كتبت:هدى شهاب
هل يؤثر غذائنا على صحتنا العقلية ؟؟و ما هي العلاقة بين الغذاء والمزاج ؟؟
يمكن لأمور كثيرة أن تحدث عند تحسين نوعية الغذاء الذي نتناوله يومياً، أبرزها خسارة الوزن، و خفض خطر الإصابة بالأمراض، و امتلاك قوّة جسدية كفيلة للقيام بالمهام اليومية الصعبة.و لكن ما توصلت له مجموعة من الأبحاث العلمية أن للغذاء تأثير على حالتنا المزاجية لاسيما و أنّ هناك رابطاً بين الدماغ و الأمعاء ما يعني أنّ المأكولات التي تدخل الجسم لا تملأ الأمعاء وتُهدّئ شعورنا بالجوع فحسب، إنما تؤثر أيضاً في طريقة تصرّف الدماغ و المشاعر التي تَنتاب الشخص. يرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى أنّ أكثر من 90 % من هورمون السعادة “سيروتونين” الذي ينظّم المزاج، يأتي من الجهاز الهضمي، وفقاً لدراسة صدرت عام 2015 في المجلة العلمية ” Cell “، كما أكد الموقع الأمريكي للصحة النفسية “مينتال هيلث فيرست آيد” أن الغذاء ينعكس بالإيجاب على الحالة المزاجية. فمن المعروف أن أنماط الأكل غير الصحية يمكن أن تسبب تقلبات مزاجية.. غالبًا ما يتم إلقاء اللوم على تقلبات السكر في الدم والاختلالات في كيمياء الدماغ لنقص المواد المغذية اللازمة.. فبدون مصدر ثابت للوقود من الأطعمة التي نتناولها لا تعمل عقولنا وأجسادنا بشكل جيد.. لذا إليكم كيف يمكن لبعض عادات الأكل غير الصحية أن تغير مزاجك وصحتك العاطفية
• تفادى وجبات : يمكن أن يؤدي تفويت وجبة و خاصة وجبة الإفطار، إلى انخفاض نسبة السكر في الدم. لذا من المحتمل أن يجعلك هذا تشعر بالضعف والتعب مما يؤثر على حالتك المزاجية.
هل يؤثر غذائنا على صحتنا العقلية ؟
• الاستغناء عن تنوع الطعام: إذا قللت من تنوع الأطعمة في نظامك الغذائي، فقد يكون من الصعب الحصول على جميع العناصر الغذائية الأساسية التي تحتاجها.. فعلى سبيل المثال ترتبط المستويات المنخفضة من الزنك، و الحديد، و فيتامينات ب، والمغنيسيوم، وفيتامين د وأحماض أوميغا 3 الدهنية ، بتدهور الحالة المزاجية وانخفاض الطاقة. كما أن تناول الكثير من الكربوهيدرات المصنعة الغير الصحية مثل الخبز الأبيض والمعجنات إلى ارتفاع و انخفاض نسبة السكر في الدم بسرعة و هو ما يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الطاقة و عدم انضباط الحالة المزاجية.
• إلى جانب الحالة المزاجية والرفاهية العامة فإن دور النظام الغذائي في الحفاظ على الصحة العقلية مُعقد للغاية و لم يتم فهمه بالكامل بعد، و مع ذلك فإن الأبحاث التي تربط بين الاثنين تنمو بمعدل سريع في السنوات الأخيرة حيثُ تشير الدلائل إلى أن الطعام يمكن أن يساهم في تطوير الصحة العقلية فضلاً عن الوقاية من أمراض الدماغ المتعددة بما في ذلك الاكتئاب واضطرابات القلق و الزهايمر و غيرها من الأمراض، و بحسب “مينتال هيلث” فأن هناك دليل ثابت على الصلة بين نمط الغذاء الذي يتبعه سكان منطقة البحر المتوسط و تضاؤل احتمالية الإصابة بالاكتئاب، حيث إن نظام البحر المتوسط الغني بالفاكهة، و الخضراوات، و زيت الزيتون، و البقوليات و البروتين الخالي من الدهون، مثل الدجاج والسمك، و الشبه خالي من الدهون الغير صحية يُظهر أقل نسب في مستويات مرض الإكتئاب فضلاً عن دوره في انخفاض ضغط الدم، و كفاءة مستوى الإدراك، و تقليص احتمالية الإصابة بداء البول السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية لذلك أوصي بعض أطباء التغذية باتباع نمط غذائي صحي عام عالي المستوى، مثل نظام البحر المتوسط، ليس لتقليل احتمالية الإصابة بالاكتئاب فحسب، بل أيضا لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة أخرى، ربما تؤدي لاحقاً إلى الإصابة بالإكتئاب.
هل يؤثر غذائنا على صحتنا العقلية ؟
• يلقي الباحثون أيضًا نظرة فاحصة على سبب تأثير النظام الغذائي على الصحة العقلية تستكشف الدراسات تأثيرات النظام الغذائي على ميكروبيوتا الأمعاء (الكائنات الحية في الأمعاء) ، و المرونة العصبية (قدرة الدماغ على تعديل البنية و الوظائف) ، و الإجهاد التأكسدي (الضرر الخلوي) والالتهاب المزمن.. بينما لا يزال لدينا الكثير لنتعلمه عن تأثيرات الأنماط الغذائية على مشاكل الصحة العقلية، تشير الدلائل إلى أن اتباع نظام غذائي صحي يُمكن أن يكون له تأثير وقائي يقي من الأمراض و يخفض من نسب الإصابة بها.. في الواقع يعتقد الكثيرون أن التغذية الجيدة لا تقل أهمية للصحة العقلية كما هي للصحة البدنية.. و لبعض التغييرات الإيجابية التي يمكنك إجراؤها لتحسين نظامك الغذائي لدعم صحتك العقلية إتبع ما يلي :
1. تناول الطعام على فترات محددة طوال اليوم.
2. اختر كميات أقل من السكريات و الكربوهيدرات المصنعة و تناول المزيد من الحبوب الكاملة.
3. إدخل البروتين في كل وجبة .
4. تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة ثم قم بتضمين الأطعمة الغنية بأوميجا 3 ، مثل الأسماك الزيتية ، في نظامك الغذائي.
5. الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه.
6. اشرب الكثير من السوائل، و خاصة الماء.
7. مارس التمارين الرياضية بانتظام.
8. اتبع خطة غذائية صحية يمكن أن يبقيك نشيطًا و تساعدك على الشعور بأفضل ما لديك.
9. في حين أن التغذية الجيدة هي عنصر مهم في رفاهيتك العاطفية ، فهي ليست بديلاً عن الرعاية الطبية المناسبة والعلاج. إذا كانت لديك مخاوف بشأن صحتك العقلية ، فتحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك..