التعليم
أخر الأخبار

دروسٌ وعبرٌ من حوار موسى (عليه السلام) مع الله في سورة ((طه))

دروسٌ وعبرٌ من حوار موسى (عليه السلام) مع الله في سورة ((طه)) (1)

الحمد الله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء، وسيد المرسلين سيدنا

رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وبعد:

فقد تعددت حوارات سيدنا موسى (عليه السلام) مع رب العزة تبارك وتعالى في القرآن الكريم، من أعظمها وأوسعها الحوار الذي جاء في سورة (طه)، هذا الحوار الذي يعلمنا الكثير والكثير من الدروس والعبر كالتالي:
مكانة موسى (عليه السلام) ومنزلته عند ربه، فقد اختصه المولى تبارك وتعالى من بين جميع الأنبياء والرسل، بالكلام المباشر من وراء حجاب، كان منه ما ورد في القرآن الكريم من حوار مع رب العزة تبارك وتعالى، قال تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء:164].

مكانة مصر في القرآن الكريم، حيث ذكرت صراحة أربع مرات، وأشير إليها أكثر من ثلاثين مرة، وذكر العديد من بقاعها، وأهلها في القرآن الكريم، ومنها هذا الموضع من سورة طه، قال تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى* إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}[طه:12،11].

التأدب عند دخول الأماكن المقدسة، كالحرمين الشريفين والمساجد والكنائس…إلخ، فلابد من مراعاة الذوق العام عند دخولها، وقد أرشد هذا الحوار إلى ذلك فقد خاطب رب العزة تبارك وتعالى موسى (عليه السلام) قائلًا: {فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}، وكذلك فعل سلفنا الصالح حين طوافهم بالبيت كانوا يطفون حفاة.
النبوة اصطفاء واختيار من رب العزة تبارك وتعالى لمن أراد من عباده، وليست مكتسبة بالرياضيات الروحية وغيرها، قال تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [الحج:75]، وفي هذا الحوار يقول رب العزة لموسى (عليه السلام): {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} [طه:13]، إذا كان الأمر كذلك فلا يجوز وصف أحدٍ من رسل الله وأنبيائه بوصف العبقرية (التي هي استخدام الذكاء في التفوق والنبوغ).

الدعوة إلى توحيد الله (عزّ وجل) هي رسالة كل الأنبياء والمرسلين، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25]، وفي هذا الحوار يقول رب العزة لموسى (عليه السلام): {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} [طه:14].

فضل الصلاة، وعظيم مكانتها، فقد ذكرها الحق تبارك وتعالى بعد الأمر بتوحيده وعبادته، قال تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}، والمعنى: أقم الصلاة لتذكرني فيها، أو لتذكرني بها، أو لأذكرك بالمدح في عليين بها، أو حافظ بعد التوحيد على الصلاة. وهذا تنبيه على عظم قدر الصلاة إذ هي تضرع إلى الله تعالى، وقيام بين يديه، وعلى هذا فالصلاة هي الذكر، وقد سمى الله تعالى الصلاة ذكرا في قوله: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة:9].

التلذذ بمخاطبة الأحباب، وهذا مستفادٌ من إطناب موسى (عليه السلام) في الإجابة على رب العزة تبارك وتعالى حينما سأله عما بيمينه، فكان يكفي في الإجابة أن يقول: (عصاي) ولكنه أطنب في الإجابة مبينا بعض فوائدها تلذذًا بخطاب المولى تبارك وتعالى، قال تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} [طه:18،17]، وقد كان السؤال عن العصا مع أن الله لا يغيب عنه شيء تأنيسًا لموسى (عليه السلام)،فقد اطَّلع الله تعالى على ما في قلب موسى من الهيبة والإِجلال حين التكليم، فأراد أن يؤانسه ويخفف عنه ثِقَل ما كان فيه من الخوف

دروسٌ وعبرٌ من حوار موسى (عليه السلام) مع الله في سورة ((طه)) (1)

ثبوت معجزات الأنبياء، فمن سنة الله (عزّ وجلّ) في أنبيائه ورسله تأييدهم بالأمور الخارقة للعادة ( المعجزات) دليلًا على صدقهم في ادعائهم الرسالة من قبل الحق تبارك وتعالى، وفي هذا الحوار كانت عصا موسى (عليه السلام) إحدى المعجزات التي أمده بها الحق سبحانه وتعالى، فقد أمره الله بإلقائها فتحولت ثعبانًا بإذن الله، ثم أمره الحق تبارك وتعالى أن يضم يده إلى جانبه ويدخلها في جيبه فخرجت بيضاء ـ وكان موسى (عليه السلام) آدم البشرة أسود ـ خرجت بيضاء من غير علة ولا مرض حتى لا يظن أحد أنه قد أصابها برص، قال تعالى: {قَالَ أَلْقِهَا يَامُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى * وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى * لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى} [طه:19ـ23].

دروسٌ وعبرٌ من حوار موسى (عليه السلام) مع الله في سورة ((طه)) (1)

والله أعلى وأعلم
كتبه
الشيخ الدكتور: مسعد الشايب

هل بكرات “حجر اليشم” مفيدة لنضارة البشرة و نحت الوجه؟؟ إليكِ الحقيقة..

«سبيكترامي» تعلن عن شراكتها مع CipherTrace لتقديم حلول ذكية للعملات المشفرة

((الوقاية خيرٌ من العلاج))

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى