التعليم
أخر الأخبار

الإسلام دين الطهارة والنظافة

الإسلام دين الطهارة والنظافة

(أساليب وطرق الطهارة والنظافة في الإسلام)

الحمد الله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء، وسيد المرسلين سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وبعد:

((دعوة الإسلام للطهارة والنظافة))

فمما تميزت به الشريعة الإسلامية الغراء، أنها دعت إلى العناية العامة والدائمة بنظافة الإنسان والبيئة العامة من حوله، فالنظافة تحمي الجسد من الأمراض والجراثيم، والميكروبات والفيروسات، وبالتالي فالنظافة وسيلةٌ للحفاظ على الأنفس البشرية، التي لا تستطيع التعبد والسعي وعمارة الكون إلا بصحة جيدة.
ومما يدل على ذلك، أن الشريعة الإسلامية جمعت بين الطهارة المعنوية والحسية في آية واحدة، وبينت أن ذلك مما يستجلب محبة الله (عزّ وجلّ)، فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}[البقرة:222].

كذلك ربطت الشريعة الإسلامية بعض الطاعات والعبادات التي لا تنقطع أبدًا بأمور النظافة والطهارة، وجعلت تلك الطهارة والنظافة من شروط صحتها وقبولها عند
الحق تبارك وتعالى، كالتالي:

1. الأمر بالوضوء عند الصلوات الخمس، والوضوء فيه نظافةٌ للوجه والذراعين والعينين والفم والأنف والأذنين والشعر، والرجلين، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[المائدة:6]، وقال (صلى الله عليه وسلم): (لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاَةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ) (متفق عليه). كما جعل الوضوء واجبًا لمس المصحف وحمله، قال تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ*فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ*لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة:77ـ79]، وكتب (صلى الله عليه وسلم) لعمرو بن حزم وأهل اليمن: (أَنْ لاَ يَمَسَّ الْقُرَآنَ إِلاَّ طَاهِرٌ) (موطأ مالك). وندبنا النبي (صلى الله عليه وسلم) للوضوء عند النوم، فقال: (إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ…) (متفق عليه)، وعند إرادة معاودة الجماع أو النوم قبل الاغتسال من الجماع، قال (صلى الله عليه وسلم): (إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَعُودَ، فَلْيَتَوَضَّأْ) (رواه مسلم).

2. الأمر بالغسل ندبًا: وهو صبّ الماء على جميع الجسد مرة واحدة أسبوعيًا لنظافة الجسد، وللجمعة والعيدين والاجتماعات، قال (صلى الله عليه وسلم): (حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا يَغْسِلُ فِيهِ رَأْسَهُ وَجَسَدَهُ)(متفق عليه)، وعن عائشة (رضي الله عنها): كان الناس ينتابون (يحضرون) يوم الجمعة من منازلهم والعوالي، فيأتون في الغبار يصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم العرق، (فتخرج منهم الريح)، فأتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنسان منهم وهو عندي، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): (لَوْ أَنَّكُمْ تَطَهَّرْتُمْ لِيَوْمِكُمْ هَذَا) (متفق عليه). كما أمرت الشريعة بالغسل وجوبًا، عقب الجماع، وعقب إنزال المني، وبعد انقطاع دم الحيض والنفاس، لإباحة الصلاة وقراءة القرآن، كما في آية المائدة المتقدمة، وفي قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا}[النساء:43]، وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) للمرأة التي سألته عن كيفية الغسل من الحيض: (خُذِي فِرْصَةً مِنْ مَسْكٍ، فَتَطَهَّرِي بِهَا). قالت: كيف أتطهر؟. قال: (تَطَهَّرِي بِهَا). قالت: كيف؟، قال: (سُبْحَانَ اللَّهِ، تَطَهَّرِي). فاجتبذتها السيدة عائشة (رضي الله عنها)، فقالت لها: تتبعي بها أثر الدم. (متفق عليه)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ وَمَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ) (رواه مسلم).
3. الأمر بنظافة الشعر وإكرامه، وذلك بدهنه بشيء من الزيت، وتدليكه، وتسريحه، قال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ) (رواه أبو داود)، وعن عائشة (رضي الله عنها): (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يُبَاشِرُنِي وَأَنَا حَائِضٌ، وَكَانَ يُخْرِجُ رَأْسَهُ مِنَ المَسْجِدِ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ، فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ) (رواه البخاري).

4. الأمر بنظافة الفم والأسنان، فقال (صلى الله عليه وسلم): (لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاَةٍ) (متفق عليه)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (مَا لِي أَرَاكُمْ تَأْتُونِي قُلْحًا، اسْتَاكُوا، لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمُ السِّوَاكَ كَمَا فَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الْوُضُوءَ) (رواه أحمد).

الإسلام دين الطهارة والنظافة

الإسلام دين الطهارة والنظافة

 

5. الأمر بغسل اليدين عند الأكل، وعند الاستيقاظ من النوم، وبعد الانتهاء من قضاء الحاجة، فلعل عدوى أصابتها أو سار عليها شئ أثناء النوم أو كانت في مكان غير لائق، فعن عائشة (رضي الله عنها) قالت: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ لَمْ يَنَمْ حَتَّى يَتَوَضَّأَ وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ غَسَلَ يَدَيْهِ وَأَكَلَ) (رواه ابن حبّان)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ) (رواه مسلم)، وعن أنس (رضي الله عنه) قال: (كَانَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِذَا تَبَرَّزَ لِحَاجَتِهِ، أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فَيَغْسِلُ بِهِ) (رواه البخاري).

6. الأمر بتقليم الأظافر وقصّ الزائد من الأشعار، وألا يترك كل ذلك أكثر من أربعين يومًا، حتى لا تكون مصدرًا للأمراض والعدوى، فعن أنس (رضي الله عنه) قال: (وُقِّتَ لَنَا فِي قَصِّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفِ الْإِبِطِ، وَحَلْقِ الْعَانَةِ، أَنْ لَا نَتْرُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) (رواه مسلم).

7. الأمر بنظافة الثياب والنعال، فعن جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما) قال: أتانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرأى رجلا شعثا قد تفرق شعره فقال: (أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ، وَرَأَى رَجُلًا آخَرَ وَعَلْيِهِ ثِيَابٌ وَسِخَةٌ، فَقَالَ أَمَا كَانَ هَذَا يَجِدُ مَاءً يَغْسِلُ بِهِ ثَوْبَهُ) (رواه أبو داود)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ). قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. قال: (إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ) (رواه مسلم).

8. الأمر بنظافة الفراش عند النوم، قال (صلى الله عليه وسلم): (إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ…) (متفق عليه).
9. الأمر بنظافة الغذاء وآنيته، فقد يتسرب إليهما بعض الأذى، قال (صلى الله عليه وسلم): (غَطُّوا الْإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، فَإِنَّ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ، لَا يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ، أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ، إِلَّا نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ) (رواه مسلم)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيُرِقْهُ ثُمَّ لِيَغْسِلْهُ سَبْعَ مِرَارٍ) (رواه مسلم).

10. الأمر بنظافة الأفنية والبيوت، قال (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ اللَّهَ طِيبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُوا بُيُوتَكُمْ، وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ الَّتِي تَجْمَعُ الْأَكْنَافَ فِي دُورِهَا) (رواه أبو يعلى).
11. الأمر بنظافة المساجد، قال (صلى الله عليه وسلم): (البُزَاقُ فِي المَسْجِدِ خَطِيئَةٌ وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا) (متفق عليه)، وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قام أعرابي فبال في المسجد، فتناوله الناس، فقال لهم النبي (صلى الله عليه وسلم): (دَعُوهُ وَهَرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ، أَوْ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ) (رواه البخاري).

12. الاهتمام بنظافة الماء والهواء، قال (صلى الله عليه وسلم): (لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ) (رواه مسلم)، وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِذَا عَطَسَ وَضَعَ يَدَهُ أَوْ ثَوْبَهُ عَلَى فِيهِ، وَخَفَضَ أَوْ غَضَّ بِهَا صَوْتَهُ) (رواه أبو داود).

الإسلام دين الطهارة والنظافة

 

13. النهي عن قضاء الحاجة في الطرقات وفي استراحات الناس، قال (صلى الله عليه وسلم): (اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ). قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟. قال: (الَّذِي يَتَخَلَّى (يقضي حاجته) فِي طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ فِي ظِلِّهِمْ)(رواه مسلم).

والله أعلى وأعلم وهو المستعان وعليه التكلان
كتبه الشيخ الدكتور
مسعد أحمد سعد الشايب

تابع مواضيع أ أخرى للمجلة

من له حق الحضانه

حقوق غير المسلمين علينا

9 فوائد صحية لزيت “الأفوكادو” .. تجعله ينافس “زيت الزيتون”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى