) ا))(لفقهي))
التاتو: هو الرسم على الجسد في مواضع مختلفة بالحناء أو ببعض الأصباغ
الكيماوية، وهو نوعٌ من أنواع الزينة للنساء في عصرنا الحاضر.
وهو مباحٌ ولا حرج فيه قياسًا على الخضاب بالحناء في اليدين والرجلين
والشعر…الخ، وخصوصًا إذا كان من الزوجة لزوجها، فالمرأة مأمورة بالتزين لزوجها
كما تقدم ـ ومباحٌ إذا لم يترتب عليه كشف عورة المرأة المغلظة للنساء أو العورة
مطلقًا للرجال، ومباحٌ إذا لم يكن رسمًا لأشخاصٍ أو حيوانات كاملة، ومباحٌ إذا لم تسبب تلك الأصباغ الكيماوية ضررًا.
وهذا الرسم (التاتو) لا يُعد وشمًا، فالوشم هو: وخز الجلد بالإبر حتى تسيل منه
الدماء، ثم حشوها بالكحل أو مواد أخرى، وهو ثابت دائم، أما الرسم بالحناء أو
الأصباغ الكيماوية فإنه يزول، فلذلك كان الوشم محرمًا لتغييره خلقة الله، وكان الرسم بالحناء (التاتو) زينة مأذونًا فيها.
والله أعلى وأعلم وهو المستعان وعليه التكلان
#كتبه الشيخ الدكتور
#مسعد أحمد سعد الشايب
التنبيهات : تنظيف الرؤس السوداء من الوجه—خبيرة التجميل تيسير فهمى : Zahuaa زهوة