حكايات وخواطر

سجين المجتمع

سجين المجتمع 

بقلم/محمد حامد الزهار

 

كنت صغيرًا في الثامنة أو العاشرة لا أدرى حين سمعت أمى بعفوية تقول لأخي انظر

الناس يرفضون هذا لاتفعل هذا حتى لايقول عنك الناس كذا وكذا فكبرت على تلك

النظرة عندى هواجس أن المجتمع جميعه يهتم لما أفعل ولا أفعل بت أمش بعيون

متلصصة خائفة من نظرات الآخرين وكبرت مع هذا الهاجس حتى بلغت الثلاثين

تقريبا حينها وجدت نفسي اتمرد على عادات هذا المجتمع عفنها وقذرها وبت لا أكترث لما يقولون عنى.

لقد حطمت تلك القيود وتلك الأغلال التى وجدتها حول عنقى فعادات المجتمع

وتقاليده بعضها أو أغلبها أعراف بعيدة عن الدين والفطرة والقيم التى أخذوها أخذًا

عن بعض الأجداد والجدات فهي لاتمثلنى هي جزء من ثقافة المجتمع التى يحق لي أن أقبلها أو ارفضها فليست جميع الأعراف دين.

لقد سجن المجتمع الكثير والكثير حتى أصبح البعض عظامًا بالية أو كومة من لحم

وعظم لا تسمح للاستخدام الآدمي التقاليد العمياء والأعراف الخرساء جعلت من

البعض الذين لم يحالفهم التوفيق في هذه الحياة أشلاء ممزقة بقايا إنسان أو بعض إنسان.

فنظرة المجتمع للرجل على أنه السيد وأنه لابد أن يفعل كذا وكذاوأنه لا تهزمه

الظروف مهما كانت نظرة أسقطت الكثير في جب عميق أغواره ونظرة المجتمع

للمرأة أنها لابد أن تتحمل وتتحمل مهما كان حتى وإن كان المجنى عليها.

 

لا أبرئ أحدًا فالجميع يدفع الثمن ثمن غباءه أو ثمن قبوله أو ثمن رفضه لهذه العادات.

فهناك عادات وأفكار لابد أن نثور عليها جميعا فهي منافية للدين والعقل وأجدها

مبالغة صريحة فالنصوص التى نص عليها الشارع لتكون تخفيفا على الناس في

تجهيز بيت الزوجية أصبحت سببا للمبالغة والفخر بين العائلات قوائم المنقولات بعد

الطلاق عن اتفاق أو شقاق تنبؤك عما أقول فبيت الزوجية قديما كان تجهيزه على

الزوج بأشياء تعين على الحياة البسيطة كل على قدر حاله مع إعطاء الرجل لولى

العروس مهرًا يتفقا عليه حسب تقدير قريناتها في الأسرة أو الجيران حسب مؤهلاتها

العقلية وجمالها. ثم أصبح في العصر الحديث من باب التسهيل يعطى الزوج مهرا

وتقوم العروس بتجهيز بيت الزوجية على أن تكون هذه التجهيزات ملكا لها مكتوبة

في قائمة منقولات أو يكون مناصفة بينهم وأيضا تكتب قائمة منقولات. نجد أن هناك ظلم من المجتمع للبنات المبتدئات لحياة جديدة.

فالمرأة حين تنفصل عن زوجها عن اتفاق أو شقاق تحصل على كومة بالية فرش

الزوجيةلاتنفعها في حياتها بعد ذلك لا تستطيع أن تتكأ عليه في نوائب الدهر خاصة

إذا مات ابيها تفقد أنس الحياة فالأفضل أن يثور الناس على مثل هذه العادات فمن

حق المرأة المهر تضعه في شئ ينفعها يؤمن لها حياتها ويضمن لها شخصيتها.

فالمجتمع ينظر للمطلقة نظرة دونية أنها فاشلة صاحبة تجارب خرج بيت… الخ

لاتنتهي في حين أن الاسلام كرمها بل ونبي الإسلام تزوج من امرأة تزوجت قبله

اثنين الا يدلك هذا على نقص عقلى أو فكرى فهي امرأة أيضا لها الحق في حياة

كريمة بعيدة كل البعد عن هذه الأفكار لماذا يدفع المطلقات دائما أخطاء فكر متجمد

متحجر لماذا يتهم من يتزوج مطلقة بالنقص أو بالجهل إنقاص المطلقة حقها في

حياة شريفة أوجد علاقات غير شرعية تمثل قنبلة تكاد تنفجر أو تنفجر في كل

وقت فالمطلقة لها حاجات لابد أن تكون مشبعة مثلها مثل جميع النساء لذا على

المجتمع أن يعيد حساباته مرة أخرى وينظر للمرأة ككيان ويعيد النظر في الزواج

برمته وإعادة هيكلته مرة أخرى بما يضمن للمرأة حقوقها وللرجل حقوقه ولا يثقل

كاهله بكل هذه المتطلبات كي يبدأ حياة جديدة.

الكل سجين المجتمع وأفكاره التى باتت لاتمثلنى.

سجين المجتمع

#بقلم /محمد حامد الزهار 
#مجلة زهوة
السابق
بيبو الكرة المصرية
التالي
فته كوارع أكله مصريه أصليه

تعليق واحد

أضف تعليقا

  1. احمد هاشم قال:

    مقال رائع استاذ محمد

اترك تعليقاً